القدرات الاميركية … هل تستطيع اميركا خوض معارك عدوانية جديدة ؟ / ناجي الزعبي

ناجي الزعبي ( الأردن ) الأربعاء 7/2/2018 م …




خاضت اميركا في العقود الثلاث الماضية ١٣ حرباً بكلفة بلغت ١٤،٢ ترليون دولار .

 لنتوقف لثوان امام هذا الرقم الخرافي وما كان يمكن له ان يصنع بالحضارة والإنسانية لو سخر لخدمتها !!

بعد العدوان على افغانستان والعراق  ستفكر اميركا مرات عدة قبل ان تقوم باي حماقة .

  كما علينا ان نتذكر الحقائق التالية :

– أزمة اميركا  الاقتصادية فمديونيتها تبلغ ٨٦ ترليون دولار وناتجها الإجمال ١٦،٤ وفي اقصاه لا يتجاوز ال ١٩ ترليون دولار والناتج الاجمالي الدولي يبغ ٤٤ ترليون دولار والتبادل المالي العالمي ألفي ترليون دولار !!!!.

 وفي هذا دليل مادي على تواضع الناتج الاجمالي  الاميركي  مقارنة بالتبادل المالي الدولي   وعلى الازمة الاميركية الاقتصادية العميقة .

افتقار اميركا المسوغات الاخلاقية والسياسة والقرارات الدولية   وفقا للأعراف والمواثيق والهيئات الدولية ، ولا زال العالم يذكر الغزو الاميركي لافغانستان والعراق التجارب الاميركية التي افتقرت للاخلاق وذرائع تبين زيفها

التزام الجيش الاميركي بتخفيض ١٠٠ مليار دولار سنويا لمدة ٨ سنوات وهي حصته من خطة معالجة الازمة الاقتصادية مما انعكس على القدرات التسليحية والسوقية   .

عدم مشاركة حلف الاطلسي لاعتبارات عدة وستجد اميركا نفسها وحيدة في ورطة عسكرية واقتصادية – ولو بدها تشتي كانت غيمت – فلماذا وقعت الدول العظمى وفي مقدمتها اميركا اتفاقية خمسة زائد واحد مع ايران اذا كانت تمتلك القوة والمقدرة على فرض ارادتها – ووثقت ذلك بميثاق اممي في مجلس الامن لو كانت قادرة على تطويع ايران وهزيمتها ، ولو لم تكن لها مصالح هامة معها ؟

.التحالفات الإيرانية الروسية الصينية وهي تحالفات ترسخت وحققت مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية لأعضائها لن يسهل معها التخلي عن هذه المكاسب وستجد اميركا نفسها حتماً بمجابهة هذا التحالف. ستكون القواعد الاميركية المنتشرة في الوطن العربي والإقليم عرضة لنيران التحالف  .

اصبح العدو الصهيوني الذراع العسكري الاميركي نقطة ضعف ووهن بدلا من كونه ذراع ومعسكر متقدم .

قوة تحالف دول التحرر من الهيمنة والسطوة الاميركية  العسكرية وهي اعتبار جوهري من وجهة نظر هيئة ركن الجيش الاميركي والالتفاف الشعبي حول قياداتها  والانتماء الأيدولوجي  عناصر قوة تحسب في موازيين القوى العسكرية ولنا في فيتنام ولاوس وكمبوديا وكوبا والصين دروس بليغة .

وهن دول الخليج القوة المرشحة للمساهمة في المعركة ، وأزمتها الاقتصادية والعسكرية ستحول دون تقديم مساهمة ذات حيثية واعتبار .

طول خطوط الامداد اللوجستية الاميركية – الاف الاميال – وافتقار المقاتل الاميركي الحافز والأيدولوجيا لخوض المعركة لا يرى فيها اي مردود .

أزمة النفط التي ستطل برأسها على العالم والارتفاع الهائل بسعر برميل النفط سيضع العالم امام أزمة حقيقية .

مرة اخرى بمكن للمجنون ترامب ان يشعل فتيل الحرب كما لوح اوباما عدة مرات لكن لا احد يعلم من يمكنه ان يُطفئ هذه الحرائق ثم نتذكر هل ستسمح كارتيلات النفط الاميركية العملاقة باشعال الحرب وإلحاق الخسائر المادية القاتلة .. لو كانت تسمح لما فاز ترامب بدلا من كلينتون التي كانت تدفع باتجاه حرب عالمية ثالثة .

واخيرا  ان العنتريات اميركية وليست الإيرانية او الروسية او الصينية او الكورية هي من يدفع العالم لشفير حرب عالمية لا يرى فيها احد في العالم برمته مصلحة له ، فتلك الدول  لم تهدد ولم تعتدي على احد ولم تجتاز الاف الاميال ولم تقم القواعد لتهدد بها سيادة الدول والشعوب   وهي لا تهدد سوى (القواعد الاميركية والعدو الصهيوني) اما تهديد ترامب وعنترياته فهي مجرد جعجعات للابتزاز الذي طالما اتبعته الإدارات الاميركية  كنهج بلطجة تحت ذرائع  شتى من اخطار مزعومة منذ عهد الاتحاد السوفيتي لروسيا لصدام للارهاب لايران لكوريا للصين  الخ .

لقد كان برنامج ترامب  الانتخابي يتعهد بانهاء سياسة الإطاحة و تغيير الانظمة بالقوة وبالمؤامرات والانقلابات العسكرية وتبين ان هذا البرنامج مجرد شعارات غير قادرة على تخطي نهج الهيمنة والبلطجة الامبريالية  .

العالم لم يعد يخضع للكاوبوي الاميركي وعهد اليانكي اصبح من التاريخ المشين لهذه الدولة المارقة.

قد يعجبك ايضا