«حفاة طالبان»..یھزمون الجیوش «الأمیركیة والأطلسیّة» / محمد خروب

محمد خروب ( الأردن ) الجمعة 1/2/2019 م …
للمرء أن ّ یتصور حجم الھزیمة الأمیركیة/الأطلسیة”الثانیة”في الألفیة الجدیدة (إذا استثنینا الھزیمة الصھیوأمیركیة ُ المدویة في عدوان تموز 2006 على لبنان),التي َّ تجرعتھا الولایات المتحدة, كانت الأولى في العراق التي ما یزال جرحاً نازفاً في دوائر البنتاغون وأوساط المحافظین الجدد ّ وبخاصة حزب الحرب في واشنطن.وتأتي الآن ھزیمة موصوفة أخرى بعد سبعة عشر عاماً من حرب عدوانیة أقرب إلى الإبادة,طالت كل بنى ومرافق وأسباب الحیاة في أفقر دولة في ّجار الحروب في واشنطن َ وبروكسل(ك ٍمقر لحلف العالم وھي افغانستان,لتضع تُ شمال الأطلسي)أمام ساعة الحقیقة التي تقول: ّ إن «للقوة حدود”,وعلیھم الإعتراف بھا والعمل ِ وفق قواعدھا.بل ھم في واقِع الحال وبسبب من”طبیعة”وجوھر ُوكرانیا الإمبریالیة العالمیة,لن یتوقّفوا عن شن المزید من الحروب.ولیس ما یحدث الآن في فنزویلا(دع عنك سوریا وأ وفلسطین),سوى الدلیل القاطع على أن ھؤلاء لم ینسوا ولم یتعلّموا,ولھذا فھم ِ یواصلون قرع طبول الحرب على ھذه الدولة الأمیركیة اللاتینیة,التي ترفض الخضوع لإملاءات الیانكي الأمیركي،فضلاً عن كونھا دولة .نفطیة”عظمى”یسیل لھا لعاب الاحتكارات الامبریالیة على ثرواتھا للمرء…إیضاً أن ِ یقف عند”ما تُریده”الامبراطوریة ُ الأمیركیة,كلیّة القوة والإمكانات والنفوذ,من ُ حركة”طلاّب الدین” (كما ھي ترجمة”طالبان» ُ بالعربیة),مقابِل قیامھا بسحب قواتھا وقوات الأطلسي من تلك البلاد التي ّ یعمھا الخراب,بفضل الحرب الأمیركیة ُ الم ّ ستمرة علیھا منذ سبعة عشر عاماً كأطول حرب تخوضھا الامبراطوریة الأمیركیة,التي لم یتعلم قادتھا دروس وعبر حرب فیتنام.التي ألحقَت إذلالاً غیر مسبوق للنُخب ُ الم ِ تغطرسة َ والج ِشعة ِ الحاكمة ُ والم ّ تحكِمة في واشنطن,كما َ زلزلت تداعیاتھا أركان المجتمع الأمیركي,على نحو یقول الباحثون إنھ لم یبرأ منھا بعد.لكنھا عقلیة العدوان والإستكبار التي تحكم تصرفات قادة الدولة الكبرى,الرافِضة على نحو ھستیري قیام نظام دولي ُ جدید,متعدّد الأطراف وقائم على احترام القانون الدولي والإعتراف بمصالح الدول الأخرى المشروعة,كذلك حق .الشعوب في تقریر مصیرھا ما َ رش َح عن المفاوضات التي اجراھا المبعوث الامیركي لأفغانستان زلماي خلیل زاد مع وفد حركة طالبان,الذي ّسھ ُ الملاّ عبدالغني برادار، وھو أحد مؤسسي طالبان,والأكثر إثارة ولفتاً للانتباه أن «المفاوض الطالباني”كان ترأ سجیناً لدى باكستان,رفضت الأخیرة تسلیمھ لحكومة كابول.لكن واشنطن ضغَطت علیھا لإطلاقھ كي یكون ُ م ِ فاوضھا طباعة مع التعلیقات طباعة محمد خروب الرئیس,نظراً لمكانتِھ وقدرتھ على الوفاء بتعھداتھ,فضلاً عن كون المباحثات الامیركیة مع طالبان التي َ جرت في قَ َطر,كانت بمعزل عن حكومة كابول,التي رفضت طالبان الاعتراف بھا أو الجلوس معھا على طاولة واحدة .«باعتبارھا”دُمیَ ِ ة أمیركیة الأنباء تقول:إن الأمیركیین طرحوا ُ م ّسودةً”إطار عمل» قد ّ یتحول إلى اتفاق إذا ما وافقَت طالبان,تنص على”تسلیم عھد الحركة بعدم ُّ السلطة في افغانستان لطالبان» تنسحب خلال «18 «شھراً القوات الأمیركیة ُ والأطلسیة.(مقابِل) تَ السماح لأنشطة تنظیم”القاعدة» و”داعش”وحركة انفصالیة «بُ ِ لوشیة”تنشط في جنوب غرب افغانستان,من استخدام ُخرى .ھذه المنطقة في عملیاتھم ضد باكستان أو اي دولة أ ھذا ما یَطلبھ الأمیركیون بعد سبعة عشر عاماً من حرب ابادة لا تتوقف ضد الافغان,ودون ان تنجح القوة الأعظم في العالم بإلحاق ھزیمة بـ”میلیشیات» محدودة العدید والإمكانات,ولا تملك أسلحة متقدمة او تتوفر على سلاح جو أومدرعات أودبابات أو طائرات ُمسیّرة،لكنھا باتت تسیطر على ُ معظم ولایات ومقاطعات ذلك البلد المبتلى بالحروب والغزوات,نظراً لموقِعھ الإستراتیجي الذي بات جزءاً من صراع جیوسیاسي ُ م ُ تصاعد,معقّد وطویل.بعد ان بدأت الصین والھند(دع عنك روسیا وإیران) إحتلال مكانة وازنة في المشھد الدولي, وخصوصاً بعد ظھور بوادر على ِریجي (وان غیر محسوم حتى الآن)عن الدوران في الفلك الأمیركي,كما كانت حالھا طوال العقود ّي…تدّ ابتعاد باكستانِ ِ رن الفارط .الخمسة التي تلت استقلالھا اواسط القَ جدل محموم دائر الآن في الأوساط الأمیركیة الإعلامیة والعسكریة ومراكز الأبحاث,حول جدوى َ مواصلة الحرب وما إذا كانت المفاوضات مع طالبان ستُفضي إلى نتیجة یكون لحكومة كابول الحالیة دور في افغانستان «الجدیدة»،تعكس ضمن أمور أخرى،حجم الھزیمة التي لحقت بالولایات المتحدة,وكون سبعة عشر عاماً من حرب َ عبثیة,أظھرت عجزاً أمیركیاً واضحاً عن دحر طالبان واقامة نظام تابع فیھا،ناھیك عن بروز قوى أمیركیة ُ م ِعارضة لاستمرار المفاوضات مع طالبان,إلى ان تستجیب للشروط الأمیركیة,وبخاصة”إشراك”حكومة أشرف غني(التي تصفھا طالبان بالدمیة .( ُ الأمیركیة, وتقول ان لا اعتراف بھا ولا تفاوض یَجدُر بعرب الیوم وخصوصاً سلطة ُّ أوسلو,التأمل جیداً في المشھد الأفغاني,وأھمیة مغادرة مربع الرھان على ِیھم ورھط أوسلو عن كل «أوراقِھم”التي والإرھان لإرادة المعسكر الصھیوأمیركي,الذي لن یُقدّم لھم شیئاً في ظل تخلّ أضاعوھا بلا مقابل,بل بثمن فادح ما تزال تدفعھ الشعوب العربیة في الیمن ولیبیا والعراق وسوریا,وخصوصاً الشعب ّ الفلسطیني من لحمھ الحي وحقوقھ الوطنیة والقومیة المشروعة



قد يعجبك ايضا