حقائق السلام في الشرق الأوسط… بالناقص يا حبيبي! / حسن عجوة
حسن عجوة ( الأردن ) الإثنين 8/2/2016 م …
تحت مسميات وشعارات رنانة فارغة من اي مضمون وبالأخص الشعار الذي تردده الولايات المتحدة الامريكية الشيطان الأكبر الا وهو “احقاق السلام” في الشرق الاوسط الجديد، وعبارة الشرق الاوسط الجديد لمن لا يعلم هي مصطلح اسرائيلي الهدف المنشود والمراد تحقيقه من وراءه ايجاد عالم عربي مقسم الى دويلات عرقية اثنية ودينية متطرفة همجية كالعصور الغابرة.
وتنفيذا لهذا المصطلح يجتمع العربان بين الفينة والاخرى في مقر جامعة الدول العربية “جامعة المخنثين العرب” التي اقل ما يمكن ان يقال عنها او يطلق عليها انها اجتماعات تبادلية بحثية حول طرق تخنيث شباب الأمة وافقادهم وعيهم واركاعهم، وإسكارهم “اي جعلهم مترنحين لا الى اليمين ولا الى اليسار”، والهدف من وراء ذلك بسيط لا يحتاج الى اي توضيح وهو ايصال شباب العرب الى مرحلة اشباع غرائزي فكري يجعلهم مؤمنين مسلمين منادين مطالبين بحق اسرائيل في الوجود، والقضاء على الجمهورية العربية السورية وجيشها العربي الداعم للقضية الفلسطينية في كافة المجالات ، وإنكار اي حق للشعب الفلسطيني في اقامة دولته الفلسطينية المستقلة المستقلة وعاصمتها القدس على كامل التراب الفلسطيني دون استثناء.
ومن اجل تحقيق هذا الهدف المنشود سابق الذكر للشيطان والمخنثين، قامت الادارة الامريكية وبتمويل خليجي بامتياز عبر ضخ اموال الغاز والنفط والتي تقدر بالمليارات بافتتاح مكاتب ومؤسسات تابعة للـ N.G.O.S اي المؤسسات المدنية التي بظاهرها مؤسسات حقوقية انسانية تعمل على الحد من انتشار العنف والنهوض بالمجتمعات العربية والدفاع عن حقوق المواطن وحقوق الانسان، اضافة الى مؤسسات اسرائيلية تعمل على ادماج بعض الشباب الفلسطيني والعربي داخل هذه المؤسسات من خلال برامج شبابية تدعو الى التعايش المشترك، اضافة الى صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تعمل على نشر ثقافة ما يسمى بالسلام، اما في الباطن فان هذه المؤسسات تقوم بعملية غسل لأدمغة الشباب العربي وجعلهم يعتقدون ان حريتهم تتمثل بالاعتراف باسرائيل كدولة قائمة لها الحق وان العرب هم الظالمين المعتدين، والمصيبة هنا ان العرب انفسهم اصبحوا مؤمنين بهذه الفكرة فكرة انهم اناس كارهين للحق والسلام، وان اسرائيل هي من تتعرض للاعتداء.
ولضمان نجاعة ما يصبوا اليه هؤلاء انضم الى هؤلاءانهم علماء دين اقصد “العلماء الخضر” نسبة الى الدولار الامريكي، الذي من اجله باع هؤلاء حتى شرفهم، آخذين على عاتقهم افراغ العقل العربي من اي مضمون وجعله تابع لهم عبر تزييف التفاسير القرآنية والدينية واللعب على وتر الطائفية وتعزيز الانقسام وجعل العرب منقسمين الى طوائف واحزاب بهدف حماية الاحتلال، ومحاولة اظهار ان العدو الذي سيجلب عليهم الموت والدمار ليس الاحتلال الاسرائيلي بل انه ابن جنسه العربي نفسه.
اخيرا اود القول الى علماء الدولار وتجار النفط والغاز ان كلمة سلام او احقاق السلام لهو امر نسعى اليه جميعا في أي بقعة من بقاع الارض، ولكن ان ننحني اجلالا وتقديسا له.، مقابل الاذلال والانكسار والركوع، لا والف لا… فإما ان يتحقق السلام المبني على الحرية والحرية فقط … واما وبالعامية ارددها بالناقص يا سيدي بالناقص يا حبيبي.
التعليقات مغلقة.