العاشق و المعشوق ( شعر ) / إسراء فرحان

مرَّ ما حيّا ( شعر ) / إسراء فرحان – مدارات عربية

 إسراء فرحان ( سورية ) – الإثنين 29/8/2022 م …




  • من كتاب قمر الزمان …

و كان ياما كان

و كنتُ طفلةً ألهو و لي جديلتانْ

و لي من الأفراح في طفولتي فستانْ

و أعشقُ الغناءْ

أغني حتى ترقص الجدران

و أعشقُ الرسومْ

و أطعمُ الأوراق من خيالي الخصيبْ

فتنطق اللوحات و الألوانْ

و لي صديقٌ اسمه الشباكْ

أظلّ دومًا قربهُ هناكْ

أراقبُ الطيور في تشرين.. في نيسان..

جميلةٌ مشاعر الطفولهْ

جميلةٌ أيامها جميلهْ

يومٌ لها من أجمل الأيام

هديةٌ لي قُدّمتْ

هدية تبدد الآلام

و تبرئ الأسقامْ

هدية جميلهْ

كأدمعُ الأفراح وسط الأعين الكحيلهْ

*

هذان عصفورانْ

و إن هذا عاشقٌ و قربهُ المعشوقْ

حدقتُ فيهما

كالنور يضحكانْ

كالثلج أبيضانْ

كنسمةٍ غربية الإقبال ناعمانْ

و الصوتُ إذ ترنّما

آهٍ و آهٍ منهما

يا ضحكة الرياض!!

يا تبسم الزمان!!

و ظل عصفورايَ أصدقائي

بالحب ينعمان

بالقلب يلعبانْ

بالروح ينهبانْ

كأن في جنحيهما

يخبئان العمرَ و السرورَ

بين الريش في مكان..!!!

*

و جاء ذاتَ يوم

و ليتهُ ما جاءْ

سحابةٌ سوداءْ

مرّتْ على قلبيهما

فأوجعتْ إسراءْ

تشاجرا..!!

تعاركا..!!

توقفا أرجوكم.. كُفّا عن المشاجرهْ

و أي شيءٍ يستحقُ هذه الدماءْ

و كنتما السلامَ و الوفاءْ

لأ تجرحا إسراءْ

و أضربُ القضبانْ

لعلّ عصفوريّ يهدأانْ

توقفا.. أرجوكم.. كُفّا عن المشاجرهْ

لن يفهما المحاورهْ

*

و بعد ساعتين

وجدت عصفوريّ ساكنين

عينايَ تدمعانْ

لعل عصفوريّ متعبانْ

هربتُ منهما إلى السريرِ

لأمسحَ الدموع عن فؤاديَ الصغيرِ

غدًا سيلعبانْ

غدًا يغنيانْ

و يطربان مسمعي بأعذب الألحانْ

غدًا يرتلانْ

تعويذةً لتبعدَ الأحزان

و ربّما…

و ربّما…

و ربّما…

و أغرق السرير من مدامعي

و أشعلُ النيرانْ

*

تبسّمَ الصباحْ

و ظل عصفورايَ نائمَين

و مرت السنونْ

و ظل عصفورايَ نائمين

و منذُ ذاكَ اليوم أصدقائي

أراقبُ الطيور إذ تشتاقُ للأوطانْ

أراقبُ الطيور في تشرين.. في نيسان

و منذ ذاك اليوم أصدقائي

أقدِّسُ العشاق في سمائنا

و أمقتُ القضبانْ

*

شعر : إسراء فرحان

من كتاب قمر الزمان

قد يعجبك ايضا