العين بالعين .. فهل سيسلح الرئيس بشار الأسد الثوار الفرنسيين؟؟ وماذا عن البراميل المتفجرة الاميريكية؟ / نارام سرجون




نارام سرجون ( سورية ) الجمعة 4/1/2019 م …

أرجو ألا يعاجلني احدكم بابتسامة او مديح وتصفيق وهو يضحك لأن السؤال أصاب قلب الهدف وهو مسدد الى عين قوس النصر الفرنسي .. لايجوز التهكم على هذا السؤال لأن السؤال منطقي جدا وحقيقي وهو سؤال مناسب في المكان المناسب .. ولايوجد أي مبرر او عذر لمن يرى فيه سخرية او نكتة ظريفة .. وهو سؤال للاسف لم اكتشفه أنا بل طرحه أحد الحاضرين في برنامج جورج غالاوي على الميادين (كلمة حرة) ..

اذا ازحنا السؤال لنرى العمق المعنوي الذي يخفيه لوجدنا ان تحته كنزا من المنطق .. ووجدنا تحته مبدا العين بالعين والسن بالسن .. فما حدث في سوريا عام 2011 هو وفق ماكانت تقرؤه مؤسسات الحكم الفرنسية هو موجة سترات صفر في درعا .. اما في باريس فهي موجات شغب … وفي عام 2011 خاطب الرئيس الأسد المحتجين واجتمع شخصيا مع مئات منهم .. ولكن حكام الاليزيه والغرب عموما قرروا ان يرحل النظام بعدى أسبوعين من الاحداث وصموا آذانهم عن كل الاصلاحات الدستورية التي كلفت الدولة اسقاط المادة الثامنة من الدستور .. وقرر ساركوزي يومها ان الشعب السوري يريد اسقاط النظام ويجب ان يستجيب الأحرار الفرنسيون لنداء الشعب السوري ويقدموا له الثورة والسلاح .. والدعم المطلق حتى ان طائرات الناتو كانت تسن أسنانها وقنابلها لتكرار سيناريو ليبيا .. وكان الثوار السوريون يحضرون انفسهم وينتظرون بتحرق لحظة الفوز بمشهد القبض على الرئيس الأسد وعرضه في السوق كما فعل الأوباش والهمج الليبيون الناتويون مع الزعيم القذافي ..

من حقنا اليوم ان نعامل الحكومة الفرنسية معاملة المثل من مبدأ العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم .. ومن حق السوريين ان يعلموا الشعب الفرنسي كيفية صناعة ثورة دموية هستيرية واذا ما ردّ احد العقلاء الفرنسيين بالقول لايجوز تدمير باريس من اجل تغيير رجل .. سنقول له ماكان بقوله لنا ثوار الفنادق الباريسية وثوار ساكوزي (ان الثورات كلها دموية وعنيفة ولايجب ان نخاف من دمويتها وافراطها في العنف والتوحش)

ولذلك فان في رقبتنا دينا نؤديه للشعب الفرنسي ولحكوماته ونخبه بأن نعيد الاسلحة التي تم ارسالها عبر المخابرات الفرنسية الى تركيا لايصالها الى المساكين من ثوار داعش والنصرة .. وان نرسل كل اسلحة الزعيم معمر القذافي التي استولت عليها جيوش الناتو وجيوش ساركوزي وارسلتها الى الثوار السوريين .. وهي بمئات الطنان .. لأن كل محزون الجيش الليبي تم تحويله الى سورية .. وقام الناتو عمليا بتمويل الارهابيين السوريين بالمال الخليجي وتم تسليحهم باسلحة القذافي .. أي ان عملية تدمنير سورية لم تكلف الفرنسيين الا بضعة آلاف من اليوروات هي ثمن رواتب موظفي المخابرات الذين اجروا الاتصالات والتسهيلات واستئجار العملاء ..
الحكومات الغربية لاتستحي من دعم من تسميهم بالثوار والارهابيين في دول العالم وهي بكل وقاحة تدافع عن ثوار القاعدة وداعش وتمنحهم الالقاب الثورية والنضالية وتغطيهم دوليا وانسانيا واعلاميا .. ولم يكن قرار الزعيم القذافي بتمويل وتسليح الجيش الجمهوري الايرلندي الا نوعا من الرد بالمثل على السلوك الغربي المتغطرس والعمل بمنطق العين بالعين ..

ووفق مبدأ العين بالعين ايضا نتساءل عن نوع السلاح الذي يستعمله الاميريكيون في الرقة وغيرها حيث تم دفن عشرات الآلاف من المدنيين تحت الانقاض .. وكلها ضربات غير موفقة وفق تعبير البيانات الاميريكية التي اعتبرتهم ضحايا جانبيين لنيران صديقة .. ولكن لم يقل احد ان هذه الالاف تصاب بسبب البراميل المتفجرة التي يلقيها الطيارون عشوائيا .. فقط الطيارون السوريون لديهم براميل متفجرة فقط ولايستعملون القنابل الذكية كما يفعل الاميريكيون .. بل انه من الناحية الاحصائية فان عدد ضحايا المدنيين بالغارات الامريكية يؤكد انه يستعملون براميل متفجرة بسبب عدم دقتها وعشوائيتها الا ان يكون هدف الاميركيين اجراء قصف ناري لابادة المدنيين لتمهيد الطريق للدواعش للوصول الى ارض محروقة ..
على كل حال ورغم ان مبدأ العين بالعين قد يعكس عدالة مفقودة ورغم انه مبدا قد يخلو من نظرة مثالية وارتقائية ونوعية لأن المعاملة بالمثل ستعني ان نكون مجرمين مع المجرمين ودمويين مع الدمويين .. وسفاحين مع السفاحين ..ولايجوز استعماله في الصراعات بين الامم والشعوب .. لأن الشعب الفرنسي مقلا لاذنب له فيما يحدث في الدول الاخرى فهو ضحية من ضحايا النظام الغربي الذي يخدره بالاعلام والاوهام .. والخرافات عن الحرية والديمقراطية .. ويظن نفسه انه يخدم قضايا شعوب تبحث عن الربيع الذي يصنعه فلاسفة فرنسا وصهاينتها .. ويصور له ان شعوب الارض تعاني لولا العناية التي يوليها لهم حكام الغرب .. وان الفرنسيين يعيشون في الجنة الحقيقية .. ولكن بدأت الشعوب الغربية ربما تتنبه الى ان الشعوب الاخرى كانت تبني بلدانها بطريقتها فحولتها حكومات الغرب الى جحيم .. وان الفرنسيين قبل غيرهم لديهم أوجاعهم وأزماتهم ويحتاجون الى ثورات حقيقية ..

لذلك لن نضحك على سؤال يقترح ان نسلح الثورة الفرنسية الصفراء .. ولكننا لن نسلحها لأننا لانريد ان نكون مجرمين وسفاحين وقتلة .. رغم انه من الناحية النظرية فاننا لانلام اذا عمدنا الى تصدير كل الارهابيين والسلاح وتوزيعهم على شوارع فرنسا وتنسيقياتها الصفراء .. ووزعنا على الطيارين الامريكيين البراميل المتفجرة ..

قد يعجبك ايضا