الأردن … أوكازيون الإنتخابات النيابية / أسعد العزّوني

الهيئة المستقلة للانتخاب | Independent Election Commission

أسعد العزّوني ( الأردن ) – السبت 22/8/2020 م …




ها نحن المثقلين بجائحة كورونا وتداعياتها المفتوحة ،ندخل مرحلة الإنتخابات النيابية التي ستفرز لنا مجلسا نيابيا آخر،يمثل عبئا جديدا علينا قبل نهاية العالم الجاري،ونخوض نفس التجربة التي إعتدنا عليها في المجالس النيابية الماضية التي جاءت فعليا بعيدا عن صناديق الإقتراع ،بإعترافات من مسؤولين متنفذين يعرفون ماذا يقولون،ويحملون ذات الملف.

منذ بدء الحياة النيابية في الأردن ونحن نعاني من سوء أداء المجالس النيابية ،للعديد من الأسباب أهمها إفتقارنا لنظام إنتخابي سليم ،وإنعدام القوائم البرامجية الإنتخابية ،وحلول قوائم الحشوات محلها،وفرز نواب حارات بدلا من نواب وطن،وإختيار شخصيات تتمتع بوزن الريشة في غالب المرات،بدليل تقييمات أداء المجلس من قبل الجهات المختصة ،وآخرها كشف عن 12 نائبا فاعلا في المجلس النيابي الأخير،لذلك يحق لنا أن نسأل :أين بقية النواب؟

مطلوب أن يتم إختيار شحصيات كفؤة تمتلك الخبرة والكفاءة ،بعيدا عن المناطقية والعشائرية والجهوية،لأننا بحاجة لنواب قادرين على حمل ملفات حياتية وسياسية وإقتصادية كبيرة ،تهم الوطن والمواطن،إنطلاقا من كون النواب مشرعين ومراقبين على أداء الحكومات،ولو كان لدينا مجالس نواب إحترافية ومهنية ،لما وصلنا إلى ما نحن فيه وعليه،فمجلس النواب ليس مكان إستراحة بل هو ساحة عمل ومكان بذل جهد،ولا يغرنا من إستعرض علينا بحركات اليدين وعلو الصوت عند الحديث عن الحكومة ،لأننا نعلم أن هؤلاء هم أول من يمنح الثقة للحكومة .

بعيدا عن المجاملة والنفاق فإننا في الأردن وبناء على التجارب السابقة ،لسنا بحاجة لمجلس نيابي بصفته الحالية ،ولا حتى لحكومة كالحكومات التي تعودنا عليها ولم تترك أي منها بصمة تريح الشعب،بل نحن بحاجة إلى مجلس ملك يتكون من عشرة شخصيات وازنة مستقرة واعية ،خبيرة في الملفات الإستراتيجية ،تعين صانع القرار جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين على تسيير أمور البلد للمصلحة العامة،فنحن في عهد المجالس النيابية والحكومات السالفة لم نحصد قمحا بل عدنا محملين بالزوان.

قد يعجبك ايضا