تركيا- وقادة حزب العدالة والتنمية / فؤاد دبور

 

فراد دبور ( الأردن ) الثلاثاء 17/5/2016 م …

وصل حزب العدالة والتنمية الى الحكم عام 2002م بزعامة عبد الله غول، ورجب طيب اردوغان، وانضم اليهما احمد داود اوغلو وقد انتهجت هذه القيادة سياسة قائمة على برامج الاخوان المسلمين وافكارهم والتي كان لها تداعياتها على الداخل التركي من جهة وعلى دول الجوار والمنطقة من جهة اخرى حيث وصلت العلاقات التركية مع هذه الدول الى التوتر مع بعضها والى حد العداء والعدوان مع بعضها الاخر وبخاصة سورية والعراق، ولا يزال الدور التركي المعادي قائما حيث تدعم قيادة حزب العدالة والتنمية العصابات الارهابية، تدرب، وتسلح وترسل بهم الى داخل هاتين الدولتين، بتوجيه من قادة هذا الحزب وقيادته وبخاصة رجب طيب اردوغان الذي اصبح رئيسا للجمهورية التركية بدلا من عبد الله غول، واستلم رئاسة الحكومة بعده احمد داود اوغلو الذي كان يعتبر المنظر الاساسي للسياسة التركية واضع كتاب “العمق الاستراتيجي” ونظرية صفر مشاكل التي تحولت الى (( كل مشاكل)) مع العديد من الدول.

وقد واجهت تركيا في ظل حكم اردوغان- اوغلو العديد من المشاكل الصعبة والمعقدة على الصعيدين الداخلي والخارجي واخطر هذه المشاكل ما يدور الان من خلافات داخل الحزب الحاكم نفسه صنعها اردوغان الذي طالما سعى وعمل من اجل ان يصبح الحاكم الفرد صاحب الصلاحيات المطلقة وهذا ما جعله يحاول المرة تلو الاخرى لتحقيق اطماعه عبر البرلمان لنقل صلاحيات رئيس الوزراء الى رئيس الجمهورية ولكنه فشل رغم تكرار الانتخابات البرلمانية وهذا التوجه لديه جعله يصطدم مع حليفة الاستراتيجي في الحزب احمد اوغلو في صراع على السلطة حيث حاول تقليص صلاحياته داخل الحزب ودفعه الى مغادرة الحزب مثلما فعل مع رفيق دربه وشريكه في بناء حزب العدالة والتنمية عبد الله غول الذي ازاحه من رئاسة الجمهورية ليحل مكانه، وقد جعلت اطماع اردوغان في حكم تركيا حكما فرديا تخسر الكثير وتفشل في سياساتها الداخلية والخارجية حيث الازمات المتلاحقة في الداخل والتدهور الاقتصادي وتفشي الفساد المالي والاداري ولأروغان الدور الاساسي في هذا الفساد كما فشلت سياسة اردوغان في ليبيا، وكذلك في مصر حيث قام بدعم جماعة الاخوان المسلمين الذين خسروا الحكم وخسر اردوغان العلاقات مع مصر وها هي السياسة التركية الاردوغانية تفشل في تحقيق اهدافها من العدوان على سورية فشلا ذريعا اللهم الا تحقيق انجازات القتل والدمار والخراب ونهب المصانع السورية والمكاسب التي تحققها عبر سرقة نفط سورية بالتعاون مع العصابات الارهابية وبخاصة عصابة “داعش” كما انطلق الصراع الدموي مجددا بين حكومة حزب العدالة والتنمية وبين الاكراد في تركيا بشكل خاص رغم فوزهم بحصة في مجلس النواب التركي ويعمل اردوغان جاهدا لإخراجهم من هذا المجلس، مثلما يستهدف الاكراد في سورية واذا ما ذهبنا الى ابعد من ذلك نؤكد على فشل اردوغان ايضا في تحقيق “الشرق الاوسط” الجديد الذي عملت من اجل تحقيقه الادارات الامريكية .  دعم اردوغان هذا المشروع، مثلما خسر علاقات تركيا مع روسيا الاتحادية اثر اسقاط طائرة روسية في اجواء سورية . حيث تأثرت تركيا اقتصاديا وسياسيا.

نعود لنؤكد على انتهاج اردوغان سياسة تجعل منه حاكم تركيا الاوحد وقد تجسدت هذه السياسة في انقلابه على عبد الله غول ومن بعده على احمد داود اوغلو ولكنه فشل حتى الان في جعل صلاحيات الحكم بطريقة دستورية، وبالطبع لا بد لنا ونحن نستعرض انقلابات اردوغان من التوقف عند انقلابه على شريكه الاخر الذي ساعده في الوصول الى ما وصل اليه، فتح الله جولن، حيث طارده وطارد اعوانه داخل تركيا، وحتى يستكمل اردوغان انقلاباته المتوالية ضد رفاق دربه ومن ساعده في الوصول وحتى يحقق ما يطمع اليه عبر الدستور رغم انه يجمع الصلاحيات الان بالجبروت والقوة قد يذهب الى انتخابات مبكرة اخرى تكون الثالثة عبر اقل من ثلاث سنوات لان اطماعه لا تقف عند حد.

لا يتوقف اردوغان امام ما يصيب تركيا من خسائر سياسية واقتصادية وارتفاع وتيرة المعارضة لسياساته داخليا وخارجيا فكل ما يهمه هو تحقيق اطماعه في حكم الفرد، لكن هذه الاطماع التي لم تصل الى نهايتها حتى الان ليست سهلة، فهي مكلفة على حزب العدالة والتنمية حيث الانقسامات الداخلية مثلما هي مكلفة على تركيا التي تعاني تمزقا بين هوية يرى الكثيرون من الاتراك انها مصطنعة وتعكس حالة تنافر مع محيطها وصلت الى حد العداء مع بعضها، وكذلك في فشل اردوغان بالالتحاق بالاتحاد الاوروبي وبين هوية عثمانية يسعى اردوغان وكان معه احمد داود اوغلو الى تحقيقها ولكنهما فشلا في الوصول الى هذا الهدف الذي دونه المستحيل بذاته.

ان اردوغان وحزبه قد فشل في سياساته الداخلية والخارجية وجعل تركيا في وضع لا تحسد عليه حيث تواجه ازمات معقدة وخطيرة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولكن ورغم كل هذا الفشل، فإن اردوغان لا يهمه سوى السيطرة على الحكم وان كان ذلك على حساب الاطاحة برفاق الدرب وعلى حساب تركيا ومصالح الشعب التركي .

نعود لنؤكد بأن نهج اردوغان يقوم على مقولة “اللهم لا يهمني الا نفسي” مهما كان الثمن، ونؤكد لاردوغان بأن سورية التي راهن على نجاحه فيها عصية عليه وعلى امثاله من الحاقدين على شعبها وقيادتها وستكون سورية كما كانت من قبل مقبرة لأحلام اردوغان واطماعه.

الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فــــؤاد دبـــور

 

قد يعجبك ايضا