ونجح نهج أوسلو ! / ابراهيم ابو عتيلة

صفقة القرن وسيلة لتحقيق حل الدولتين / ابراهيم ابو عتيلة – مدارات عربية

ابراهيم ابو عتيلة ( الأردن ) – الإثنين 14/9/2020 م …




للمرة الثانية ينجح نهج أوسلو بالسيطرة على على مفاتيح التحكم بكل ما تقوم به ” الفصائل ” الفلسطينية ، فلقد نجح أولاً عندما تسيد الموقف العباسي مخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي عقد في بداية هذا الشهر ، والذي لم يخرج بما يلبي ولو الحد الأدنى من طموح وتطلعات الشعب الفلسطيني ، ولا بما يرقى إلى مستوى الحدث وتطبيع الدول العربية مع الكيان الصهيوني وانهيار ما يسمى ” التوافق العربي ” المتمثل في ما يسمى ” مبادرة السلام العربية ” حيث لم يستطع ذلك الاجتماع الإشارة ولو بكلمة إلى المقاومة المسلحة كطريق من طرق المقاومة والتحرير ..

فبعد الاجتماع ، ووفق ما ورد في بيان المؤتمر الختامي ، تم تشكيل قيادة موحدة للمقاومة الشعبية تحاشى البيان تضمين عبارة ” بما فيها المسلحة ” فيه متوافقاً إلى حد بعيد مع  ما تطرحه باستمرار قيادة سلطة أوسلو بإقران المقاومة الشعبية بكلمة ” السلمية ” وإن لم يشر البيان بذلك بصريح العبارة إلا أن المضمون كان واضحاً ويتفق مع ذلك بشكل جلي .

وكنتيجة مباشرة وسريعة لحالة الترهل الفلسطيني ، جاء الرد الأمريكي الصهيوني العربي أولاً بفشل ” قيادة سلطة أوسلو ” باستصدار بيان يندد بالتطبيع ، وبحد أدنى بيان يطالب الدول المنضوية تحت الجامعة العربية بالإلتزام بقرارات تلك الجامعة ، بل وكاد الأمر يتجاوز ذلك بتوجه المؤتمرين لإصدار بيان يرحب باتفاقيات التطبيع ، وجاء كل ذلك رغم تبجح ” قيادة أوسلو ” بأنها ستترأس اجتماع الحامعة وستعمل على إصدار بيان يشجب التطبيع ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد تبع ذلك ثانياً الإعلان عن اتفاق تطبيع آخر مع  دولة عربية أخرى من دول الخليج … وسيتبع ذلك دول تطبيعية أخرى في المستقبل القريب .

تشكلت ” القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية ” وعقدت اجتماعها … وأصدرت بياناً خجولاً حول المقاومة مركزاً على دعوات لرفع الأعلام الفلسطينية تارة والأعلام السوداء تارة أخرى ، وربما أقول ربما كان ذلك مقبولاً كرمز للتحرك المقاوم في الأرض المحتلة ولكن أن يقوم المجتمعون بتوجيه الدعوة لرفع الأعلام على مستوى الوطن العربي فهي دعوة مزايدة ولن يستمع إليها أحد ، وفي حال فشلها ” وستفشل ” فإن ذلك سيعني بالضرورة خلق شعور آخر بالخذلان والسقوط والترهل الفلسطيني وكأن من دعا ويدعو لمثل ذلك لم يقرأ جيداً كل ما حصل على مستوى الشارع العربي منذ توقيع أوسلو التي فتحت الباب على مصراعيه لكل ما تم من تطبيع وتقارب بين الكيان الصهيوني وبعض الأنظمة الرسمية العربية .. فهل هذا هو هدف الدعوة لرفع الإعلام على مستوى العالم العربي ، أم أنه وهم من المجتمعين بأن الشارع العربي يحترمهم ويصغي إليهم …

 بيان من القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية لم يتجرأ ولو بكلمة على ذكر الكفاح والمقاومة المسلحة وكأنها أمر مرفوض مقدماً ، بيان لم يتجرأ على ذكر كلمة فلسطين التاريخية وكأنها أصبحت نسياً منسيا وباتت فلسطين عندهم ما احتل منها عام 1967 مجملين ذلك بعبارة وعاصمتها القدس وكأن لا وجود لحيفا وعكا ويافا و ….. ، بيان لم يقوى على الإشارة للميثاق الوطني الفلسطيني ولو بمحاولة دراسته وإعادة الإعتبار له ….

إن البيان الصادر عن تلك القيادة الموحدة لم يتجاوز أبداً ما تطرحه قيادة نهج أوسلو ، بل أن هذا البيان منح القوة لتلك السلطة وكأنه منحها بعضاً من المباركة والشرعية على نهجها المتساقط .

لقد قلت في مقال سابق عن اجتماع الأمناء العامين ” ليتهم لم يجتمعوا … ” والآن أعيد ما قلته سابقاً وأقول ” ليتهم لم يجتمعوا ولم يشكلوا هذه القيادة الموحدة التي تحلم بمقاومة رومانسية تجملها الأعلام الفلسطينية ” ..

قد يعجبك ايضا