بوادرمغادرة واشنطن الامم المتحدة او تحويلها الى اداة لخدمة مخططاتها / كاظم نوري




هل اكتمل عقد الصقور في واشنطن؟ - الخليج الجديد

كاظم نوري ( العراق ) – السبت 13/6/2020 م …

منذ مجيئ ترامب وشلة الصقور المحيطة به من “الحزب الجمهوري” الى اروقة البيت الابيض  والعالم يشهد ازمة بعد اخرى حتى جاءت ” ازمة كورونا”  وانتشار الفيروس الذي الحق ضررا فادحا بالبشر والاقتصاد العالمي بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها لتتكشف قباحة الوجه الامريكي بشكل مرعب امام الدول والشعوب والحكومات حتى امام حلفائه  وقد  ظهرت الولايات المتحدة في مواقفها وكانها اشبه ب” الضبع الجريح” الذي ينهش جسد كل من يمر به.

منظمة الصحة العالمية كانت اول منظمة تتعرض للاذى الامريكي بعد ان حاولت واشنطن ايجاد تبريرات ” كاذبة” لتحميلها مسؤولية التواطؤ  مع الصين في انتشار ” وباء ” كورونا” حتى بدون اي دليل ثم التفتت الى محكمة الجنايات الدولية وفرضت عقوبات عليها لاعلانها ان عسكريين امريكيين ارتكبوا جرائم في افغانستان مما تسبب في امتعاض الادارة الامريكية وفرض عقوبات عليها  باعتبار ان جنودها في افغانستان ” رسل محبة وسلام” وان طائراتها وقواتها الاخرى ترمي بالحلوى والشكولاته على ابناء الشعب الافغاني وللعام الثامن عشر على التوالي اي ان الاف الجنود الامريكيين الى جانب مشاركة قوات تابعة ل” حلف ناتو” العدواني موجودة في افغانستان لخدمة الشعب الافغاني وان مهماتهم تقتصر ” على اسعاد ورفاه الشعب الافغاني.

 اما التفجيرات والقنابل والصواريخ التي تقع على رؤوس الابرياء في هلمند الافغانية وغيرها فهي ليست صناعة امريكية بل من صنع ” الشيطان”  .

قبل هتين الخطوتين ضد منظمة الصحة العالمية ومحكمة الجنايات الدولية تملصت الولايات المتحدة من موضوع المناخ والاتفاقيات الخاصة به ثم نسمع مؤخرا خطوة جديرة بالاشارة لخطورتها تتمثل في مبادرة تقدم بها ” مشرع امريكي وهو مايك جونسون عضو في الحزب الجمهوري وسماها ” الاستراتيجية الامنية لتقوية امريكا ومواجهة التهديدات العالمية التي” تخص واشنطن على الساحة الدولية.

الاستراتيجية  تتضمن وفق المشرع الامريكي  فصلا متعلقا بالسياسات الامريكية تجاه الامم المتحدة” تحت عنوان تفعيل المساءلة واصلاح الامم المتحدة”. ويتهم جونسون في ستراتيجيته الامم المتحدة بعدم الخضوع للمساءلة والفساد وتقوم بتقوية” الانظمة الدكتاتورية “المعادية للولايات المتحدة الامريكية.

اي بمفهوم جونسون ان كل من يعادي الولايات المتحدة يجب ان يخضع للمحاسبة لان الولايات المتحدة تخول نفسها ان تقوم مقام الامم المتحدة طالما ان الاخيرة والمنظمات التابعة لها لاتخضع للاجندات الامريكية  فضلا عن  الاستخفاف بالمواثيق الدولية.

واقترح  جونسون وقف التمويل الامريكي لعدد من الهيئات والوكالات الاممية منها البرنامج الانمائي للامم المتحدة  ومكتب شؤون نزع السلاح ومكتب المفوض السامي لحقوق الانسان والمجلس الخاص بتغيير المناخ وتناولت الاستراتيجية ايضا فرض اشد العقوبات على الصين وروسيا وايران. وتفعيل ما اطلق عليها ” سياسات جمعية الدول الديمقراطية كبديل متعدد الاطراف للامم المتحدة.

يفهم من  مصطلح  “سياسة جمعية الدول ”  الديمقراطية ” كبديل متعدد الاطراف للامم المتحدة ان يصبح وفق الاسترتيجية التي طرحا جونسون هناك تكتلا بديلا لمنظمة الامم المتحدة” التي تشكلت  بعد الحرب العالمية الثانية تحت مسمى “عصبة الامم” ثم الامم المتحدة في اجتماع عقد في يالطا السوفيتية  حضره رؤساء الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية بريطانيا والولايات المتحدة    بمشاركة الرئيس السوفيتي جوزيف ستالين .

 الامين العام للامم المتحدة انطونيو غويتريش تلقف الرسالة الامريكية و شعر ان الحديدة ” حارة” بعد ان اخذت الولايات المتحدة تعاقب حتى منظمات تابعة للامم المتحدة ومن اجل الحفاظ على مركزه وضمان تمديد رئاسته للمنظمة الدولية تبرع بالاعلان عن معلومة هي من ابتكار ” المخابرات الامريكية” فقد استبق اجتماع مجلس الامن الدولي بهذه المعلومة الكاذبة لقطع الطريق على دول اعضاء في  المجلس قد تستخدم ” الفيتو” بشان تمديد حظر توريد الاسلحة الى ايران.

المعلومة التي ابلغ فيها غويتريش  مجلس الامن الدولي  تزعم ان ” صوارخ كروز” التي هوجمت بها منشئات نفطية ومطار دولي سعودي العام الماضي اصلها ايرانية.

كان انطونيو غويتريش نائما واستيقظ الان بعد اكثر من عام ليكشف عن هذه المعلومة التي هي من صنع اجهزة ” سي اي ايه” المخابراتية الامريكية  وليس من  خلال فريق خبراء مستقلين تابعين للامم المتحدة الهدف من وراء ذلك قطع  الطريق على دول في مجلس الامن الدولي ” روسيا والصين” من استخدام الفيتو ضد تمديد حظر الاسلحة الى ايران.

 وفي تلميح خطير مفبرك على الطريقة الامريكية المعهودة قال  الامين العام للامم المتحدة ان خصائص تصميم تلك الصواريخ مشابه لتلك التي انتجها كيان تجاري في ايران او تحمل علامات فارسية وان بعضها تم تسليمه الى ايران خلال السنوات 2016 -2018 .

واراد انطونيون غويريتش بهذه المعلومة الكاذبة ان يتهم دولا بتسليم ايران هذه الصواريخ. وليس امام واشنطن الا ان تتهم خصومها ” كوريا الديمقراطية –الصين –روسيا” بانها سلمت ايران تلك الصواريخ اثناء فترة الحظر الدولي وخلافا لقرار مجلس الامن الدولي باعتبار ان ” سيئة العالم الحر”” ماما امريكا”  تحترم قرارات الامم المتحدة وان غزوها للعراق جاء بقرار دولي واحتلال افغانستان ايضا ودخول قواتها الى سورية ونهب ثرواتها النفطية كل ذلك ياتي من منطلق احترام ” واشنطن” لقرارات الامم المتحدة.

اين كان السيد انطونيو غويتريش طيلة عام ليثير هذه اللعبة  والمعلومة الكاذبة؟؟  لقد ضمنت ياسيد غويتريش بهذه ” الرواية”  عدم شمولك بالعقوبات والحظر الامريكي  الذي طال شخصيات في منظمة الصحة الدولية ومحكمة الجنايات الدولية  لانها   كذبة ” 5نجوم”مثلما ضمنت استمرارك في منصبك لدورة قادمة لكنك اوصلت  في نفس الوقت سمعة  منظمة الامم المتحدة  الى الحضيض.

 ولم تعد منظمة دولية تحترمها الشعوب في دول العالم بل تحولت الى “منظمة امريكية؟؟ ولم يعد هناك فرق بعد معلوماتك هذه بين ” الولايات المتحدة و الامم المتحدة.

 وحتى بين ” سي اي ايه” وبعض الذين املوا عليك هذه المعلومات غير الدقيقة وروجت لها من اجل الحفاظ على مكانتك في المنظمة الدولية التي فقدت هيبتها  وتحولت الى عبئ على البشرية والحكومات الرافضة للهيمنة الامريكية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وباتت تتحكم في قراراتها ” واشنطن” في اطار محاولاتها البائسة للانفراد  بالقرار الدولي ؟

 

 


قد يعجبك ايضا