دائمة هي فلسطين، والدائم هو الله، نصركم دائم … الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون / الياس فاخوري




الياس فاخوري ( الأردن ) – الثلاثاء 2/5/2023 م …
 
ابدأ بما كانت تختم ديانا*، وبه أُنهي مستحضراً سورة المائدة – الاَية 56 وسورة المجادلة – الاَية 22
ليُقال “لنا ما هكذا عُرف الرثاء” فيكفينا مؤونة الرد الشاعر عبد المعين الملوحي:
“قولي لهم بل إنها نار بها احترق البكاء”
 
وبها رأت ديانا “حسّان” العربية اللبنانية تحمل الآية 17 من سورة الانفال، فابلت بَلاءً حَسَنًا وخطفت أبصار العالم من شرق أوكرانيا الى شمال فلسطين: 40 دقيقة من تاريخ المقاومة و70 كيلومترًا من الجغرافيا العربية الفلسطينية لتستحضر دولة الاحتلال قرب نهايتها!
 
نعم، حملت “حسّان” الآية 17 من سورة الانفال، وابلت بَلاءً حَسَنًا لتصبح القدس اقرب .. وفلسطين اقرب .. “فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ( 5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)” – سورة المعارج .. نعم، بذاكرة الحق النووية، وقنبلة اصحاب الارض الديموغرافية، ورجال الله في الميدان تخلق المقاومة اختلالاً مستداماً في التوازن الاستراتيجي لمصلحة فلسطين وأهلها! فصححوا البوصلة لتصححوا التاريخ، “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ”،  وباسم الله وجهوا “حسّان”، وكل “البنادق” الى تل ابيب .. وباسم الله اقرأوا: “نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ”!
 
كما نقرأ:
“فلسطين المحتلة – 23 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية خلال الـ24 ساعة الأخيرة (01/05/2023 | 22:48)
تواصلت أعمال المقاومة في الضفة الغربية، ضد قوات الاحتلال والمستوطنين، خلال الـ 24 ساعة الأخيرة.
 ورصد مركز المعلومات الفلسطيني “معطى”، 23 عملا مقاوما، بينهم 9 عمليات إطلاق نار، إلى جانب اندلاع المواجهات في 11 نقطة.
 واندلعت المواجهات في القدس وجنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية واريحا وبيت لحم والخليل.
 وأطلق مقاومون النار صوب قوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم نور شمس، وعلى حاجز جبارة في طولكرم.
 كما أطلق مقاومون النار باتجاه قوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم عقبة جبر في أريحا، وبلدتي الزبابدة وعنزا وحاجز الجلمة في جنين.
وطالت عمليات إطلاق النار حاجز بيت فوريك ومستوطنة “الون موريه” في نابلس، وتجمع لقوات الاحتلال قرب بلدة عزون شرق قلقيلية.
وتصدى الشباب الثائر للمستوطنين ورشقوا مركباتهم بالحجارة والزجاجات الحارقة في بلدة بيت أمر شمال الخليل.”
 
واليوم، بل الان، نقرأ:
“في الخامس من شهر شباط (فبراير) من العام الجاري، وبعد اعتقاله من قبل الاحتلال الإسرائيليّ إداريًا، أعلن الأسير خضر عدنان، (45 عامًا) من بلدة عرّابة قضاء جنين، الإضراب المفتوح عن الطعام، اليوم الثلاثاء، الثاني من شهر أيّار (مايو) ارتقى شهيدًا في “مستشفى” سجن الرملة، داخل ما يُسّمى بالخّط الأخضر، وفي الساعة السابِعة من صباح اليوم الثلاثاء، بحسب توقيت فلسطين المحليّ، أعلن جيش الاحتلال عن إطلاق ثلاثة صواريخ من قطاع غزّة إلى جنوب الدولة العبريّة، على ما يبدو ردًا أوليًّا على استشهاد عدنان.”
 
انهم اصحاب الارض، ورجال الله في الميدان يُحيلون الذُّل -ولو بالأحجار – عِزّاً وَيُذِلُّون المستحيلا ..
وهكذا نستعيد صرخة ديانا بصوت احمد مطر:
“ارفعوا أقلامَكمْ عنها قليلا
واملأوا أفواهكم صمتاً طويلا
لا تُجيبوا دعوةَ القدسِ
وَلَوْ بالهَمْسِ
كي لا تسلبوا أطفالها الموت النَّبيلا !”
وهنا لا بد من العودة “لدفاتر ديانا” وبعض مسوداتها والتغاريد:
 
“فهل أطلـق خليـل حـاوي الرصاص علـى نفسـه في السادس من حزيران عـام 1982، وهـو يــرى الجنــود “الإســرائيليين” يعربــدون في شــوارع بيــروت، ام اطلق رصاصـة الشـرف اليتيمـة في خزانـة المثقفـين؟ يومها انعقدت الخناصر، وارتفعت المناديل، وزغردت النساء، وتهيّب الرجال… يومها ولدت المقاومة. رصاصة خليل حاوي هي نقطة العبور بين مشاتل التبغ في الجنوب، وبساتين الليمون في طرابلس، وكروم الزيتون في الكورة، وسهول عكار .. ومنها ومعها الى وفي سوريا وفلسطين!”
 
كما لا تزال صورة عديّ التميمي مثلاً (أكرر مثلاً) ماثلة في الأذهان. مناضلٌ يقاتلُ ويستمرّ في القتال حتى بعدما زرعوا الرصاص في جسده ورأسه. قاتل بعد استشهاده فكان الشهيد الحي حقاً في المشهد الدرامي الوطني. رأيناه يقاتل ثم يموت، ثم يقوم من الموت بهدوء – اذ اكتشف أنّ ثمّة رصاصات في مسدّسه – ليطلقها ضد العدو .. المشهد جريء غير مسبوق الا في بعض الأساطير والكتب السماوية!
 
وكأن صاحب الفدائي كان يعنيه بقوله:
 
هو بالباب واقف،
 
 والردى منه خائف،
 
 فاهدأي يا عواصف،
 
خجلاً من جراءته،
 
صامت لو تكلّما،
 
لفظ النار والدما،
 
قل لمن عاب صمته،
 
خلق الحزم أبكما،
 
وأخو الحزم لم تزل،
 
يده تسبق الفما…،
  
اما “ميلاد” فأوّل مَنْ وُلِدَت بنطفةٍ مهربّةٍ.. طفلةٌ فلسطينيّةُ بالثالثة تهزِم الاحتلال وتلتقي لأوّل مرّةٍ والدها الأسير وليد دقّه .. !
 
فلا تدمنوا سياطُ حزيرانَ ، واعلموا 
ان البنادقُ لا تسكنُ الكتبا
لا تسقوا فلسطينَ أحلاماً ملوّنةً
ولا تطعموها سخيفَ القولِ والخطبا
فالشعر،كما جزم نزار قباني، غضبٌ طالت أظافرهُ
ما أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا ..
دائمة هي فلسطين، والدائم هو الله
 
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
الياس فاخوري – كاتب عربي اردني
****************************************************************
* ديانا: هي زوجة الكاتب ، الراحلة الكبيرة المفكّرة والكاتبة ديانا فاخوري …

قد يعجبك ايضا