الارهاب وفق المفهوم الامريكي / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) الخميس 22/8/2019 م …

بعد ان تمت عملية الافراج عن ناقلة النفط الايرانية التي احتجزتها سلطات  مضيق جبل طارق التابعة لبريطانيا لفترة بحجة انها كانت متوجهة الى سورية   وانتهكت الحظر الاوربي المفروض على سورية اتجهت الى المياه الدولية وسط شائعات من انها توجهت الى احد الموانئ اليونانية واذا بالولايات المتحدة تحذر اليونان من ان استقبال الناقلة الايرانية يعني المشاركة في دعم الارهاب.




الارهاب اذا من وجهة نظر امريكية هو كل دولة او حكومة اونظام او منظمة او حزب  او مؤسسة  او  فرد او شخصية  ترفض السياسة الامريكية الاستعمارية اما خلاف ذلك ف” داعش” والنصرة وكل المسميات الارهابية الاخرى لاتدخل في اطار الارهاب وفق  منظور واشنطن طالما ان هذه الجماعات تنفذ اجندات امريكية وتخدم المخططات الاستعمارية .

والكل يعلم ان معظم هذه الجماعات صنيعة امريكية وغربية تشاطرها في ذلك بريطانيا وفرنسا  ايضا وان تجربة ” حرب المجاهدين” في افغانستان ضد الوجود السوفيتي خير دليل على ذلك.

اما احدث  دليل على ان  الولايات المتحدة ترعى الارهاب هو ما حدث في سورية والعراق منذ عام 2011 وحتى الان ولا ننسى ان هناك دولا مثل تركية وغيرها  من دول عميلة في المنطقة تصدرت المشهد الاجرامي  والتخريبي تنفيذا للمشروع الامريكي التدميري خدمة للصهيونية .

 اما تصنيفات  مجلس الامن والامم المتحدة  لم يعد هناك اية قيمة لها  والقرار ل” واشنطن ” وحدها   هي التي تحدد من  هو ارهابي  او غير ارهابي  وان هذه الجماعة ارهابية وتلك ليست ارهابية طالما ان الولايات المتحدة الامريكية هي  التي تقرر ذلك وهي التي تفرض العقوبات والحظر بدلا من العقوبات الي تصدر باجماع   الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي او الامم المتحدة وتفرض على الدول الاخرى ان تنفذ الارادة الامريكية لا الارادة الدولية او ارادة المجتمع الدولي الشرعية.

 انها شريعة الغاب  جراء  التمرد والاستهتار الامريكي  والاستخفاف بالمواثيق والشرائع الدولية والقوانين التي  كانت سائدة بين الدول.

جبهة النصرة الارهابية الموجودة في محافظة ادلب السورية بعد طردها من محافظات سورية  مصنفة دوليا  على انها جماعة ارهابية ومن هذا المنطلق تدعم روسيا الجيش السوري والدولة السورية للتخلص منها وهو ما اكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه بنظيره الفرنسي ماكرون لكن الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات يضعون العراقيل امام دمشق لتحرير اراضيها ومدنها من الارهاب  و يدعمون هذه  الجماعة الارهابية بالضد من قرارات  الشرعية الدولية بحجة الخشية على المدنيين في ادلب  علما ان المدنيين اصبحوا شبه رهائن لدى هذه الجماعة الارهابية وغيرها من الجماعات التي  تحت مسميات مختلفة وجميعها تحظى بدعم واشنطن وانقرة وبقية عواصم التامر الفاسدة في المنطقة حيث الاسلحة والاموال لازالت تتدفق على تلك الجماعات الارهابية المتبقية فلولها في ادلب ومناطق اخرى في شمل شرق سورية وتحظى  بحماية القوات الامريكية والتركية.

 ولم يبق الا روسيا والصين وفنزويلا والدول والحكومات الاخرى  التي ترفض الهيمنة الامريكية على مقدرات الشعوب دون ان  تلصق بها واشنطن صفة الارهاب حتى الان .

 ولابد ان ياتي الوقت لتطلق عليهم واشنطن تسمية ” ارهابيين” لتصبح كل شعوب العالم المكافحة ضد الاستعمار والهيمنة الامريكية  ” شعوب ارهابية” لتنفرد الولايات المتحدة الامريكية  وحدها بلقب ” نصيرة الشعوب  والمدافعة عن  الحرية والديمقراطية التي نراها اليوم” دمارا وموتا مجانيا ” في ليبيا و العراق وافغانستان ومحاولات  تحويل سورية الى دولة فاشلة التي احبطتها دمشق بدعم من حلفائها واصدقائها   تلك  المحاولات” الديمقراطية “على الطريقة الامريكية  التي  قدمت سورية وشعبها  تضحيات جسام من الدماء من اجل مواجهتها .

شعار الولايات المتحدة اليوم هو هل انت  تعمل بالضد  من السياسة الامريكية الاستفزازية السائدة حاليا  للهيمنة على العالم  وسرقة ثروات الشعوب  اذا انت ارهابي؟؟ وهل انت مع الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة ؟؟ فانت ارهابي ايضا وهل انت تطالب القوات الامريكية  الموجودة بصورة غير شرعية بالانسحاب من اراضي بلادك” العراق وسورية مثالا”   فانت ارهابي لان هذه القوات جاءت لمحاربة الارهاب وهي باقية طالما انها تشعر ان الارهاب سوف يعود من جديد.

كيف سيعود الارهاب الذي تم طرده من العراق ومن اراضي سورية واسعة ؟؟ هذا ما تعلم به واشنطن وحدها واجهزة مخابراتها التي تشرف على هذا الجماعات الارهابية  وتسخرها لمصالحها وتنفيذ مخططاتها  مثل ” داعش” وغيرها .

 

 

 

قد يعجبك ايضا