داعش.. أوباما… وبوتين / عشتار الفاعور

 

عشتار الفاعور ( الأربعاء ) 27/1/2016 م …

إذا أردنا تعريف داعش فيمكن القول إنها منظمة إسلامية متطرفة تنتهج العنف والإرهاب الوحشي لتطبيق قناعاتها العقائدية ونشرها ومتواجدة على أراض أعلنت نفسها دولة في المنطقة الحدودية ما بين العراق وسوريا تشمل محافظات الرمادي والموصل وأجزاء من نينوى في العراق ومحافظات الرقة ودير الزور وأجزاء من حمص وحلب في سوريا وهي الإمتداد الأعنف للقاعدة وأطلقت على نفسها الدولة الإسلامية في العراق والشام وتم إختصارها إلى داعش..

ولو عدنا الى الخلف قليلاً وتحدثنا عن النشأة والبدايات فلا بد من الحديث عن الجهاد والتوحيد ونهايته بموت أميره أبو مصعب الزرقاوي حيث بدأ في العراق وكان الذراع العسكرية لتنظيم القاعدة في بلاد ما بين النهرين (العراق ) حيث كان هناك عاملان أساسيان في القضاء على الزرقاوي وتنظيمه لعل أولهما غباء تنظيم الجهاد والتوحيد في التعامل مع المواطنين المدنين حيث مارس العنف في تطبيق الشريعة والمغالاة في تطبيق الحدود مما أدى إلى نفور الناس من هذا التنظيم وإبتعادهم عنه، هنا وفي هذه اللحظة التي إلتقطتها أمريكا والحكومة العراقية فقامت بتجنيد العشائر السنية لمحاربة هذا التنظيم من خلال تأسيس ما سمي في ذالك الوقت بالصحوات وهي ميليشيات شعبية سنية كانت مهمتها القضاء على الجهاد والتوحيد وتوجت تلك العملية بتحديد موقع أبو مصعب الزرقاوي ومكان إقامته وقتله بغارة أمريكية مفاجئة قتلته هو ومن معه في ذالك الموقع وإنتهى الجهاد والتوحيد بمقتل أميره أبو مصعب الزرقاوي ومرت فترة هدوء وسكينة قصيرة حتى ظهر داعش من خلال تجميع كل السلفية الجهادية التي كانت هائمة على وجهها بدون تنظيم فإستقطبتهم داعش فبدأ داعش في تلك الفترة بالظهور على الساحة العراقية مستفيدة من ثلاث نقاط:

١- حالة الإحباط العام عند الشاب العربي

٢-سياسة الإقصاء التي مارستها الحكومة العراقية ضد المكون السني في الدولة العراقية وحالة التذمر العام عند السنة في العراق

٣-حالة الفوضى السائدة في الوطن العربي وخاصة في العراق

وتوالت الأحداث بعد ذلك متسارعة متتابعة لا مجال لذكر تفاصيلها لأن المقال لا يتسع وسأفرد لها مقالاً خاصًا في مقبل الأيام، حيث فاجأ العالم (داعش) خلال فترة قصيرة باحتلال الرمادي والموصل ونينوى في العراق خلال أقل من شهر وبعد ذلك تمددت لتعلن سيطرتها على محافظتي الرقة ودير الزور لتعلن بعد ذالك قيام دولة الخلافة الراشدة تحت إسم الدولة الإسلامية في العراق والشام ومبايعة أبو بكر البغدادي خليفةً على المسلمين (و أعتقد جازماً بأن هذا الخليفة يجب أن يعرض على مصحة نفسية لبيان سلامة قواه العقلية وإدراكه قبل مبايعته خليفة على المسلمين) ثم بعد ذالك لتظهر هيلاري  كلينتون على الإعلام معلنة وبكل وضوح لا يقبل اللبس بأن داعش هي إنتاج أمريكي وممولة ومدعومة من أمريكا ثم بدأت أمريكا بإنشاء تحالف دولي لمحاربة داعش …لم تضعف داعش ولم يحسم التحالف المعركة لتدخل بعدها روسيا بكل ثقلها لمحاربة الإرهاب في سوريا بكافة أشكاله دعماً للنظام الشرعي في سوريا.

في حقيقة الأمر إن دخول روسيا في سوريا ومكافحة الإرهاب هذا الشيء حجم الإرهاب وأوقع ضغطاً شديد على الإرهاب في ساحة العمليات العسكرية مما أدى الى تحرك داعش الى الخارج وخرجت من الحدود الجغرافية التي كانت فيها (سوريا والعراق) لنصل الى إسقاط الطائرة الروسية أولاً ولبنان ثانياً وفرنسا ثالثاً والله أعلم أين يكون رابعاً ،إن الحادثة الأخيرة في باريس تركت صدمة كبيرة على المشهد الدولي من خلال طرح سؤال التالي:

ما هي قوة هذا التنظيم الذي استطاع عمل ست عمليات متزامنة في مدينة واحدة في أماكن متفرقة وبطرق مختلفة ؟ وهذا من وجهة نظري الشخصية يعتبر نقلة نوعية في الأسلوب الداعشي لممارسة القتل والإرهاب وهو الشيء الوحيد الذي يبرعون فيه.

ختاماً يجب ألا ننسى أن القضاء على القاعدة وإضعافها أفرز الجهاد والتوحيد كمنظمة إرهابية أكثر عنفاً من القاعدة وأن القضاء على الجهاد والتوحيد أفرز داعش كمنظمة إرهابية أكثر عنفاً وتوحشاً من الجهاد والتوحيد فيجب علينا التفكير في كيفية التعامل مع داعش والتعامل مع مرحلة ما بعد داعش قبل القضاء على داعش وشكراً.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.