“صندقة” ام زندقة .. “صفقة” ام صفاقة .. و هل أصبحت “صفقة القرن” على قرن غزال؟ / ديانا فاخوري

نتيجة بحث الصور عن ديانا فاخوري الاردن العربي

ديانا فاخوري ( الأردن ) الإثنين 13/8/2018 م …




اما الأردن فسيبقى وقف الله، أرض العزم .. وطنا بهيا شريفاً لا نبغي ولا نرضى عنه بديلا، ولا نرضاه وطنا بديلا! و لن تقوى قوى “الصهينة” و “الصندقة” بخشنها و ناعمها على تحويل الاردن  من وطن الى جغرافيا والاردنيين من مواطنين الى سكان!

اما الفعل فماض و مضارع ..  فعل ماض، فاعل، مفعول به .. فعل مضارع، فاعل، مفعول به!

فعل ماض، فاعل، مفعول به!
و أما الفعل فاغتصاب فلسطين .. 
و أما الفاعل فبريطانيا و امريكا و الصهيونية بمحورهم الصهيواعروبيكي ..
و أما المفعول به فالدول العربية التي لا تحرك ساكنا!
فعل مضارع، فاعل، مفعول به!
و أما الفعل فتحرير فلسطين من النهر الى البحر و من الناقورة الى أم الرشراش ..
و أما الفاعل فرجال ألله في الميدان/قوى المقاومة والتحرير . .
و أما المفعول به فالصهيونية بمحورها الصهيوأعروبيكي!
أما من باب الحذر، فاذكروا قوله تعالى في الآية الكريمة 54 من سورة آل عمران: “و مكروا و مكر الله و الله خير الماكرين” .. وكذلك حزبه و المقاومة! ففي حديث أجراه أواخر عام ٢٠١١، ويردده كثيرون – بحسن او بسوء نية –  قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كسينجر: “إنّ إيران هي ضربة البداية في الحرب العالمية الثالثة .. لقد أبلغنا الجيش الأميركي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط نظراً لأهميتها الاستراتيجية لنا، خصوصاً أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى، ولم يبق إلا خطوة واحدة، وهي ضرب إيران، وعندما تتحرّك الصين وروسيا من غفوتيهما سيكون “الانفجار الكبير” والحرب الكبرى التي لن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي إسرائيل وأميركا وسيكون على إسرائيل القتال بكلّ ما أوتيت من قوة وسلاح لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط .. انّ طبول الحرب تدقّ الآن في الشرق الأوسط وبقوة ومَن لا يسمعها فهو بكلّ تأكيد أصمّ .. إذا سارت الأمور كما ينبغي، فسيكون نصف الشرق الأوسط لإسرائيل .. لقد تلقى شبابنا في أميركا والغرب تدريباً جيداً في القتال خلال العقد الماضي وعندما يتلقون الأوامر للخروج إلى الشوارع ومحاربة تلك “الذقون المجنونة” فسوف يطيعون الأوامر ويحوّلونهم إلى رماد .. أنّ إيران ستكون المسمار الأخير في النعش الذي تجهّزه أميركا وإسرائيل لكلّ من إيران وروسيا بعد أن تمّ منحهما الفرصة للتعافي والإحساس الزائف بالقوة وبعدها سيسقطان وللأبد لنبني مجتمعاً عالمياً جديداً لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية “السوبر باور”، وقد حلمت كثيراً بهذه اللحظة التاريخية”!
هل هو تهويل ممنهج بوجه الصمود الفلسطيني بسلاحه الجوي المبتكر الذي اوجب تغيير قواعد الاشتباك ردعا و مبادرة، تأكيدا و تجديدا لحقه التاريخي في تحرير فلسطين، كل فلسطين؟! هل هو تهويل بائس بوجه حسم الموقف في سوريا لصالح قوى المقاومة و التحرير بدعم روسي وايراني اصاب صفقة القرن بمقتل سيما ان النظام المقاوم في سوريا يحكم سيطرته على المعابر والحدود مع الاردن و لبنان وربما قريبا مع العراق؟ هل هو تعبير عن خشية محور الشر الصهيواعروبيكي من توازن استراتيجي يؤدي الى تماس بين ايران و اسرائيل الامر الذي قد يحدث نوعا من توازن الرعب لحرب باردة تحبط التعديلات المطروحة على سايكس بيكو!
اما “صفقة القرن” فاستكمال لنكبة ١٩٤٨ .. وهي مشروع صهيوأمريكي في المسار التّصْفَوِيّ عينه .. المشروع الذي يهدف لإعلان التحالف الصهيواعروبيكي بقيادة الكيان الصهيوني و “قوادة” اعرابية  ضد سوريا وضد اليمن .. “قوادة” تصادق الكيان و تعادي ايران! و ينسجم ذلك مع الهجوم الصّهيوامريكي على الأمم المتحدة، وعلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، و حتى على القيادات الفلسطينية المستكينة و المساكنة في الضفة الغربية وغزة .. و هنا لا بد من استحضار “الثقافة الترامبية” – ثقافة الإمبريالية و رأس المال المُعَوْلَم التي يعززها ان والد الرئيس كون ثروته عن طريق الدعارة ثمّ  بصفقات مع المافيا و في العقارات ليكمل ابنه دونالد المشوار الذي يتيح و يبيح بيع الاوطان مقابل المال .. ويُرَوِّجُ لذلك ثلاثي من غلاة الصهاينة هم صهر الرئيس ومستشاره “جاريد كوشنر”، بدعم من مبعوثه إلى الشرق الأوسط “جيسون غرينبلات”، و إسناد من سفيره لدى الكيان الصهيوني “ديفيد فريدمان” بعيدا عن الخارجية و مجلس الأمن القومي و “الحلفاء” الأوروبيين! ونأت سلطة أوسلو والأردن بنفسيهما عن هذا المشروع المغالي في صهينته حيث ضرب عرض الحائط بمصالح “ألاصدقاء العَرَب”، و  الحُلَفاء في الإتحاد الأوروبي وفي حلف شمال الأطلسي!
هو اذن مسار استكمال النكبة/٤٨، فالنكسة/٦٧، فزيارة السادات ودخول منظمة التحرير دوائر القرارات ٣٣٨ و ٢٤٢، تبعها غزو العراق، فاتفاق أوسلو، و كإمب ديفيد، و وادي عربة، فالمبادرة العربية (٢٠٠٣/٢٠٠٤) رغم التدخل المحمود لفخامة المقاوم (الرئيس أميل لحود) بعد ان أصبحت كل الضفة الغربية تحت سيطرة الادارة المدنية و الجيش الاسرائيلي، فالربيع العربي، فاعلان نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس! اما الربيع العربي فتمخض لينجب “تطبيعا” .. تطبيعا (ثقافيا – أول الغيث قطر و بدأ بنهمر) .. أنجب تطبيعا، لا عدالة و لا ديمقراطية و لا تعددية و لا حرية و لا ما يحزنون .. لا بل ما يحزن و يحزنون!

لكن الكلمة الأخيرة تبقی للحق و الميدان، و للدم المنتصر علی السيف و الخرائط .. الدم الذي رمى “صفقة القرن” على قرن غزال و حولها الى “مسيرة العودة” فهم سيولدون، ويكبرون، ويُقتلون، ويولدون، ويولدون، ويولدون .. سيولدون تحت الشجرْ، وسيولدون تحت المطرْ، وسيولدون من الحجرْ، وسيُولدون من الشظايا، يولدون من المرايا، يولدون من الزوايا، وسُيولدون من الهزائم، يولدون من الخواتم، يولدون من البراعم، وسيولدون من البداية، يولدون من الحكاية، يولدون بلا نهايةْ .. و اكمل مع محمود درويش: بوركت الحياةُ، وبورك الأحياءُ، فوق الأرض، لا تحت الطغاة ..  تحيا الحياة .. تحيا الحياة!

 
 

 

قد يعجبك ايضا