استهداف الإعلام المقاوم / فؤاد دبور

 

فؤاد دبور* ( الأردن ) الأحد 20/12/2015 م …

يقوم الإعلام بدور هام في صياغة السياسات والأحداث ؛ كما يؤثر وبشكل كبير في صنع الرأي العام وصياغة مواقف الناس أفرادا وجماعات وله تأثيرات واسعة في نشر الأخبار والمعلومة وله دور في النظم السياسية حيث تستخدمه لتحقيق أهدافها عبر ترويج الإشاعات وتزييف الحقائق للنيل من الجهة المستهدفة لهذه النظم أو الجهات.

لقد تجاوز الإعلام مرحلة توصيف الأحداث ورصد تحولاتها وأصبح شريكا أساسيا في صناعة هذه الأحداث والإسهام الفاعل في مسارها وتطوراتها، وقد تجسد هذا الدور للإعلام بشكل واضح في مجريات الأحداث ، في العديد من دول العالم وبخاصة في أقطار عربية كـ سورية وليبيا والعراق ، وغيرها؛ عبر العديد من القنوات الفضائية الأجنبية والعربية ؛ يأتي في مقدمتها قناة الجزيرة، وقناة العربية وقنوات غربية أخرى.

ندرك جميعا، دور الإعلام في خدمة قضايا الوطن والشعب والأمة ؛ عبر قيامه بنشر الحقائق والوقائع كما هي ودوره في مخاطبة عقول الجماهير ونشر الوعي وإيقاظ الوجدان الوطني والقومي في الظروف الصعبة التي يواجهها الشعب، وكذلك دوره في كشف التزوير والتضليل وتعرية أهداف الإعلام المعادي والأفلام المفبركة التي يبثها هذا الإعلام خدمة لمخططات الجهات التي يتبع إليها. حيث أصبح كل شعب عرضة لتلقي آلاف الصور والأخبار والأفلام والمعلومات المصنعة في الغرف السوداء بشكل يومي من أجهزة الإعلام التي تبث هذه الصور والأخبار التي تخدم مشاريع سياسية معادية،  وفق خطط مرسومة ومحددة لها أهدافها ومراميها العدوانية.

 من هنا فإن المواجهة مع الإعلام المضاد مستمرة وتصل أحيانا إلى حرب ساخنة ، سيما وان الإعلام وبخاصة المرئي منه يشكل سلاحا سياسيا واجتماعيا خطيرا؛ يستخدم في الحرب النفسية وصراع الإرادات وخلق قناعات معينة عند الآخرين ، أما لماذا يستهدف الإعلام المقاوم وبخاصة المرئي منه ، فذلك رداً على تصاعد دوره  ومهنيته العالية ، ولكونه المدافع الحقيقي عن قضايا الأمة بمواجهة مخططات ومؤامرات الأعداء ومسوقا بارعا لمواقفها السياسية وقضاياها العادلة

وقد نجح الإعلام  الوطني الملتزم بقضايا الأمة بمواجهة الحرب الإعلامية والإرهابية ، حيث قام بنقل الوقائع التي تجري على الأرض على حقيقتها بمسؤولية وموضوعية ، وتم تعميم هذه الوقائع داخل أقطار عربية تواجه العدوان وبخاصة سورية وخارجها ؛ مثلما قام بكشف وتعرية التزوير والتزييف والتضليل الذي تمارسه القنوات الفضائية المعادية ، مما افقد الذين يقفون وراء هذه القنوات أعصابهم فاندفعوا للاستعانة بالاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية لفرض حصار ظالم على قنوات المقاومة السورية، والمنار، والميادين في محاولة لمنع هذه القنوات من بث الحقائق، وللاستفراد بارأي العام وتضليله في سورية والوطن العربي .

ولما فشلوا في منع بث هذه القنوات عبر الأقمار الصناعية وبخاصة عرب سات ، وكانوا قبل ذلك قد استهدفوها بأعمال إجرامية بشعة استهدفت العاملين في الفضائية السورية وقنوات دنيا وسما والإخبارية السوريات وحراس هذه القنوات، فالإرهابيون ومن يقف خلفهم يعملون على تحقيق أهدافهم دون التوقف عند الوسيلة ، حتى لو كانت ارتكاب جرائم بشعة وقتل الانسان والتدمير والتخريب.

نعم، سورية وأقطار عربية أخرى تواجه حربا عدوانية أمريكية استعمارية صهيونية ، ومن أنظمة في المنطقة على رأسها تركيا اردوغان واخرى عربية، لأنها تشكل السد المنيع الذي حال، ويحول، دون تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الهادف إلى تقسيم وتجزئة الوطن العربي على أسس طائفية وعرقية ومذهبية ، ويهدف إلى توفير الأمن والحماية للكيان الصهيوني، وتحقيق المطامع الأمريكية والاستعمارية في ثروات المنطقة.

ولما كانت سورية ترفض الخضوع والاستسلام امام هذه المخططات بل تواجهها وتدعم وتساند كل من يقاوم هذه المشاريع ، ولما كان إعلامها والإعلام المقاوم يكشف أبعاد هذه المخططات للرأي العام العربي والعالمي كان لا بد وان تقوم الجهات المعادية باستهداف سورية وإعلامها والإعلام المقاوم،  ولكن هذه القوى الحاقدة ستفشل وستبقى سورية طليعة وحاضنة ومنارة للقومية العربية والمشروع النهضوي العربي.

مثلما ستبقى قنوات الإعلام المقاوم  وكل كاتب وصحفي مقاوم يواجه بحزم وشجاعة كل أدوات الإرهاب ومن يقف خلفها ، ولن توقفهم عن دورهم وكشفهم لأهداف هؤلاء الأعداء الإجرامية والدفع باتجاه الوقوف إلى جانب المقاومة حتى تحقيق النصر للأمة على هؤلاء الأعداء.

*فـــؤاد دبـــور/ الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

 

 

قد يعجبك ايضا