لأوّل مرّةٍ وبضغطٍ من حركة المُقاطعة: ضباط شرطة من أمريكا يَلغون مُشاركتهم بندوةٍ في إسرائيل وموقع (AIRBNB) الأمريكيّ للتأجير يُنهي أعماله بمُستوطنات الضفّة




الأربعاء 5/12/2018 م … 

الأردن العربي – من زهير أندراوس: 

جاء في بيانٍ رسميّ أصدرته اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، وتلقّت (رأي اليوم) نُسخةً منها، أنّها ترحّب بقرار موقع (AIRBNB) الأمريكي للتأجير بإنهاء أعماله في المستعمرات الإسرائيلية غير الشرعيّة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، في أعقاب حملةٍ عالميةٍ قادتها منظمة “هيومن رايتس ووتش”، وعددٌ من شركاء حركة المقاطعة (BDS) وحملات التضامن مع الشعب الفلسطينيّ.

وتابع البيان: إنّها خطوةٌ أوليّةٌ في الاتجاه الصحيح لإنهاء تربّح شركة (AIRBNB) من سلب نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي وسرقته للأراضي الفلسطينيّة ومواردها الطبيعيّة. ومع ذلك، تُناقض الشركة الأمريكيّة نفسها في إعلانها، حيث استثنى القرار شطب ممتلكات المستعمرات الإسرائيليّة في القدس المحتلّة، بما في ذلك البلدة القديمة.

ورأى لبيان أنّ المستعمرات الإسرائيليّة المشيّدة على الأراضي الفلسطينيّة والسوريّة المحتلّة تعدّ جريمة حربٍ بموجب القانون الدولي، وليست القدس المحتلّة استثناءً. وكغيرها من المجالات، يوظّف نظام الاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي قطاع السياحة في حربه الدعائية الهائلة للتغطية على جرائمه المستمرّة بحق شعبنا الفلسطينيّ في الوطن والشتات منذ 70 عاماً.

وشدّدّ البيان على أنّه يتوجب على الشركات التي تعرّف نفسها ضمن قطاع السياحة المسؤول اجتماعيّاً استثناء كافة المساكن غير الشرعيّة، حيث تشغّل السياحة الإسرائيليّة المنازل والعقارات التي سُلبت من اللاجئين الفلسطينييّن كفنادق وغرفٍ للإيجار والمطاعم وغيرها.

كما أشار إلى أنّه ينبغي أن تستمرّ الحملة ضد شركة (AIRBNB) حتى تمتثل بشكلٍ كاملٍ لالتزاماتها تجاه حقوق الإنسان. ومجدداً، لا يوجد سياحة مع الاستعمار. كما نوجّه تضامننا للحملات الساعية لمحاسبة الشركة في سياق الدور الممأسس الذي تلعبه في تقويض حقوق السكن والعمل النقابي في قطاع صناعة الضيافة.

وكان شركاء حركة المقاطعة (BDS) في الولايات المتحدة الأمريكيّة قد أطلقوا عريضةً تحت عنوان “لا للبيوت المسلوبة” تطالب موقع (AIRBNB) بوقف إدراج والترويج للمنازل الموجودة في المستعمرات الإسرائيلية على الموقع، كون ذلك يعدّ تلميعاً للانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي والحقوق الفلسطيني وترويجاً للمستعمرات، التي تعتبر جرائم حرب حسب اتفاقية جنيف الرابعة.

على صلةٍ بما سلف، كشفت صحيفة (هآرتس) العبريّة النقاب عن أنّه بضغطٍ من نشطاء حركة المُقاطعة (BDS) ألغى ضباط شرطة أمريكيون مشاركتهم في ندوةٍ بإسرائيل.

وتابعت: مركزان للشرطة الإقليميّة في الولايات المتحدّة الأمريكيّة قاما في الأسبوع الماضي بإلغاء مشاركتهما في ندوةٍ مشتركة مع الشرطة الإسرائيلية بسبب ضغط استخدمه على رؤسائهما نشطاء من أجل مقاطعة إسرائيل. ممثلو مركزي الشرطة كان يجب أن يشاركوا في البرنامج المشترك مع إسرائيل الذي يعقد منذ عقدين. وقرار إلغاء المشاركة يشكل سابقة تؤدي إلى قلق في أوساط المنظمات اليهودية في أمريكا وإلى الشعور بالانتصار في أوساط حركة الـ بي.دي.اس.

ومن الجدير بالذكر أنّ البرنامج تُديره الرابطة المناهضة للتشهير، وهي إحدى المنظمات اليهودية القديمة في الولايات المتحدة. وفي إطار البرنامج يزور إسرائيل كل سنة ضباط من الشرطة الإقليمية في أرجاء الولايات المتحدة مدة أسبوع، يتعلمون خلاله كيف تواجه الشرطة الإسرائيلية الإرهاب. ويلتقون أيضاً مع ضباط كبار في قوات أمن السلطة الفلسطينية. حظي البرنامج بالثناء من قبل ضباط شرطة كبار في الولايات المتحدة.

وأوضحت أنّه في السنتين الأخيرتين تحول البرنامج إلى بؤرة للصراع من جانب حركة الـ بي.دي.اس، بمشاركة منظمات ضد العنف الشرطي في أمريكا. هذه المنظمات تدعي أنه خلال زيارات إسرائيل فإن ضباط الشرطة الأمريكيين يتعرفون على تكتيك قاس يؤثر بعد ذلك على العنف الشرطي ضد المواطنين الأمريكيين، بالتركيز على الأقليات. الرابطة ضد التشهير تنفي بشدة هذه الادعاءات، وفي هذه المنظمة قالوا إن العكس هو الصحيح: حسب أقوالهم، البرنامج يعرض على قادة الشرطة الأمريكيين أهمية العلاقات الجماعية الجيدة من أجل التغلب على تهديد الإرهاب والعنف.

ومضت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّه خلال السنين، شارك في الندوات في إسرائيل مئات ضباط الشرطة الكبار من أرجاء أمريكا، لكن في الأسبوع الماضي للمرة الأولى في تاريخ البرنامج، قرر ضابطان إقليميان إلغاء مشاركتهما في البرنامج، قبل بضعة أيام من وصول البعثة الحالية إلى إسرائيل. الإلغاء الأول هو لشرطة ولاية فيرموند. قائد الشرطة هناك، الكولونيل ماتيو برمنغهام، قرر في أعقاب ضغط سياسي استخدم عليه، إلغاء مشاركته. فيرموند هي ولاية من الولايات الليبرالية جداً في الولايات المتحدة وأحد ممثليها في الكونغرس هو المتنافس على الرئاسة سابقاً بيرني ساندرز.

واختتمت الصحيفة قائلةً إنّه بعد يوم، أعلنت جودي كاسبر، قائدة الشرطة في مدينة نورث هامتون في ولاية مساشوستيس، عن انسحابها من الندوة. لقد أرسلت رسالة بهذا الشأن لنشطاء المنظمة المؤيدة للفلسطينيين، الذين طرحوا أمامها معارضتهم للبرنامج. في الحالتين فإن السبب الرسمي الذي قدمه ضابطا الشرطة لإلغاء المشاركة هو الدعوات التي تلقياها من مواطنين يعارضون البرنامج.

قد يعجبك ايضا