السودان … الحل بيد الشعب! / مديحة عبدالله

السودان: تجدد المظاهرات واعتقال قيادات معارضة

مديحة عبدالله ( السودان ) الأحد 30/12/2018 م …




أفصح شعب السودان بقوة عن رؤيته لحل أزمة الوطن الخانقة، وهو إسقاط النظام، وتحقيق الحرية والديمقراطية ،المظاهرات الحاشدة التي جابت مدن الولايات والعاصمة قدمت الشهداء ورفعت شعاراتها جليِّة وعبرت عن رفضها للسلطة القائمة، وعصفت بكل الرهانات البائسة حول استكانة الشعب وصبره واقتناعة بحكم الانقاذ، لذلك سارع جهاز الأمن لعقد اجتماع مع الأجهزة الإعلامية في محاولة لإرجاع حركة التاريخ للوراء، بالحديث عن أزمة الخبز والوقود، وانتقد علانية الجهاز التنفيذي وحمله مسئولية الفشل في تفاقم الأزمات الاقتصادية ، وتفادي الإشارة إلى (أُس) الأزمة وهي فشل النظام السياسي وعجزه وفساده.

ورغم التركيز على أزمة الخبز والدقيق فأن جهاز الأمن أكد حديث الجهاز التنفيذى بالإصرار على المضي فيما يسمى(رفع الدعم)عن الدقيق والجازولين، رغم أن الشعب يدرك عدم وجود دعم أصلا، وبل وأكد ما هو معلوم عن سبب أزمة النقد الأجنبي وهو السلطة نفسها، حيث تحدث رئيس جهاز الأمن عن دخول الحكومة في المضاربة في السوق لخفض قيمة العملات الأجنبية وتراجع الأسعار حسب صحيفة “الرأى العام” أمس.

عمليا الآن السلطة في يد الأجهزة النظامية، الجيش والأمن والشرطة،حسب حديث رئيس الجهاز، حيث رفع من شأن المحافظة على الأمن، مع تقديم وعود أو في حقيقة الأمر(توقعات) بانحسار أزمة السيولة في يناير واختفائها في ابريل 2019 وهي أيضا عرض لمرضٍ مزمنٍ علاجه الشافي في يد الشعب بكل فئاته بوضع حد لمهزلة هذا النظام.

 ويستلزم ذلك مزيد من التنظيم ،وتفادي المعلومات الملغومة والشائعات، خاصة وأن النظام عمد لتعطيل خدمة الإنترنت،لضرب فاعلية وسائل التفاعل الاجتماعي،لخلق مساحة أكبر لوسائطه الإعلامية المتعددة لبث المعلومات الموظفة لخدمة أهدافه، إضافة إلى محاولة التقليل من شأن القوى السياسية المعارضة، لقفل الطريق أمام أي بديل مطروح للنظام القائم.

 المرحلة صعبة، تتطلب نهوض كل الفئات الاجتماعية ومشاركتها في الفعل السياسي، ولن يحدث ذلك دون الكشف عن المصالح الاجتماعية المرجوة للتغيير، ورفع الوعي بأن لا تغيير دون عملٍ مثابرٍ ودون ثمن .

قد يعجبك ايضا