في عيد انتصار المقاومة يتجدد النصر المشترك / ميّ حميدوش

 

ميّ حميدوش ( سورية ) الثلاثاء 26/5/2015 م …

هو شهر النصر الإلهي، لم يعد شهر أيار مجرد  ذكرى لانتصار المقاومة في جنوب لبنان بل بات يشكل ذكرى نصر متجددة لمحور المقاومة.

في هذا الشهر المبارك انتصر محور المقاومة في حلب حيث تم فك الحصار عن أبطال سجن حلب المركزي وفي هذا الشهر تم تحرير أبطال مشفى جسر الشغور ورغم وجود بعض الخسائر على أحد جبهات القتال إلا أن هذا الشهر هو شهر تحرير جرود وتلال القلمون.

تعيد ذكرى تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي إلى الأذهان صورة ستبقى راسخة يوم فر الجنود الإسرائيليون من مواقعهم العسكرية التي مكثوا فيها على مدى 18 عاماً بعد الضربات الموجعة التي وجهتها لهم المقاومة الوطنية اللبنانية.

إن الإنسان العربي في حقيقته الجوهرية إنسان نوعي لا يقبل الضيم والمهانة والذل ومستعد لدفع حياته ثمنا لكرامته ولذا فان إمكانيات صمود هذه الأمة وقدرتها على مواجهة التحديات أسطورية وتفوق كل خيال لاستنادها إلى قيم ومبادئ ولقد حاول مدعو الدين أن يغيروا طريقة تفكير هذا الإنسان حيث تم إعادة البعض إلى العصور الجاهلية أو عصور قبل التاريخ.

لقد شكل تحرير الجنوب اللبناني انجازا وطنيا كبيرا بسبب الطريقة التي تم بها والحفاظ عليه إضافة إلى تحصينه شعبيا وسياسيا وهذا ما تحقق من خلال إدارة المقاومة للصراع بحكمة وعقلانية آخذة بالاعتبار الواقع السياسي والسكاني في لبنان حيث تعاطت مع هذا الواقع بحكمة بالغة ما ساعد على تقديم الانتصار كنموذج حضاري يلتف حوله اللبنانيون والعرب إضافة إلى تحرك المقاومة تحت السقف العام لمشروع الدولة فلم تمارس سلطة ولم تستثمر نصرها لتحقيق مكاسب فئوية ضيقة ولم تجعل انتصارها مناسبة لفرض آراءها على بقية اللبنانيين.

تمر ذكرى تحرير الجنوب اللبناني في ظل مؤامرة الربيع العربي التي جسدت الاحتلال الجديد لبعض الدول العربية من قبل مرتزقة الناتو فيما يبقى الهدف الرئيسي لتلك المؤامرة هو ضرب محور المقاومة وفرض سيطرة بني صهيون مجددا على الأمة العربية والإسلامية.

واليوم بدأت صورة جديدة ترتسم في الأذهان ألا وهي صورة مرتزقة الناتو وعملاء بني صهيون الذين يتساقطون تحت ضربات رجال الجيش العربي السوري.

وهنا لابد من القول بأن حزب الله ليس مجرد حركة مقاومة بل هو صاحب فكر مقاوم ومشروع حضاري , لست هنا بوارد الدفاع عن عقيدة الحزب أو عن مكانته فالقاصي والداني يعلم بأن حزب الله لم يكن يوماً صاحب مشروع تقسيمي مبني على المصالح الشخصية , بل كان حركة مقاومة أثبتت أنها قادرة على صنع النصر كما أنه حليف استراتيجي لكل من آمن بالعمل المقاوم الشريف.

في ذكرى تحرير جنوب لبنان يقف الجيش العربي السوري إلى جانب كل مقاوم شريف ويبدأ عملية تحرير الأرض والإنسان ، ويكللها بتحرير الجولان.

قد يعجبك ايضا