في الذكرى المئوية لاتفاقية سايكس بيكو..هل انتهت صلاحيتها؟ وهل تسعى الدول الغربية لاتفاق يعيد تقسم الوطن العربي من جديد؟

 

الأربعاء 18/5/2016 م …

الأردن العربي –  احمد العشي

اتفاقية سايكس بيكو عام 1917 هي احدى الاتفاقيات التي شهد الوطن العربي من خلالها جميع الوان العذابات والالام عندما كان هدفها تقسم الوطن العربي الى دويلات.

فقد أدى الاتفاق إلى تقسيم المناطق التي كانت خاضعة للسيطرة العثمانية وهي سورية والعراق ولبنان و فلسطين إلى مناطق تخضع للسيطرة الفرنسية وأخرى تخضع للسيطرة البريطانية.

وقد سميت الاتفاقية باسمي المفاوضين اللذين أبرماها وهما سير مارك سايكس البريطاني و جورج بيكو الفرنسي.           

ولكن بعد مرور 100عام على هذه الاتفاقية هل يمكن القول بان صلاحيتها قد انتهت في الذكرى المئوية لها؟ وهل تسعى الدول الغربية لابرام اتفاقية اخرى تعمل من خلالها لتقسيم الوطن العربي من جديد؟

 رأى الخبير في القانون الدولي الدكتور حنا عيسى ان اتفاقية سايكس بيكو قد انتهت من وقتها منذ عام 1917، لافتا الى ان هدف هذه الاتفاقية بشكل اساسي هو تقسيم الوطن العربي الى مناطق بين فرنسا و بريطانيا، مشيرا الى انها انهت بانتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1918 وانعقد مؤتمر فرساي في فرنسا عام 1919 والذي كان يقود الدول آنذاك الى الاستقلال من نوع خاص مثل فلسطين حسب اتفاقية سان مارينو في 25/4/1921، معتبرا ان هناك دول قد استقلت فعلا مثل مصر و الاردن ولبنان و العراق.

وقال لـ”دنيا الوطن”: “هذه الاتفاقيات تعيد نفسها من وقت لأخر حسب موازين القوى، حيث لا يوجد الان اتفاقية سايكس بيكو الثانية كما يدعي البعض، حيث ان هناك اتفاقية تدمير الوطن العربي وتخريبه و تقسيمه و تفتيته الى دويلات، فمثلا العراق حيث انهم دمروها لانها دولة متقدمة علميا و كذلك سوريا المتقدمة ايضا حيث ادخلوا عليها المعارضة و داعش وغيرها من التنظيمات، بالاضافة الى ليبيا التي كان وضعها مستتبا فعملوا على تفتيتها وتدميرها ولم يبقوا فيها اي مقوم من مقومات الحياة، كذلك سيناء المصرية، و اليمن”، معتبرا ان الوحدات الاستعمارية الدولية في العالم تريد ضرب الوحدة الداخلية العربية والقومية باتجاه اتفاقيات جديدة.

وفي السياق اكد ان التاريخ يعيد نفسه ولكنه على اشكال مأساوية بشكل اكبر، ففي عام 1914 بدأت الحرب العالمية الاولى واستمرت حتى عام 1918 قتل خلالها 9 مليون شخصا وجرح 21 مليون حيث ان الاسلحة التي استخدمت لم تكن متطوره كما هو الموجود حاليا، لافتا الى انه حينها كانت الدول الاستعمارية تستخدم القوة و ليس الاقتصاد في تقسيم العالم بعكس العالمية الثانية التي استمرت 6 سنوات حيث قتل فيها 55 مليون وجرح 35 مليون، حيث اعطت دول العالم الحق في استقلالها نتيجة تغيير موازين القوى الفكرية، وبالتالي بدأت الشعوب في التحرر، على حد تعبيره.

 وقال: ” في الوقت الراهن فمنذ 2003 بدأت الحروب تتصاعد الى ان وصلنا الان في سوريا وما يجري فيها من دمار، كما ظهرت هناك تنظيمات في جنوب افريقيا والبرازيل و الهند وبالتالي اصبح هناك ميزان قوى، اذا الوضع الحالي هو الذي يقوم على المصالح وعلى النفوذ الاقتصادية بشكل كبير، لذلك فانهم يسعون للشرق الاوسط الجديد بمعنى تقسم السعودية الى 3 دول وسوريا دولتين”.

 واضاف: “هذا ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد والذي اكد عليه شمعون بيرز عام 1996 عندما قال الشرق الاوسط الجديد، وبالتالي الحركة الصهيونية مع الامبريالية العالمية والماسونية العالمية تريد تخريب الوطن العربي، حيث ان لم تقتصر الحروب على الانترنت و انما امتدت لتصبح المياه ايضا والممرات المائية ونهضة علمية التي تزعج الغرب”.

واشار عيسى انه لا يمكن للدول الاستعمارية العمل خارج اطار روسيا والتي بدورها لا يمكن ان تتعامل بدون اسرائيل، لافتا الى ان اسرائيل اصبحت تتحكم في التوازن الاستراتيجي الامني على المستوى الدولي.

وحول المطلوب لحماية العالم العربي من اتفاقية جديدة لتقسيهم قال الخبير في القانون الدولي: “لا تستطيع حماية الوطن العربي لانه دخل في الطائفية والمليئة بالحقد و الكراهية واصبح هناك طريق شيعي وسني، حيث ان السنة اصبحوا مختلفين فيما بينهم فمثلا اليمن التي تعتبر دولة سنية يوجد فيها خلاف وحروب بين المقاومة و الحوثيين، وكذلك سوريا وغيرهم من الدول العربية”.

واضاف: “الان على هذه الشعوب والامة العربية ان تتنبه حول الخلافات بين الشيعة و السنة الذين يؤمنون جميعا بالنبي محمد “.

 وفي السياق بين ان الحلول تتمثل في القضاء على الطائفية، والحفاظ على الامن القومي العربي، وانشاء جامعة عربية جديدة تجمع شمل العرب ولا تفرقهم، وتجديد الديمقراطية في الوطن العربي، توفير مناخ توعوي.

من جانبه اوضح الخبير في الشأن التاريخي الاستاذ ناصر اليافاوي ان العالم العربي يمر في مرحلة سيكسة الوطن العربي من جديد، لافتا الى العالم الاوروبي والمخابرات الدولية بالتحديد تسعى الى تنمية الدور الوظيفي لاسرائيل باعادة تقسيم الوطن العربي من جديد سعيا وراء هدف ان تجعل اسرائيل هي القوة الاولى المهيمنة في العالم من الناحية الاقتصادية والسياسية.

 وقال: “يتمثل ذلك في اعادة تقسم الوطني العربي الى دويلات متناحرة و متجزئة، بدأت حسب مخطط كتاب وضع للعالم الامريكي جيم شارت الذي وضع 87 خطة وهدف لاعادة تقسيم الوطن العربي بما يسمى ثورات الربيع في الوطن العربي”.

واضاف: “الامر بدأ من الدول التي خاصرتها ضعيفة سعيا الى اولا: تدمير الجيوش العربية القوية التي تشكل خطرا على الكيان الصهيوني، ولكن بقيت قلعة وحيدة في القلاع العربية و هي الجيش المصري الذي يعتبر من اقوى الجيوش العربية عبر التاريخ القديم والحديث، ثانيا بداية الهجوم على المملكات وخاصة المؤامرة على المملكة العربية السعودية التي سيتم تقسيمها الى ثلاثة مناطق، حيث ستبقى منطقتي نجد والحجاز في يد آل سعود، فيما ستكون منطقة مكة فاتيكان عربية، كما ستكون هناك دولة تسمى دولة تيماء وسيتم ضم جزء من المملكة العربية السعودية الى الاراضي الاردنية و توسيع النطاق على اساس تهجير جزء كبير من الفلسطينيين الى المملكة الاردنية تطبيقا الى المخطط الذي تم الاتفاق عليه بين تشرتشل وبين راعي الحركة الصهيونية “.

وفي السياق بين اليافاوي ان التقسم سيكون له ابعاد دينية، لافتا الى ان هناك جماعة تحكم في امريكا و دول الغرب تسمى جماعة “الانجليكان” والتي تهدف الى ابراز قوة بني اسرائيل تمهيدا الى ظهور المسيح المنتظر، موضحا ان فكر هذه الجماعة يتبلور حول فكر جورش بوش الجد والاب والابن.

 ورأى ان العالم العربي في الوقت الحالي يمر في مرحلة خطيرة جدا باعادة تقسيمه وفقا لاتفاقة سايكس بيكو 2، لافتا الى ان سوريا والسعودية سيكون لهما نصيب الاسد في التقسيم، كما ان دول الخليج ستنتهي تقريبا وستبقى فقط حسب المخطط القوة الاقتصادية لامارة دبي لانها تحتوي على مرتبع للفكر الانجليكاني ومرتع للاوروبيين، اما باقي المناطق هي مقسمة على ارض الواقع.

 وقال: “تبقى الخطورة و المؤامرة على مصر، حيث هناك مخطط لتقسيمها الى 3 مناطق، منطقة النوبة في الجنوب ومنطقة الوسط و منطقة الشمال والتي تتمثل في منطقة السويس حتى رفح، وبالتالي تسعى الدول الاوروبية والمنظومة الصهيونية بجعل المنطقة الشمالية واخص هنا سيناء والتي تعتبر الثقب الاسود التي من خلاله تبدأ عملية التقسيم”.

ولفت الى ان المخطط نحو مصر يسير بالمنحنى الاقتصادي، بتوجيه الضربات الى جميع المرافق التجارية والاقتصادية في مصر والتي ستوثر على السياحة، لافتا الى ان الضربات التي تحدث في شرم الشيخ وغيرها ما هي الا عبارةعن مخطط ينفذ بأيدي جماعات تحمل مسميات جهادية و التي هي من صناعة الصهيونية المسيحية

 

 

قد يعجبك ايضا