في تصريح وقح لرئىس وزراء العدو نتانياهو قام بالتحريض على حزب الله قائلاً : ان على اللبنانيين ان ينتبهوا لان انفجار المرفأ قد يحصل مثله بسبب زرع حزب الله الصواريخ بين المجمعات السكنية، وانه اذا انفجرت هذه الصواريخ ستؤدي الى تدمير احياء بكاملها. ثم حذر حزب الله من انه اذا اراد الخروج من محنته الداخلية في لبنان بالاتجاه نحو «اسرائىل» فإن «اسرائىل» ستشن حرباً شاملة على لبنان كله.

اولا ان التحقيقات التي جرت اثبتت ان لا علاقة لحزب الله بانفجار المرفأ. ووفق التحقيق، فان الاهمال على المستوى الاداري، وعلى مستوى مديرين عامين، وعلى مستوى وزاري وكبار المسؤولين، والاستخفاف ببقاء نيترات الامونيوم في العنبر رقم 12 مدة سبع سنوات ونصف هو السبب بالانفجار الذي حصل، وكان يجب انهاء وجود هذه المادة الخطرة بعد شهر من وجودها في العنبر رقم 12 وان اجهزة امنية رفعت تقاريرها، وكان اخرها في 20 تموز 2020 من قبل جهاز امن الدولة، وقبلها من اجهزة امنية ومن ادارة المرفأ ومن ادارة الجمارك العامة، وكان الاستخفاف والاهمال هما اللذان اديا الى الانفجار، وان لا علاقة لاي حزب لبناني في هذا المجال، وبالتالي لا علاقة لحزب الله بهذا الموضوع لا من قريب ومن لا من بعيد.

 

نعود الى نتانياهو الذي يُحرّض الشعب اللبناني على حزب الله، فالشعب اللبناني واع، ويعرف نيات العدو الاسرائىلي ويعرف الجرائم التي قامت بها «اسرائىل» ضد الشعب اللبناني، وكم من الغارات وكم من الابنية دمّرها العدو، واغتال شخصيات على ارض لبنان، كما قصف مناطق آهلة بالسكان المدنيين الابرياء، ولا احد ينسى كيف احرقت «اسرائىل» عاصمة العرب بيروت سنة 1982 بالغارات الجوية وبأكثر من 1000 مدفع «ارض  ـ ارض»، كما قصفت الجسور والطرقات. ولا ننسى مجزرة قانا حيث استشهد الاطفال والنساء والعائلات بسبب القصف الاسرائىلي واحتلال الشريط الحدودي لمدة 18 سنة واذلّت اللبنانيين على الحواجز المحيطة بالشريط الحدودي. ولا ننسى ابداً اعتداءات العدو الوحشية علينا.

نتنياهو وبكل وقاحة، وجد ان لحزب الله علاقة بهذا الانفجار، ولكن الشعب اللبناني وكبار القضاة المحققين تأكدوا ان لا علاقة لحزب الله، وان فرنسا ايضاًَ من خلال وجود فريق فني تقني امني يُحقق في الموضوع، وقد ثبّت ان حزب الله لا علاقة له بانفجار المرفأ، ولذلك فاللبنانيون لن يتأثروا بتحريض نتانياهو للشعب اللبناني ضد حزب الله.

ان هدوء سماحة السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير، ما هو الاّ تعبير واضح عن ارتياح حزب الله من ان ليس لديه اي علاقة بهذا الانفجار، ويريد سماحة السيد حسن نصرالله من جمهور المقاومة ان يكون هادئاً في وجه الاتهامات الكاذبة والتهجمات الظالمة على المقاومة. ان هذا الاتهام لحزب الله معيب.

وكل ما يريده نتانياهو تحريض الشعب اللبناني، والسبب عجز «اسرائىل» عن اكتشاف امكنة الصواريخ المنتشرة للحزب في اماكن استراتيجية بعيدة عن الاماكن السكنية، وهذا ما اثبتته حرب تموز عام 2006 حيث لم ينطلق اي صاروخ من حي سكني ابداً، حتى ان العدو الاسرائيلي لا يعرف من اين انطلق، وان جهوزية المقاومة هي جهوزية استراتيجية عسكرية كاملة مئة بالمئة، تعرف اين تضع صواريخها ولا يعرف العدو امكنتها، ولو كان نتانياهو يعرف لكان مرتاحاً وغير قلق، لانه متأكد ان ايّ رد للمقاومة على فلسطين المحتلة والمراكز «الاسرائىلية» سيكون مدوياً، ولذلك فالعدو لا يتجرأ على شن اي غارة على الاراضي اللبنانية بل يشن الغارات خارج الاراضي اللبنانية.

لقد اصبح توازن الرعب لدى «اسرائىل» مكتملاً من صواريخ حزب الله وقدرة المقاومة على ردع «الجيش الاسرائىلي» من الدخول برياً لانه جرّب سنة 2006 وتكبّد خسائر بشرية وودمرت دباباته وطائراته، وكادت بارجة «اسرائىلية» كبيرة ان تغرق لولا سحبها الى مرفأ حيفا بأقصى سرعة بعدما قصفتها المقاومة.

نتانياهو في ازمة. يعرف ان جيشه قادر على الجيوش العربية، لكنه ليس قادراً على المقاومة وليس امامه سوى التحريض على المقاومة لدى الشعب اللبناني، ومهما كانت الاصوات التي تصرّح ضد سلاح حزب الله، فاننا نعتبر هذا السلاح هو ضرورياً وشأناً ًحيوياً جداً للشعب اللبناني لردع العدو الاسرائىلي من اي اعتداء على لبنان.

«اسرائىل» تحرّض اللبنانيين على المقاومة لكن دون جدوى، وهي خاسرة خائفة، وتعرف ان الزمن قد تغير، وأن قوة لبنان ليست في ضعفه  بل في المقاومة وجيشه وشعبه. ان الشعب اللبناني يعيش في امان لان سلاح المقاومة جاهز لضرب «اسرائيل». ومنذ عام 2006 لم يتجرأ العدو على عمل عسكري واحد ضد لبنان او اي شبر من ارضه، فيما امضى اكثر من 65 سنة وهو يعتدي على لبنان.

 نتانياهو مكشوفة تصريحاتكَ على انها سخيفة سطحية، واللبنانيون ليسوا اغبياء ويعرفون نياتكَ ونيات «اسرائىل» الشريرة المعادية للشعب اللبناني، واذا كان قلبكَ على لبنان، فنعرف انكَ مُخادع وتكذب حين تقول ان صواريخ المقاومة هي في الاحياء السكنية.

ان لدى نتانياهو عقدة هي عقدة نفسية، لانهم لا يعرفون اين هي الصواريخ وما هي قدرة المقاومة على ضرب «اسرائىل»، فكل كلامكَ يا نتانياهو ان قلبكَ على اللبنانيين هو غباء ولن تنتج شيئاً «لاسرائىل».

نتانياهو اعطاكَ ترامب القدس عاصمة لكَ، واعطاكَ السيادة على الجولان، وانتَ تريد الاغوار، لكن شبراً واحداً من ارض لبنان لن تستطيع ان تأخذ، وسيأتي يوم تتحرر فيه مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وسيأتي يوم ابعد من تلال كفرشوبا، وهذا اليوم آت لا محال، وسيكون في قلب فلسطين.