قنبلة نصرالله ” النووية ” ! / زهير ماجد

زهير ماجد ( الجمعة ) 17/8/2018 م …




يتواضع حزب الله .. يقول امينه العام انه اقوى من اسرائيل، بمعنى ان القوة الإسرائيلية الأقوى في المنطقة، فيكون الحزب حسب هذه المعادلة اقوى الأقوياء.
لعلها لحظة منتظرة ان يسمي نصرالله الأشياء بأسمائها .. ان يخرج عربي عن المألوف والمحسوس، ان تقول انك اقوى من اسرائيل في منطقة وجودها وامام الاعلام في العالم، يحدث خلخلة لدى اصدقاء اسرائيل واعدائها ان بقي لها اعداء غير ما نعرف.
لكن هنالك من لا يزال يصدق عكس كلام نصرالله، بل هو لا يريد ان يصدق زعيما عربيا مثل نصرالله كونه فقط عربيا، اضافة اليه ما زال يراهن على اللعبة الدموية، فلربما يغير الدم الواقع المنظور .. ورهانه ان سوريا ما زالت محاصرة بقواعد تحتاج لمعارك، واليمن تكملة لسوريا وباتت لا تنفصل عنها، والعراق محاولة توظيف نتائج المعركة مع “داعش” في السياسة الداخلية لكنها حسمت ولم تحسم نهائيا .. اذن يمكن بتمني هؤلاء او بمكابرتهم ان يتغير المشهد الحالي ويعود لصالحهم.
عملية خداع النفس هذه، او قراءة المشهد كما يحلو له، دفعت بأعوان هؤلاء الى ارتكاب خطأ مميت، وخصوصا في لبنان، إلى الاستعلاء على الحقيقة، وهو عادة مسألة تبعية، اضافة الى الإحساس بأنه عنزة لو طارت.
لعل جملة نصرالله ان حزب الله اقوى من اسرائيل انفجرت في رؤوس كثيرة قبل ان تصدع رؤوس الاسرائيليين وهم المعنيون الأساس. من المؤكد ان الاسرائيلي لن يرد على تلك الجملة التي تعني انتظارا عربيا عمره من عمر النكبة الفلسطينية، وتاريخه ألم عربي تكرس في هزائم عربية امام اسرائيل، بل كرس واقعا نفسيا لدى الشعوب العربية بجيش اسرائيلي قهره في الصميم فصار اي تعبير عن قوة عربية اقوى من اسرائيل خلخلة في العقل العربي ايضا وليس انفجار منطق قائم وانقلابه بشكله الكامل.
واذا ذهبنا بعيدا في تفسير جملة نصرالله، فلكي يكون هنالك من اقوى من اسرائيل في المنطقة عليه ان يتفوق على الأقل نوويا، فما هو نووي حزب الله، هل هو غير الانسان الجديد الذي رباه هذا الحزب، وهو مهما امتلك من سلاح فلن يكون خارقا غير متوفر لدى العدو او غيره من القوى الكبرى.
حزب الله صورة جديدة لمعادلة عربية مختلفة تماما، ليس مبالغة القول انه الحزب السوبر مقاتل الذي استفاد كثيرا من مسيرته النضالية ومن مفهومه الايديولوجي، وكرسها فهما دائما لمقولة ما بعد، فإذا هي التجربة في سوريا وفي غيرها، مضافة على تراكم خبرات نفسية وعسكرية واقتصادية ومالية وانسانية لم يسبقه احد إليها، والأهم فهم معنى الوجود الاسرائيلي الذي على اساسه معرفة كيف اقتلاعه من الوجود.
المنطقة اذن دخلت في المعادلة الجديدة ليس منذ لحظة اعلان نصرالله عن جملته الانفجارية، بل منذ ان اطلق اول مقاتل لحزب الله رصاصه باتجاه اسرائيل. لكي تصل إلى هذا المستوى السوبر، عليك ان تبدأه منذ البداية وان يكون واضحا لك كيفية الوصول الى اللحظة التي تعلن فيها جملة “حزب الله اقوى من اسرائيل” .. هكذا وضع نصرالله امام الامتحان، وكما علمنا هذا الزعيم الاستثنائي الذي رفعت صورته إلى جانب الزعيم الأكبر جمال عبد الناصر والزعيم المنتصر بشار الأسد، فهو لا يرمي جملة من اجل التعبئة الجماهيرية او نيل التصفيق، او زرع البلبلة في النفسية الاسرائيلية، بل اضافة لكل هذا، تأتي جملته صادقة معبرة عما وصله حزبه ، وربما بتواضع اقل من الحقيقة.

قد يعجبك ايضا