ما بعد البو كمال / العميد ناجي الزعبي

العميد ناجي الزعبي ( الأردن ) الإثنين 13/11/2017 م …



اعتقد انه ما بعد البوكمال والقائم ليس كما قبلها بمعنى ان فتح المعابر الدولية هي احد خطوط ترامب الحمراء التي جرى تخطيها بفعل الانتصارات الميدانية ،  اضافة لإجهاض الاستفتاء الكردي ودولة البرازاني وسقوط الهدف الثاني لترامب  ،  وبالطبع الحيلولة دون اقامة المنطقة العازلة الممتدة من دير الزُّور الى السويداء ودرعا ثم الجولان المحتل هدف ترامب الثالث  .
وبالتالي فقد وجدت اميركا نفسها خالية الوفاض حتى بعد استخدام ورقة الحريري واحتجازه من قبل السعودية للتأثير على معركة  الرقة ،  و لتفجير الساحة اللبنانية واستهداف حزب الله ،  والضغط على ايران وأرباكها ،  واستخدام هذه الورقة  من قبل ترامب في لقاءه مع بوتين في دانانغ بمنتدى إبيك  الامر الذي حصد ثماراً بعكس اتجاه سير السيناريو الاميركي وزاد من متانة الجبهة اللبنانية الداخلية وجرد  ترامب من ورقته فذهب  خالي الوفاض  ، وبالتالي فقد وجد نفسه امام خيار واحد هو الإقرار باتفاق تخفيض مناطق خفض التوتر  بفضل سياسة الاستيعاب الروسية الدبلوماسية التي  لمسنا تجلياتها في تركيا ،  وفي الداخل السوري وفي اتفاقات خفض التوتر المتتالية ،  وتفكيك بنية الارهاب وحصد قرارات دولية متعددة لإدانته .
ان ما رشح عن الاتفاق الاميركي الروسي بان هناك ضمانات للعدو الصهيوني بعدم السماح لقوات غير سورية بالتواجد  قرب حدود فلسطين المحتلة يفسر اللعب بورقة الحريري والتلويح بنذر الحرب المعتاد  قبل  كل لقاء واتفاق مصالحة وحوار للمساومة ولتحقيق المكاسب على طاولة المفاوضات  .
ان مستقبل حسم  معركة اجتثاث الارهاب بسورية اصبح واضحاً وتكاد المرحلة تسفر عن هويتها الجديدة وهي
“سورية خالية من الارهاب”
وتقدم وانتصارات لمحور المقاومة وفتح الخط الدولي الواصل من طهران لبغداد لدمشق وبيروت  ، وانحسار وأفول وارباك  اميركا  وادواتها اصبح يحقق نتائج عكسية للمشروع الاميركي .
فالسعودية تمر بأكثر الحقبات ارباكاً وتخبطاً وازمات داخلية وخارجية  برغم محاولات اعادة انتاج إسلامها السياسي السني بالاشراف الاميركي بعد الإطاحة بالخط الوهابي وسرقة ثرواتها من قبل كوشنير صهر ترامب بذريعة مكافحة الفساد  والتورط باليمن وسورية والعراق وقطر وايران.
وتركيا تمر بمرحلة نصف الاستدارة باتجاه روسيا  يدفعها التخبط الاميركي ومشروع دولة كردستان المتهاوي في العراق وتركيا ورفض اوروبا القاطع لانظمامها للاتحاد الاوروبي للمزيد من الخطوات  باتجاه روسيا .
اما العدو الصهيوني فهو يعيش مرحلة انتهاء دوره العسكري كمعسكر إمبريالي متقدم ،  وتواجه محاولات تسويقه المالية ومدّهُ الاقتصادي عبر الكونفدرالية الصهيونية مع سلطة أوسلو والاردن واقامة تحالفات مع أنظمة عربية مواقف شعبية عربية وفلسطينية مناهضة ونهوض وطني ومد قومي ستعكسه  انتصارات محور المقاومة  وتعاظم قوة حزب الله وردعه الاستراتيجي لهذه المشاريع واعادة انتاج خط حماس المقاوم
برغم ما اشيع عن  ان الاتفاق الاميركي. الروسي يتضمن ضمانات بعدم تواجد قوات غير سورية ” ايرانية وحزب الله ” بالقرب من الجولان  نتذكر ان المطالَب الاميركية كانت بابتعاد هذه القوات مسافة ٦٠ كم ثم ٤٠ كم ثم تضائلت لمستوى ٥ كم
اي ان التنازلات الاميركية المتكررة المتزايدة  كانت بفعل الانتصارات الميدانية السورية وحلفاؤها ،  وهذه الانتصارات مرشحة  للتعاظم والازدياد اضافة لتعاظم وازدياد قوة محور المقاومة وتكريس المقاومة لتحرير الجولان ليست مرهونة برغبة او إرادة اميركية  الامر الذي يضع مستقبل العدو الصهيوني في مهب الريح ويمهد لزوال هذا الورم السرطاني العفن .

قد يعجبك ايضا