وكأنك يا ابو زيد ماغزيت / ناجي الزعبي

ناجي الزهبي ( الأردن ) الأربعاء 13/9/2017 م …




بتطهير دير الزور وفك الحصار عن مطارها العسكري مسبوق بنصر الموصل والقلمون الغربي والشرقي والنصر الاستراتيجي بحلب  اسدل الستار عما يسمى دولة الخلافة  وطوي  هذا الملف نهائيا الى غير عودة .

برغم ان اجتثاث داعش لم يصبح نهائياً وحاسماً وبان هناك ما يسمى الذئاب المنفردة والخلايا والبؤر النائمة منتشرة في العراق وسورية الا ان المشروع الاميركي الصهيوني التركي والرجعي العربي لما سمي دولة الخلافة الاسلامية  كدولة متماسكة تستقطب الارهابيين وتتموضع بمدن استراتيجية وتملك الأموال والمصادر وتتأهب للتمدد وتنفذ المزيد من المشاريع والمؤامرات والسيناريوهات الاميركية قد انتهى تماماً.

وبذلك  طوي ايضاً المشروع الاميركي بكسر محور المقاومة وقطع طريق طهران بغداد دمشق بيروت .

كما طوي ايضاً مشروع الشريط الحدودي العراقي السوري العازل والذي يوفر الامن الاستراتيجي للعدو الصهيوني .

وهذا يفسر استجابة اميركا لاتفاقيات خفض التوتر والهدنة ووقف اطلاق النار والايعاز بسحب الارهابيين من الصحراء السورية ( قوات احمد العبدو ، واسود الشرقية وفصائل الجيش الحر  ) .

وهنا مربط الفرس فقد شنت اميركا العدوان على سورية منذ سبع سنوات وحشدت له ابشع آلة قتل عرفتها البشرية وهي الارهاب الوظيفي داعش والنصرة ومشتقاتهما ودربت واوعزت للخليج بالتمويل بعشرات ومئات المليارات ولتركيا والاردن بالتدريب وإدارة العمليات الارهابية العسكرية من  غرف العمليات ذات السمعة سيئة الصيت موك وموم .

كما حشدت لذلك ماكينة اعلامية وإمبراطورية دينية تدير دفة الوعي وفق أوامر العمليات التي تتساوق مع المذابح التي كانت ترتكب بقصد إيقاع الصدمة والرعب في وجدان جماهير الشعب العربي بدلاً من مفهوم  الصدمة والرعب العسكري  الاميركي  الذي اسقط بغداد والعراق .

وقد سلحت اميركا الجيش العراقي بعد تدمير الجيش السابق وحصدت مئات المليارات واعادت إعمار العراق بمئات المليارات ، ثم اعادت تدمير الجيش بغرض اعادة تسليحه وتدمير المدن العراقية بواسطة الارهابيين لتعود من بوابة اعادة التسليح  الإعمار وتجني مئات المليارات وسرقة  الثروات والنفط والتاريخ والحضارة العراقية .

كما هدمت المدن السورية وأحدثت دمارا هائلا واستنزفت الجيش السوري وتسببت بمئات ألوف القتلى والشهداء

لكنها وبنهاية المطاف لم تنجز مهمتها وهي كسر محور المقاومة وإيقاف دعم ايران وسورية للمقاومة وإخضاع سورية وإدخالها  لحظيرة الدول التابعة .

وقد شهدنا في الآونة الاخيرة توقيع اميركا على اتفاقيات خفض التوتر في المناطق السورية في حالة تكيف مع الانتصارات السورية والعراقية واللبنانية وحلفائهما

وقد استجابت السعودية للتحولات وانخرطت تركيا والاردن  في الاتفاقيات الاخيرة.

وقد استمعنا لوزير الخارجية الاردني يتحدث عن دور اردني في تثبيت وقف اطلاق النار وفي ضمان حدود اردنية سورية خالية من الارهاب تكيفا مع الانتصارات والانجازات الميدانية السورية واللبنانية والعراقية إيذاناً بنهاية المشروع.

لكن تصريح لافروف فضح الدور الاميركي بدعم النصرة المصنفة دوليا بالارهاب وبمحاولة منع استهدافها ،  وهي رسالة تطمين اميركية واضحة للعدو الصهيوني الذي انتظر كل هذه السنوات ليكسر سُوَرية ومحور المقاومة ليصحو ذات انتصار ويجد على حدوده الشمالية كل من الجيش السوري وحزب الله والحرس الثوري والمقاومة القادمة لتحرير الجولان في تكرار لمشهد احلال الخط  الايراني المعادي للكيان الصهيوني اثر اسقاط صدام بقصد اخراج العراق ،

وبعودة المقاومة ومحورها روسيا القوة والدولة الكبرى محور دول البريكس القوة الاقتصادية العظمى وايران القوة الإقليمية الكبرى وسورية الموحدة القوية  المستقلة والمقاومة الرادعة للعدو الصهيوني وتفكك لدول الخليج والناتو وأفول للهيمنة وارباك للسياسية الاميركية واستدارة تركية وانكفاء للعدو الصهيوني .

سبع سنوات من العدوان الاميركي على سورية وقبلها العراق وليبيا وتونس  افضت لتغيير نوعي استراتيجي  في موازيين القوى لصالح معسكر التحرر من الهيمنة والسطوة الاميركية يمهد لتحولات دولية دراماتيكية    .

وكأنك يا ابو زيد ما غزيت

قد يعجبك ايضا