مسرحيات فوق سريالية ومسلسلات عبثية والكذب ملح الساسة الأمريكان .. العين على فلسطين والأردن العربيين! / ديانا فاخوري

نتيجة بحث الصور عن ديانا فاخوري

ديانا فاخوري ( الأردن ) الأربعاء 29/8/2018 م …




“اسرائيل” تحتل فلسطين وأراض سورية و أراض لبنانية .. الولايات المتحدة الأميركية تحتل أراض سورية .. ايران تستجيب لطلب سوريا الاستفادة من خبراتها و تضع مستشاريها و معداتها في خدمة سوريا .. المحتل الامريكي يطالب ايران بسحب مستشاريها و معداتها من سوريا حرصاً على أمن المغتصب “الاسرائيلي” و تكريسا لاحتلاله .. وهكذا تقوم أميركا بإعادة تسليح وتجهيز مقاتلي «داعش» في سورية والعراق، و تُعدّ عناصر جبهة «النصرة» و»الخوذ البيضاء» في ادلب لتكرار مسرحية استعمال السلاح الكيمياوي واتهام الجيش السوري بذلك تمهيداً للرد بضرب مواقع سورية حسّاسة كما يبشر جون بولتون!

فالكذب ملح الساسة الامريكان و العين على فلسطين!

من كولن باول الى جون بولتون حتى أكاذيب الرئيس ترامب المتتالية والمتوالية بما في ذلك تلك المتعلقة بالاستراتيجية الوطنية للأمن القومي – نحو المصالحة التاريخية في سبيل اسرائيل الكبرى!

تذكرون “مسلسل” كولن باول على منبر الأمم المتحدة عام 2003 متهما العراق بامتلاك أسلحة دمار شامل توطئة لاحتلال العراق و تدميره رغم الارادة الدولية – مسلسل أعلن ندمه عليه عام 2010 مؤكدا انه كان ضحية الجورجين: جورج تينت (رئيس ال CIA) و جورج بوش الابن. أما هذه الأيام فتشهد اعادة لنفس المسلسل – و لكن من بطولة جون بولتون، و مايك بومبيو بعد نيكي هايلي – بحملة تحريض و تحشيد ضد ايران تضمنت “وضع دمغة صنع في ايران” على الصولريخ اليمنية الباليستية في محاولة يائسة بائسة لصرف الأنظار عن جرائم ترامب المتواصلة لاسيما بعد الفيتو الثالث و الأربعين (منذ العام 1973) لاسقاط مشروع عربي يرفض قرار تهويد القدس! وهم بهذا يحولون WMD من أسلحة دمار شامل (Weapon of Mass Destruction) الى أسلحة خداع شامل (Weapon of Mass Deception)! و كلنا يذكر الاتهامات التي أطلقتها زعيمة الدول المارقة (Chief Rouge State) بحق العراق بخصوص أسلحة الدمار الشامل ليتبين – بعد ان تم لهم تدمير العراق بكافة مقدراته البشرية و المادية – أنها لم تكن سوى خديعة صهيوأعروبيكية باعتراف كولن باول نفسه!

و هل ننسى من استعمل سلاح إبادة جماعية أردت ملايين البشر في أميركا الهندية وأفريقيا واليابان وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط والسكان الأصليين في اوستراليا وكندا؟ هل ننسي المجازر الصهيونية في فلسطين، ولبنان وسورية، والمجازر العثمانية في نصف سكان الأرض؟

ومن يعيد للعراق أبنائه الضحايا على مذبح الكيماوي؟

ومن يعيد لسوريا ابنائها ضحايا الليبرالية المسخ؟

ومن يعيد لفلسطين ابنائها وأرضها المقدمة هدايا ل”يهوة”؟

و هاهم اليوم يحاولون تلفيق التهمة الخديعة ذاتها لسوريا بعد مراكمة الانتصارات على محور الشر الصهيوأعروبيكي!

مسرحية تتجاوز السريالية! مسرحية فوق سريالية يؤدي أدوارها بعض الأعراب ترجمة لأصرار أمريكا على منع ترجمة انتصارات المحور السوري العراقي الروسي الايراني مع حزب الله لأن ذلك يقود بالضرورة إلى ضرورة الاعتراف الامريكي بصعود روسي صاعق لكسر احتكار القوة الأمريكية الممسكة و المتمسكة بالعالم منذ انهيار الاتحاد السوفياتي مع نهاية القرن المنصرم؟! ما زال اصحاب المحور الصهيواعروبيكي على رفضهم الاستسلام لهزيمة الآليات الإرهابية التي صنعوها لتدمير الشرق الأوسط في السنين السبع الماضية و ما زالوا على إصرارهم توظيف هذا الإرهاب في إعادة ضبط بعض البلدان المتفلتة نسبياً من الالتزام الحرفي بالأوامر الأميركية، و هم يعملون على دفع هذا الإرهاب نحو بلدان فيها بيئات حاضنة من الممكن إعادة تنشيطها بوسائل التحشيد التقليدية من مذهبية ودينية وعرقية.

و تعتبر منطقة إدلب المحاذية لتركيا، و قاعدة التنف السورية المجاورة للعراق والمطلة على الأردن من اهم المواقع الاستراتيجية لتسلل هذه الجماعات. وقد بدأ هذا المحور فعلياً بقذف مجموعات ارهابية نحو الأردن والعراق وتركيا ولبنان شمالا و عاصمة و مخيمات، بالاضافة لمصر التي تشهد حالياً صعوداً في نشاطات الإرهابيين.

ولعل التصعيد المنهج ضد سوريا وتجميد ملف النزوح وعودة السوريين الى بلادهم والتراجع عن تفويض الروس بذلك يمثل بداية الهجوم الأميركي المضاد يصحبه ارتفاع منسوب التهديدات ضد ايران من اليمن والعراق ولبنان في محاولة لعرقلة و تعطيل شراء النفط الايراني. وها هم اليوم يقومون باستحضار ورقة المحكمة الدولية كفزاعة ضد حزب الله وربطها بالحضور المتنامي والمتزايد لحزب الله في ساحات المنطقة وخصوصا في سوريا!

فهل جائت  أحداث السلط كمقدّمة لصراعات كبرى يجري إعدادها بدقة من قبل أجهزة المخابرات الصهيواعروبيكية؟ و هل جاء اختيار الأردن  بهدف إعادة الضغط على العرش والشعب وحشرهم في مشروع حصار سوريا بغض النظر والمال عن مصالح الأردن في سياق احتمال تحويله بديلاً من فلسطين المحتلة إذا سقطت صفقة القرن؟ ولعل هذا ما يفسر طرافة العرض الفرنسي بإسناد الأردن عسكرياً، وليس ماليا، لمراقبة حدوده مع سورية والعراق تطويقا لسوريا المنتصرة من مختلف حدودها .. و كلنا يعلم أنّ الجيش الأردني من القوى العسكرية الوازنة في المنطقة، ولا يحتاج لهكذا مساعدة! ثم ماذا عن مؤشرات تنشيط الإرهاب في مصر فيُ محاولة صهيواعروبيكية لاغتصاب إمكانات القاهرة ووضعها في  مواجه إيران وروسيا خدمة لمحور الشر الصهيواعروبيكي نفسه.

هذا يعيدنا بالضرورة للثورة العربية الكبری .. فهل تم ضرب الهاشميين (سلالة النبي العربي الكريم، “ابنَاء الهواشِمِ من قُرَيشٍ، و أعز قبيلا” – والتعبير لمحمد مهدي الجواهري) في الجزيرة العربية للاطاحة بالثورة العربية الكبری في سياق تنفيذ اتفاقية سايكس/بيكو؟! و هل دفع الشريف حسين عام 1918 ثمن اعتراضه علی تأسيس “اخوان من طاع الله” كجمعية سياسية ترتدي عباءة الدين فكان الحشد باسم الدين، و الهجرة في سبيل الله، و الجهاد ضد الاخر والاغيار؟! كم قلت أنهم عملوا و يعملون علی ادغام العروبة بالاسلام بحجج التماثل و التقارب و التجانس في محاولة دؤوبة لاسكان العروبة و ادراجها فلجمها منذ “اخوان من طاع الله” التي، ولطالما كررت ذلك، قامت لاجهاض حلم الثورة العربية الكبری – ذلك المشروع القومي العربي في الحجاز الذي استقطب مجموعة من الثوار العرب المناضلين ضد الصهيونية و الاستعمار نحو دولة قومية عربية!

و عليه لم يكن باسم الله تأسيس القاعدة و داعش و النصرة و اخواتهم و المشتقات و الملاحق الاخری لنصرة الرأسمالية و أنظمتها و أحلافها.. لنذكر ان ارادة الله جاءت بالوحدة من خلال التنوع و التعددية فالتوراة و الانجيل و القران و الحكمة كلها خرجت من أرض العرب أو هبطت من سماء العرب تأكيدا للتنوع و الغنی الثقافي و التعددية في الوحدة .. فبأي مشيئة نقوی علی مسخ التنوع طوائف و مذاهب و فئات أو فتات لتفكيك الموحد باسم او اسماء “الحرية و السيادة و الاستقلال” تهجيرا للتنوع و التعددية، و نفيا للتلاقي مع الاختلاف، فدعوة للجهاد ضد الاخر و الاغيار، و بالتحليل النهائي خدمة للدولة الدينية الصافية، بل المذهبية الصرفة انسجاما مع ما كتب بخط اليد الرديء لتتوج بضرب الهاشميين، أصحاب الثورة العربية الكبری و ولاتها!.

و هكذا تم انتزاع واغتصاب السدانة على بعض الأماكن المقدسة عام ١٩٢٥بتوسل بعض “رباع الحمايل” و إسنادهم بالنيران البريطانية و بغطاء من ” اخوان من طاع الله” عقب ازاحة العثمانيين – اجهاضا للثورة العربية الكبری و في سياق القضاء على “مملكة العرب” تنفيذا لاتفاقية سايكس/ بيكو لتفتيت و تجزئة و تقسيم و شرذمة و تشظية و تفكيك منطقتنا و تفريغها من مسيحييها و بالتالي من عروبتها تبريرا ليهودية الدولة كما يجسدها وعد بلفور .. وضمن السياق ذاته تمت الأطاحة بوحدة الضفتين (١٩٨٨/١٩٧٤) بلافتات وعناوين و شعارات بدت براقة حينئذ! اما اليوم، فما لبثوا يحاولون العبث بين “الكعبة المشرفة” و “أرامكو المكرمة”، و يجهدون في انتزاع واغتصاب السدانة على المقدسات القدسية انسجاما مع “المصالحة التاريخية نحو اسرائيل الكبرى” ضمن لعبة (لا أقول استراتيجية) ترامب الجديدة للأمن القومي .. و ترجمتها الى “صفقة القرن” في المنطقة و ما تتطلبه من محاولات دؤوبة لدفع الاردن علی ظهر او الی بطن صفيح ساخن!

هل تذكرون برنارد لويس وخرائطه وكم وكيف دعا الى عدم القلق لرؤية الشرق الأوسط وقد تحول الى مهرجان للجثث, فالزمن عندنا – كما يرى لويس – يبدأ بعد الموت وقد تستقبلنا الملائكةبالكوكاكولا!

استدراكآ أو استثمارآ لأفكار لويس و أقواله, هناك من يحرض اليوم على الأردن باعتباره جزءآ اقتطعه الانجليز من السعودية ليفصلوها (السعودية) عن سوريا والبحر المتوسط ..

وقد يعاد اليها مقابل تصفية نهائية للقضية الفلسطينية واقامة علاقة استراتيجية مع اسرائيل متوسلين أخوة اسحق و اسماعيل!

كم حاولوا اغواءنا – في الأردن – تارة بالوصاية على العراق أو بعضآ منه, وطورآ بالوصاية على سوريا أو جزءآ منها, و مرة بالوصاية على السعودية أو قطعة منها .. وهم ما فتئوا يحاولون انعاش الخونجة بالتعاون مع داعش والنصرة .. انهم يحاولون دفعنا لاقفال الجبهة مع اسرائيل الى الأبد وفتحها مع سوريا, وربما على الأبد.

أما نحن, الأردنيين, فلن يخدعنا الخب ولن نخلع الشام أبدآ فقد عاشرناها و خبرناها وعرفناها, والشام – من قبل و من بعد – علمتنا حب الأردن بجناحيه: فلسطين الى الغرب وبغداد العراق الى الشرق .. أما الرأس فشامي شامخ يمتد نحو دمشق و ما بعد بعد

دمشق في الشمال .. هذا حيز استنبطته الجغرافيا في خدمة التاريخ فاستخدمه صلاح الدين الأيوبي (أحد مؤسسي الكيان الأول) و نذر هضابه لتحرير بيت المقدس.

خسؤوا – لن يعانق “جبل عرفات”  “جبل الهيكل” في سياق المصالحة التاريخية نحو اسرائيل الكبرى ضمن لعبة ترامب الجديدة للأمن القومي.. ولن تفلح محاولات المحور “الصهيواعروبيكي” اليائسة البائسة كما ينفذها وكلاء الداخل – بدفع الأردنيين لتلقي “صفعة القرن” صاغرين! وها هم لاجئو و نازحو الأردن و لبنان والدول العربية يتأهبون للتوجه والعودة الى الجمهورية العربية الفلسطينية، و عاصمتها القدس. كما على ثرى الأردن كذلك في السماء، و لن تحتمل السماء “صفقة القرن” التي يصفعها الأردنيون لينال الفلسطينيون، كل الفلسطينيين، حقهم بالعودة وإزالة النكبة بإزالة أسبابها – ازالة اسرائيل، نقطة على السطر! اذكروا ان الأردن جنوب سوريا و ان ‘جند الاردن” لم و لن يخلعوا الشام أبدا .. لم و لن يخلع “جند الأردن” الشام ابدا منذ النشأة الاولی جيشا ساهم في هزيمة البيزنطيين و تحول بعدها تقسيما اداريا علی يدي أبي بكر الصديق! و كان التداخل و ما زال مع فلسطين و باقي بلاد الشام ثابتا و مستمرا .. فاخلعوا محور الشر “الصهيواعروبيكي” ليبق الأردن، وقف الله، أرض العزم .. وطنا بهيا شريفاً لا نبغي و لا نرضى عنه بديلا .. ولا نرضاه وطنا بديلا.

 

 

قد يعجبك ايضا