الانتخابات التركية: هل يحدث مالم يكن في الحسبان ..!؟ / د. علي عمار

د. علي عمار ( السبت ) 23/2018 م …




نتحدث في هذا المقال عن الانتخابات التركية الرئاسية والتشريعية المقبلة .

أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قبل شهرين بعد لقاء مع زعيم الحركة القومية ” دولت بهجلي” عن تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر إجراؤها في الثالث من نوفمبر 2019 إلى 24 يونيو الحالي حيث سيتم إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية معا يوم الأحد المقبل 24 يونيو 2018 وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا عن أن اللجنة ستقوم بفرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية أولا قبل الانتخابات البرلمانية حيث سيتم الإعلان عن إسم الرئيس التركي القادم مساء الأحد المقبل وبعدها عن الفائزين في الانتخابات البرلمانية ويتنافس في الانتخابات الرئاسية 6 مرشحين فيما يلي ذكرهم:أولا: رجب طيب اردوغان ( 64 عاما )

 

هو مرشح ” تحالف الشعب ” للانتخابات الرئاسية وهو رئيس الوزراء التركي منذ 2002 حتى عام 2014 حيث أجريت أول انتخابات رئاسية في تركيا وفاز بمنصب رئيس الجمهورية.

 

ثانيا: محرم إنجه ( 54 عاما )

 

هو مرشح ” حزب الشعب الجمهوري” للانتخابات الرئاسية وهو عضو في البرلمان التركي منذ عام 2002 كما أنه من أشرس معارضي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، تعهد بدستور جديد للبلاد وإعادة العمل بالنظام البرلماني مع التأكيد على فصل السلطات وتعهد بحل الأزمة الكردية.ثالثا : ميرال أكشينار ( 61 عاما)

 

هي مرشحة ” حزب الخير ” ووزيرة الداخلية السابقة وقيادية سابقة في الحركة القومية ، تعهدت بإعادة النظام البرلماني و إنهاء حالت الطوارئ في تركيا .رابعا : صلاح الدين دميرتاش ( 45 عاما )

 

هو مرشح حزب الشعوب الديمقراطي الكردي وهو أصغر المرشحين للانتخابات الرئاسية معتقل منذ عام ونصف دون محاكمة بتهمة علاقته بمنظمات كردية تصنفها تركيا إرهابية

ويقوم بحملته الانتخابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، تعهد بإعادة النظام البرلماني مع منح الإدارات المحلية المنتخبة مزيدا من السلطات.ويتنافس في الانتخابات البرلمانية تحالفان وثلاث أحزاب فيما يلي ذكرهم:

 

أولا : تحالف الشعب

يتشكل هذا التحالف من ثلاث أحزاب هي ” حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وحزب الوحدة الكبرى ” وهو الأوفر حظا بالفوز بأكثرية برلمانية .ثانيا :التحالف القومي

ويتشكل هذا التحالف من أربع أحزاب معارضة هي ” حزب الشعب الجمهوري وحزب الخير وحزب السعادة والحزب الديمقراطي .ثالثا : الأحزاب التي تشارك في الانتخابات التشريعية

بمفردها دون تحالفات هي :

 

” حزب الوطن ، حزب الشعوب الديمقراطي الكردي ، حزب الله الكردي “وتشير الاستطلاعات الأخيرة إلى تراجع شعبية رجب طيب اردوغان بسبب القمع وانتهاك حقوق الإنسان وتحويل تركيا إلى النظام الرئاسي مما يؤدي إلى احتمالية عدم فوزه بمنصب رئيس الجمهورية وتقول مصادر معارضة لحزب العدالة والتنمية أن أردوغان وبسبب تراجع شعبيته قد يضطر للتزوير إلا أن هذا الخيار صعب جدا لوجود أكثر من 400 مراقب دولي في هذه الانتخابات ، من وجهة نظري الشخصية أن اوردغان سيفوز بالرئاسة إلى أن حزب العدالة والتنمية لن يتمكن من الحصول على الأغلبية في البرلمان القادم بسبب قوة المعارضة في الانتخابات البرلمانية ودخولها بتحالف واحد هو ” التحالف القومي ” مما يسهل على المواطن التركي المعارض لحكومة العدالة والتنمية التصويت للمعارضة الموحدة في قائمة واحدة عكس الانتخابات الرئاسية التي دخلها كل حزب بمرشح له دون إجماع المعارضة على مرشح واحد قوي يواجه أردوغان

وهذا لا يعني أن لا تكون هناك مفاجأة ويخسر أردوغان الانتخابات الرئاسية

والعالم كله يعلم أن الرئيس اوردغان قام باعتقالات تعسفية وتغير أنظمة الحكم في تركيا محاولة منه للتحكم في كل شيء والقيام بالاستبداد السياسي ومنع المعارضة من ممارسة حقوقها كما توعد بمقابلة له بالأمس في قنوات ( TRT ) التلفزيون الرسمي التركي أنه سيطلب من القضاء محاكمة المرشح الرئاسي المعتقل الكردي صلاح

الدين دميرتاش في حال فوزه

 

وتشير التوقعات أن الانتخابات الرئاسية التركية غدا ستشهد منافسة كبيرة بين اردوغان ومنافسه العلماني محرم إنجه والكردي صلاح الدين دميرتاش وستكون المعركة الأكبر هي الحصول على الأغلبية في البرلمان حيث تسعى المعارضة في حال فوز اوردغان للسيطرة على البرلمان التركي لعرقلة خطط وأردوغان ويسعى أردوغان في حال فوزه للسيطرة على البرلمان التركي لمساعدته ومساندته ودعمه في قراراته

الغريب في هذا الأمر هو دعم بعض العرب غير المحدود للرئيس التركي رجب طيب اردوغان وحزب العدالة والتنمية بل ووسم البعض له ” خليفة المسلمين ” ” أمير المؤمنين ”

فهل إنتقل التطبيل العربي من التطبيل للأنظمة العربية إلى الحكومة التركية !؟

مؤسف حقا أن لا يفكر العرب في الإصلاح السياسي في بلادهم والعمل على تحويلها إلى دول حقوق ومؤسسات بنظام ديمقراطي مدني وينشغلون بالانتخابات التركية والمؤسف حقا أن يضع العرب صورة اوردغان ويقومون بالدعاء له وكأنه سيحرر القدس الشريف أو سيدعم التحول الديمقراطي في الوطن العربي ، لقد تجاهل العرب كلام الشعب التركي الذي يصف أردوغان بالديكتاتور وتجاهلوا أيضا أنه عندما إحترقت إسرائيل قام اوردغان مسرعا وعرض على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقديم المساعدة التركية في إطفاء الحرائق في الكيان الصهيوني وتجاهلوا أيضا دعم أردوغان للإرهاب في سوريا والعراق والوقوف ضد إرادة الشعب المصري الذي خرج في 30 يونيو للمطالبة بإسقاط النظام الإخواني وتجاهلوا الكثير والكثير وإستجابوا لكلام وعاظ السلاطين وعلماء الدولار الذين جعلوا من اوردغان خليفة للمسلمين وحفيد لمحمد الفاتح

كنت أتمنى أن يطالب العرب بالديمقراطية التي في تركيا لا دعم الدكتاتورية!!

 

ويبقى السؤال الأهم

 

هل يحدث مالم يكن في الحسبان غدا في الانتخابات التركية.

قد يعجبك ايضا