النصرالسوري العظيم .. وعام الاستدارة الكبرى / عبد الحفيظ سليمان ابوقاعود

عبد الحفيظ سليمان ابوقاعود * ( الأردن ) الإثنين 18/2/2019 م …




*كاتب ومحلل سياسي / رئيس تحرير ” الأردن العربي ” …

تتالت كثيرا سنوات القهر والهزائم المريعة ، التي فقد العرب فيها عناصر الوعي وروابط الدين والإخوة الجامعة ، وراحوا يجنحون في كل مرة إلى اقتراف الأذى والسوء  بكل ألوانه ضد بعضهم البعض ، فالتاريخ حافل بالقصص والحكايات المؤلمة  والبشعة عن تأمر وخيانة العرب للعرب حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم ، إذ يقتل الأخ أخاه بدم بارد ويتحالف مع الأعداء لقتل أخيه بل يوغل في القتل فيستأجر إرهابيين قتلة من الشوارع السفلية ويجند مارقين جهلة باسم الدين ويدفع بهم إلى أتون الحرب القذرة على سورية وبلدان أخرى . وعلى هذا تتشابك الأمور وتتعقد ساعة بعد ساعة .وسوء الأحوال إلى درجة لا توصف ،وفي المحصلة يخسر العرب ويهزمون في كل ميدان وعلى صعيد .

وإذا جئت تلقي نظرة على حجم الخسائر والهزائم فإنها هائلة ومحزنة وان تداعياتها قاسية ومريرة خاصة وعندما يتكشف لك أن بعضا ممن هم داخل الجغرافيا العربية قد سعوا حثيثا وعملوا كل جهد مستطاع لإلحاق الخسارة بالعربي السوري .

ولو جزآنا أزمنة الهزائم لوجدنا أن المتآمرين من كل الجغرافيا العربية كانوا في مراحل سابقة حريصين على التخفي ، وحين يفتضح أمرهم يلجأوون إلى الكذب وسوق الذرائع أحيانا ومنها أن الاستعمار رابضين على صدورهم ولإقبل لهم على رفض أوامره ” ، ولعل البعض كان يقبل بمثل هذا العذر على أساس الأمر الواقع ” ،إما اليوم فعرب الجغرافيا يتصدرون المواقف وقد انبروا بأنفسهم للعب الدور والمهمات الدنيئة الساقطة حتى تفوقوا  على شياطين الاستعمار وزادوا عليهم بإهدار المليارات من الدولارات لارتكاب الجرائم والفضائح بحق الأهل والإخوة والعزوة الحقيقية في سورية على نحو ما نرى ونسمع .

ويحتار المرء والناس في أمر هؤلاء فيسألون ما هو مرد هذا الوقاحة وقلة الحياء والتجرؤ الفاجر على اقتراف الجرائم بحق الإخوة السوريين والإصرار على تدمير سورية ،فلا تقوم لها قائمة لا سمح الله ؟ ولصالح من كل هذا العهر والحقد الأسود والإجرام القذر ؟!!!.

إن هؤلاء واعني بهم بعض عرب الجغرافيا وشراكاتهم مع تركيا ،هم ؛ ألعوبة في يد سيدهم الأمريكي وحلفائه الغربيين  والصهاينة .وإن تبعيتهم لهذا المحور مقمطة بتعهدات خرافية ومهازل فهم مسخرون طوعا لخدمة الأسياد وفوق ذلك يدفعون الأموال سخية لكسب الرضا .. وفي  هذا إجابة واضحة على السؤال الأول . إما السؤال الثاني لصالح من كل هذا الحقد الأسود والإجرام القذر . فالإجابة أوضح من سابقتها أنها لصالح إسرائيل !!!.

لقد فقد بعض عرب الجغرافيا حيائهم ” هذا إن كان عندهم في الأصل حياء ” وفي الحديث (إذا لم تستح فأصنع ما شئت ). نعم ؛ هاهم يصنعون بوقاحة وقباحة وخزعبلات مكشوفة ودون مبالاة أكثر مما يطلبه الأسياد وما تتمناه إسرائيل من جرائم وعبث في السياسة وحتى في الدين ، وفي ذلك تأكيد على الطاعة العمياء للأسياد الصهاينة . ومن مقتضيات هذه الطاعة هدر الأموال لشراء الأنفس الرخيصة والتزويد في السلاح وتامين وسائل التضليل والكذب الإعلامية وغير ذلك من وجوه الطاعة أو بالأحرى الخيانة التي أعمت بصرهم فباتوا كالأصنام دون حواس .

نعم ؛ أنها مهزلة من مهازل القدر وأي مهزلة .. وأي زمن هذا!! ، لقد ظل العرب يطلقون كلمة (طز ) على كل شئ ليس له قيمة ؛ و (طز) كلمة تركية تعني الملح . ومن المعروف أن الدولة العثمانية كانت تفرض الضرائب الباهظة على كل شئ باستثناء الملح ولذلك عندما كان التجار العرب يخضعون للتفتيش من قبل الشرطة التركية يقولون طز طز طز أي انه ليس لديهم شئ له قيمة .

وإذ نستعيرها اليوم رغم قرفنا الشديد من اردوغان وحزبه .. نقول ل “عرب  الجغرافيا ” وخادمهم أمين ما كان يسمى “الجامعة العربية ” والتي أضحت مفرقة ومشتتة وليس فيها من العروبة شئ . نقول لهم ولمؤيديهم طز وألف طز في هكذا مؤسسة يتصدر فيها اليوم حفنة من “العبيد ” تستجدي الاجنبي والمتصهين ،وتتبنى مخططاتهم العدوانية لمصادرة المستقبل العربي .

إن أضداد الكلمات مثل خائن وعميل وحقير وسافل ومنحط ونذل باتت كبيرة أو واسعة على إحجامكم  فهي بحاجة إلى إن أمكن إلى تصغيرها على مقاماتكم ألا لعنة الله عليكم .لقد ظلت النسوة حين يسمعن بأمثالكم يقلن ياليت أم الخائن كانت عاقرا ولم تنجبه ، وهذا حال الحرائر في سورية اليوم .ومع ذلك فالبطل السوري حاضر دوما ولسوف يحطم هذه الثلة من العبيد المأجورين يرمي بها في الوحل وتلك هي النهايات الطبيعية لكل خائن عميل .فمن أول يوم كان على المتآمرين والشركاء في سفك الدم السوري أن يدركوا أن سورية لا تهزم فهذه الحرب صورة جديدة من بطولات الجيش العربي السوري .

الانظمام العلني لعرب الجغرافيا  لمسار السادات الاستسلامي “كامب ديفيد” وملحقاته  في عامه الاربعين الذي يترنح على ابواب ” جلق “التي انجز جيشها العربي النصر العظيم بقبر مؤامرة الحرب الكونية من سورية وعلى سورية  وهدم مرتكزات  منظمومة التحالف الامني الاقليمي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية  في عام الاستدارة الكبرى 2019، الذي تولى به زمن الهزائم وانبلج به عصر الانتصارات الكبرى لمحور المقاومة في متوالية حسابية فريدة من نوعها.

الخلاصة والاستنتاج؛

“المال والكاز >لا يصنع دولا ولا رجال دولة ، فبعض الدول المصنعة بالمال والكاز أشبه ما تكون بالحارات ، فكيف حين تكون النعاج مخاتيرها ؟. أنها مهما تطاولت فلا المال ولا الحماية والغطاء الأمريكي والغربي والتركي والإسرائيلي سيحميها .و ان “حماة الديار”  الجيش العربي السوري من دمشق قلب العروبة النابض عرين الأسد؛هم الاسود صناع النصر العظيم ،ومشاريع الشهادة يفشلون مسار ثقافة التسوية “المصالحة المكشوفة مع اسرائيل “، والتعاون الامني والاقتصادي مع الولايات المتحدة الامريكية والتفاهم مع مملكة ال سعود متلازمة الشروط والاملاءات الصهيو-امريكية الثلاثية لبقاء العروش والكراسي في الاقليم .

–  التحالف للتعاون الاستراتيجي والحماية الاجنبية المباشرة والتفاهمات للتعاون العسكري والتحالف من خارج الناتو ” منظومة التحالف الامني الاقليمي” ؛ انكشف دورها في ادارة الحروب الاحتلالية المباشرة وبالوكالة لابقاء الاقليم والمنطقة في حال احتراب داخلي لضمان مصالحهم الحيوية والاستراتيجية ونهب ثروات الشعوب المستضعفة واقامة القواعد العسكرية الثابتة والمتحركة ،وحماية امن إسر.ائيل .

–  مؤامرة تفتيت العالم الاسلامي والعربي ،التي استمرت قرابة خمسمائة عاما تحطمت على صخرة الصمود الاسطوري للجيش العربي السوري في الحرب الكونية على سورية ومن سورية على مدى ثمانية سنوات عجاف.

–   عام النصر السوري العظيم في العام 2019؛عام الاستدارة الكبرى في الاتجاه المعاكس في التاريخ البشري والعلاقات الدولية لنظام دولي متعدد الاقطاب والثقافات، حيث يتزامن مع الذكرى الاربعين لانطلاقة الثورة الاسلامية الايرانية ،ويفشل وينهي مسار السادات الاستسلامي “كامب ديفيد” لاقامة مصالحة مكشوفة مع اسرائيل في ذكراها الاربعين، وينعى منظومة التحالف الامني الاقليمي الى مثواها الاخير، والانكفاء لقوى الاستكبار العالمي وانتهاء العصر الامبريالي” احادي القطبية” .

–  انتهاء مسارالمصالحة المكشوفة مع إسرائيل وفق الاملاءات الامريكية والشروط الاسرائيلية في عام “الاستدارة الكبرى” في الاتجاه المعاكس في العام2019،يشكل محطة تحول كبرى في تاريخ الصراع العربي – الصهيوني لاستكمال ترابط جبهات القتال ل “محور العربي الاسلامي” من طهران الى دمشق مرورا ببغداد لانهاء وزوال المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة .

–  النصر السوري العظيم في المواجهة الكونية لتطهير جغرافيا بلاد الشام من الارهاب التكفيري المسلح والسلاح غير المشروع ، هو ؛ الحلقة الاهم في خطة وعملية وقف وافشال مسارالسادات الاستسلامي “كامب ديفيد” وملحقاته” وينهي المصالحة المكشوفة مع إسرائيل ، وذلك في عام الاستدارة الكبرى  2019 ؛ يؤسس لاستكمال حلقات جبهات محور المقاومة الجنوبية والشرقية والشمالية من حيث القيادة المركزية وتعبئة  الموارد البشرية الجهادية ، وتأمين تدفق السلاح النوعي في الجبهات القتالية مع العدو للوصول الى التوازن  الاستراتيحي الكاسر، وهدم مرتكزات  منظمومة التحالف الامني الاقليمي التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية.

–  مشروع احياء الجبهة الشرقية ؛ مقدمة اولى لاستكمال متطلبات مشروع التحرير للارض والانسان العربي في الجولان المحتل و فلسطين المحتلة، الذي انطلق في العام 1971، واحدى حلقاته وعناصره الاساس في تحطيم بنود الخطة الجيو-سياسية الاسرائيلية  التي شرعت حكومة اسحاق رابين بتنفيذها في العام 1976، وتكون العملية متلازمة مع مشروع الاعمار والتعمير للبنى التحتية والفوقية والخراب والتدمير الممنهج في بلاد الشام وارض الرافدين .

–  انجاز واتمام المصالحة الوطنية بين مكونات النسيج الاجتماعي في بلاد الشام لبناء “سورية المتجددة” وفق ثقافة ” فن الحياة ” الدولة المدنية الديمقراطية ،التي تتناوب مكوناتها السياسية والاجتماعية السلطة سلميا في اطار عقد اجتماعي لعرب بلاد الشام ،يكون في صلب “دستور العهد ” الجديد للجمهورية العربية السورية في عام النصر العظيم /عام الاستدارة الكبرى 2019.

 

 

قد يعجبك ايضا