مابني على باطل فهو باطل..سورية تنتصر ومصير تحالفاتكم هو الهزيمة ! / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) الجمعة 18/12/2015 م …
بغض النظر عن التحالفات “الباطلة ..التقسيمية الطائفية “التي يتم تشكليها بين ليلة وضحاها ،وحتى دون علم المنخرطين بها ،بحجة محاربة الإرهاب “المصطنع والمنتج من قبل بعض الانظمة المنخرطة بهذه التحالفات “،مع إن خفايا ماوراء الكواليس تؤكد أن هذه التحالفات تحوي الكثير من الاجندة الخطيرة على مستقبل هذه الأمة وهذه المنطقة “،ونعلم جيدآ ان المستهدف بهذه التحالفات هو سورية الدولة التي بدأت اليوم تحقق انتصارآ فعلي على أرض الواقع على مؤامرة قذرة استهدفتها طيلة خمسة أعوام .
هنا لن ندخل بتفاصيل هذه التحالفات ،فما يهمّنا اليوم من كلّ هذا هو أنّ سورية استطاعت خلال هذه المرحلة وبعد مرور خمسة أعوام على الحرب الكونية عليها، أن تستوعب حرب أميركا وحلفائها وهي حرب متعدّدة الوجوه والأشكال والفصول وذات أوجه وأهداف عسكرية واقتصادية واجتماعية وثقافية،ومع انكسار معظم هذه الأنماط من الحرب على أبواب الصخرة الدمشقية الصامدة، أجبر الصمود السوري بعض الشركاء في الحرب على سورية على الاستدراة في شكل كبير في مواقفهم ،وفي هذه المرحلة تحديداً يطلّ علينا يومياً مسؤولون وساسة وجنرالات غربيون وإقليميون، يتحدثون عن تعاظم قوة الدولة السورية بعد مراهنتهم على إسقاطها سريعاً، فالقوى المتآمرة على الدولة السورية بدأت تقرّ سرّاً وعلناً في هذه المرحلة، بأنّ سورية قد حسمت قرار النصر وبدعم من حلفائها الروس والإيرانيين وغيرهم، فسورية الدولة اليوم تسير في طريق واضح المعالم لتكوِّن محوراً جديداً في هذه المنطقة، بل في هذا العالم، رغم ما تعرضت له من أعمال تدمير وتخريب وجرائم ارتكبت في حقّ شعبها من قبل محور العدوا
إنّ تسارع الأحداث والتطورات الميدانية، وتعدّد جبهات القتال على الأرض والانتصارات المتلاحقة للجيش العربي السوري وما يصاحبها من هزائم وانكسارات وتهاو في بعض قلاع المسلحين، “المعارضين حسب التصنيف الأميركي”، من المؤكد إنه سيجبر الكثير من القوى الشريكة في الحرب على سورية على تغيير موقفها من هذه الحرب والاستدارة نحو التفاوض مع الدولة السورية، في محاولة لتحقيق وكسب بعض التنازلات، لعلها تحقق ما عجزت عن تحقيقه في الميدان، وهذا ما ترفضه الدولة السورية اليوم وفي شكل قاطع، حيث تؤكد القيادة السورية والمسؤولون جميعاً، أنهم لن يقدموا لأميركا وحلفائها أي تنازلات، ويقولون بصريح العبارة “إنّ ما عجزت أميركا وحلفائها عن تحقيقه في الميدان السوري، لن تحققه على طاولة المفاوضات” ،ولهذا لن يفيد بعض الدول العربية والاقليمية الشريكة بالحرب على سورية التلويح بورقة التحالفات العسكرية الجديدة “الطائفية “،لإن سورية وحلفائها قد حسمت قرار النصر ولارجعة عن هذا القرار ،مهما كانت التكلفة .
اليوم ميدانيآ ،يتم حسم جملة معارك في العاصمة دمشق بريفيها الشرقي والغربي، لتأمين المدينة من جهة الجنوب، بالتزامن مع المعارك الكبرى التي تدور في ريف اللاذقية الشمالي ،
بالتزامن مع إطباق الجيش على باقي حصون المسلحين الإرهابيين في ريفي حماة وحمص في شمالي وشرقي أرياف المدينتين وبعمليات نوعية وخاطفة، وفي حلب،فقد اقترب الجيش السوري من إحكام سيطرته الكاملة على ريف حلب الجنوبي والجنوبي الغربي ،وسط تقدم كبير للجيش العربي السوري وحلفائه بريفي حلب الشمالي الشرقي والشرقي ،ما سيمهد الطريق مستقبلآ لتحرير بعض أحياء المدينة التي يتحصّن فيها المسلحون،وهذا بدوره سيفتح الطريق لاطلاق عملية كبرى بالمستقبل القريب لتحرير محافظة ادلب .
بهذه المرحلة من المؤكد ،إنّ صمود سورية هو الضربة الاولى لإسقاط كل المشاريع والتحالفات الباطلة التي تستهدف تقسيم المنطقة ، وحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي أمامنا ليس أمام الأميركيين وبعض حلفائهم من العرب اليوم سوى الإقرار بحقيقة الأمر الواقع، وهي فشل وهزيمة حربهم على سورية والاستعداد لتحمّل تداعيات هذه الهزيمة.
ختاماً، وفي هذه المرحلة لا يمكن إنكار حقيقة أنّ حرب أميركا وحلفائها على سورية ما زالت مستمرة، ولكن مع كلّ ساعة تمضي من عمر هذه الحرب تخسر أميركا ومعها حلفاؤها أكثر مما تخسر سورية، ويدرك الأميركيون وحلفائهم هذه الحقيقة ويعرفون أنّ هزيمتهم ستكون لها مجموعة تداعيات، فأميركا وحلفائها اليوم مجبرون على الاستمرار في حربهم على سورية إلى أمد معين، ولكن لن يطول هذا الأمد، فامريكا وحلفائها اليوم تقف أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الحرب العسكرية المباشرة في سورية، أو الاستدراة في شكل كامل نحو التفاوض العلني مع الدولة السورية، وفي كلا الخيارين أميركا خاسرة، وهذا ما يؤكد أنّ الصمود السوري على مدى خمسة أعوام قد وضع أميركا في أزمة حقيقية وحالة غير مسبوقة من الإرباك في سياستها الخارجية، وهي أزمة ستكون لها تداعيات مستقبلية تطيح بكلّ المشاريع الصهيو- أميركية الساعية إلى تجزئة المنطقة ليقام على أنقاضها مشروع دولة “إسرائيل” اليهودية التي تتحكم وتدير مجموعة من الكانتونات الطائفية والعرقية والدينية التي ستحيط بها، حسب المشروع الأميركي.
*كاتب وناشط سياسي –الأردن .
التعليقات مغلقة.