خليط الأيديولوجا الغيبية .. ومؤسسات رأس المال العالمي .. والقوة والغباء

 




السبت 16/12/2017 م …

محمد شريف الجيوسي  –

تتداخل أمور كثيرة في المنطقة والعالم، وقد بات اللعب على المكشوف وغالبا من فوق الطاولة وليس من تحتها ، وسط وقاحة وجشع وارتباك وتخبط ، والتزام مفرط بالكهنوت والمشاريع الصفراء رغم توالي فشلها واحداً تلو آخر ، ومع ذلك يصر المفلسون الفاشلون اللعب بذات الأوراق والطريقة ؛ سوى إعادة إنتاج الفشل وتزوير ( شهادات المنشأ )  رغم أن جلّ خططهم باتت مكشوفة حتى لدى الإنسان العادي وقراء الفناجين والبخت (..) ولا تحتاج لإستراتيجيين أفذاذ أومحللين سياسيين كبار أو صغار (..).

عقول صغيرة باتت تتحكم في شؤون  خطيرة ، بغض النظر عما تحمل من أيديولوجيات تافهة أو إيمانات قاصرة أو مفاهيم مدّعاة،أو مشاعر بلهاء ، أو رؤى مصابة بعمى البصر والبصيرة ، فذاك الأحمق ترامب ، مثلا ؛ يتساوق مع مرحلة تندمج فيها مصالح رأس المال العالمي مع الإرهاب الدولي المؤدلج المتطرف مع المسيحية الصهيونية ( التي تريد أن تأخذ بيد الرب لتدمير العالم .. بقصد تسريع قدوم السيد المسيح عليه السلام ) والذي يسبقه بحسبهم قيام إسرائيل الكبرى ، كما يتساوق مع أولئك البلهاء الذين يعتقدون أنه لأجل قدوم المهدي عليه السلام، لا بد ان يسبقه ما يُتخيل ولا يُتخيل من تدهور قيمي،وأن عليهم الإسهام في ذلك.

وبهذه الذرائع على ما بينها من تباينات ظاهرة ، يستباح كل شيء، لكنهم جميعاً يلتقون عند هدف واحد لتعبيرات مختلفة ظاهريا ،خلفهم ( معلم واحد ) أو معلمين يحركون خيوطهم ، وهكذا نرى تداخل الأطماع الإقصادية بلوثات الأيديولوجيا بمزاعم الإيمان بمبشري حقوق الإنسان والإصلاح ،وغيرها .

وفي زحمة ما سبق ، نرى أن دافعي ( المكوس ) المعاصرة ، لذاك الموظف الكبير كسابقيه في البيت الأبيض، وبعد أن أستبيحوا على ظهور بيادر السياسة والنخاسة في غير ساحة سياسة ، وبذّروا ثروة الأمة في غير أوجه إنفاقها الشرعية، كما في غير غاياتها الدنيوية الصحيحة في التنمية وتحرير الأرض العربية، باتوا  هؤلاء ( دافعوا المكوس ) يريدون استلاب ومزاحمة بقية الأشقاء العرب على دورهم (..) ممن لم تطلهم بعد سيوفهم المسمومة ، رغم ان أولئك الأشقاء ، شاركوهم بعض أدوارهم السيئة في غير ساحة ، ومع ذلك ما كانوا أوفياء بحال، بل وتحالفوا مع العدو التاريخي للأمة لإستلاب الدور، على ما في ذلك من ضعف ظاهر على ممارسته ، لكنه يبقى على الأقل  مُسند في معاهدات ومواثيق دولية ، ولديه تجربة في إمكانية ممارسة ضغط، وهو أشد حاجة للدور.

ولا تمتلك جماعة المكوس السند القانوني ولا الدولي ولا التجربة ولا القدرة، على ممارسة الدور الأردني على محدوديته ، فقد أسلموا القياد كليا للموظف الكبير والد ايفانكا ولزوج سارة نتنياهو، بينما ذاك الشقيق يرفض على الأقل فتح السفارة الإسرائيلية دون معاقبة قتلة الأردنيين الثلاثة، ويرفض تسيير دوريات مشتركة في شمال الأردن على حدوده مع سورية ويرفض القبول بسيطرة الصهاينة على غور الضفة الفلسطينية ويرفض مشروع دويلة غزة ، كما يرفض تمكين دحلان من رقبة الشعب الفلسطيني .. هي أمور بالتأكيد ليست كافية لكنها أفضل من الدور المنتظر لدافعي المكوس .

إن مجمل التطورات الجارية والتي تجري ( والمقرر لها ان تجري من قبل معسكر المكوس ) تستوجب من غير المتورطين كليا في التحالف السعودي الإماراتي البحريني ؛ إعادة النظر في سلسلة التحالفات القائمة ، فهناك السيء وهناك الأقل سوءاً، وهناك الجيد، ومن المؤكد أنه لم يعد لدى بلدان كـ الأردن وفلسطين ومصر وتونس والعراق ولبنان وليبيا وغيرها ، ترف الإنتظار وإضاعة الوقت ،فاللحظة التاريخية يفترض أن تُقتنص بمنتهى الحكمة والدقة ، وليس عيباً أن نستدير 180 درجة، فأولئك لم يعودوا على خجل من أمر استهداف الأردن كدور وأسرة مالكة وكدولة وشعب وأرض ومستقبل ، فمن يستهدف فلسطين وشعبها أو سورية أو لبنان او العراق أو اليمن لن يمنعه شيء إن إستطاع من استهداف الآخرين قريباً ونحن في المقدمة .

[email protected]

قد يعجبك ايضا