مختارات من خواطر المفكر العربي السوري الدكتور بهجت سليمان

اللواء الدكتور بهجت سليمان ( سورية ) – الخميس 31/12/2020 م …




– 1 –

[  هل المسيحيون كفار أم لا ؟!! .. المسحيون مؤمنون ، ولا ينتظرون شهادةً بذلك من أحد ]

1▪ من الخطأ الفادح مقاربة المسيحية ، من خلال ” التنبيش ” و ” البحبشة ” عن الآيات التي يمكن تفسيرها أو تأويلها بأنها تكفّرهم في القرآن ..

     فالقرآن كتابُ المسلمين وليس كتابَ المسيحيين.

2▪ و من يُرِيد الألفة والسلام والمحبة والحياة المشتركة ، تكفيه آية قرآنية واحدة تنظر إلى السيد المسيح وأتباعه نظرةً راقية ، بدلاً من البحث والتفتيش عن آيات ، تبدو متباينة متعارضة مع تلك الآية.

3▪ وباختصار فالمسيحيون ليسوا مسؤولين عن الفهم السلبي لبعض المسلمين لهم ، بل وليسوا معنيين بمرجعيات الآخرين الدينية الفقهية ، بل بمرجعيتهم الإنجيلية فقط .

4▪ وعندما نتحدث عن المسيحية ، فلكي نقوم بتصويب فهم بعضنا الخاطئ لهم ، من خلال الأخذ ببعض الآيات التي جرى التوقف عندها ، بدون مبرر .. أو عند بعض التفسيرات البالية.

5▪ ولا نتحدّث عن المسيحية ، ولا يجوز لنا ولا لغيرنا أن يتحدث ، من خلال تقييم المسيحيين أو الحكم عليهم ، فهذا أمر ليس من اختصاص أحدٍ آخَر ، غيرهم ، بل هو من اختصاصهم فقط ..

6▪ ومن يناقش خارج هذا الإطار ، فهو يرقص على أنغام المتأسلمين الظلاميين التكفيريين ، مهما كان حَسَنَ النيّة ، وسواءٌ كان حسن النية أم لا .

7▪ يقول الله عز وجل في قرآنه الكريم عن ( السيد المسيح ) وعن ( أتباعه المسيحيين ) في الآية ( 55 ) من سورة ( آل عمران ) :

     (  إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ . )

8▪ فكيف يحق لشيخ مسلم ، أو غير شيخ ، أن يقول عن المسيحيين بأنهم ( كفار ) !!! ..

     بينما يقول عنهم ، الله تعالى في قرآنه الكريم ، بوضوح كوضوح الشمس ، وهو يخاطب : عيسى المسيح :

      ( وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . ) ..

      وذلك إلى يوم القيامة ، وليس حتى ظهور الإسلام .. يامن تحرفون كلام الله عن مواضعه !!!.

–  2  –

[ العقل ، هو الطريق الصحيح .. إلى الدِّين الصحيح ]

1▪ لماذا يجب علينا أن نأخذ بتفسير ” ابن عباس ” و ” الترمذي ” و ” تفسير ابن كثير ” و ” تفسير القرطبي .. وغيرهم ، ولا نأخذ بما يراه العقل..

     والعقل يقول أن الكثير من تفسيرهم خاطئ ؟؟!!!!.

2▪ وما أوْصَلَ الإسلام والمسلمين إلى هذا الواقع المؤلم ، هو اعتماد المرويّات السقيمة والعنعنات البائسة التي لا يقبلها عقلٌ ولا منطق ..

3▪ هناك القرآن الكريم .. وهناك العقل البشري ، الذي هو النّعمة الإلهية الأكبر للبشر.. ولَسْنا بحاجة إلاّ لاستخدام عَقْلنا في فَهْم ما أُنْزل من آيات ..

4▪ ثم من الذي فوّضَ أولئك وغيرهم لكي يقوموا بتفسيرات معيّنة ، ثمّ يغلقون الأبواب على الأجيال اللاحقة ، لِمَنـْعِها من أنْ تتَعاطَى عقلياً مع دينها؟؟!!.

5▪ ويبقى العقل هو الحَكَمُ الأكبر ..

6▪ وحتى في مقاربة السُّنّة النبوية الشريفة ، لا بُدّ من استبعاد ما يتعارض مع القرآن الكريم ، ومع العقل..

7▪ لأنّ الرسول الأعظم لا يمكن أن يتناقض مع القرآن ولا مع العقل .. وما يكون متناقضاً معهما ؛ لا بُدَّ أن يكون منحولاً ومنسوباً للرسول الأعظم ؛ وهو بَراءٌ منه ، حتى لو جاء محمولاً على مئة إسناد وإسناد.

8▪ وإعْمالُ العقلِ لا يعني مطلقاً ؛ نَفْيَ الدين ، بل يعني نفي مفهوم الكثير من رجال الدين للدين …

     والعقل وحده هو الكفيل بتنقية الدين من جميع الشوائب التي أدخلها رجال الدين على الدين .

9▪ ولذلك يبقى العقل وحده هو الطريق إلى الدين الإلهي الصحيح ، وليس ما جاء به رجال الدين وجعلوا منه ” ديناً ” بديلاً للدين الحقيقي .

10▪ وهل يمكن لمسلم عاقل أن يقبل بأن يكون ” البخاري ” و ” مسلم ” و ” ابن تيمية” و ” محمد بن عبد الوهاب ” و ” حسن البنّا ” و ” أبو الأعلى المودودي ” و ” سيد قطب ” .. هم بدلاء ل ” القرآن الكريم ” وللرسول الأعظم ” محمد بن عبد الله ” ؟؟!!

      مَن يقبل منهم بذلك ؛ عليه أن يدرك بأنه يلغي عقله ، ويتبع ديناً لا علاقة له بالدين الإسلامي القرآني المحمدي التنويري.

– 3 –

● قال تعالى في قرآنه الكريم عن الرسول العربي ( محمد بن عبدالله ) :

                   [ وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا و حي يوحى ]

1▪ ما جاء من عند الله وما لم ينطقه الرسول الأعظم ” محمد بن عبدالله ” عن الهوى ، هو : ( القرآن ) الكريم ..

2▪ وما عدا ذلك ، فهو من عند الرسول نفسه كقائد عظيم فريد في التاريخ ، أسس لقيام دولة عربية/ إسلامية ، سادت العالم لمئات السنين..

وكرسول ونبي كان معصوما في ما يخص أمور الدبن ..

    وكبشر ، كان يصيب غالبا ، ويخطئ نادرا :

ويكفي العودة إلى ما جرى في غزوة ( أحد ) ..

   وإلى مسألة تأبير النخيل في المدينة المنورة ..

     و إلى مسألة حفر الخندق حول المدينة ..

     لكي نتأكد أن ليس كل ما قام به الرسول ك بشر ، كان من عند الله .

3▪ والعجيب كيف يقبل البعض بإلغاء شخصية الرسول الأعظم وتصويره وكأنه ( روبوت ) فقط يجري تحريكه من فوق ، وأنه لا إرادة له ولا مبادرة له ، وتسمية كل ذلك بأنه ( لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا و حي يوحى ) ؟!

4▪ و الوحي : هو القرآن ، ولذلك سمي كتبة القرآن ب ” كتبة الوحي ” ..

5▪ وما عدا ذلك هو نشاط بشري عظيم قام به الرسول العربي الكريم ..

6▪ وأما الفقهاء القدامى و مفسرو القرآن ، فلا يمتلكون عقولا خارقة ، لا يمتلكها من جاؤوا بعدهم !!!

7▪ ثم ، من أعطاهم الحق في احتكار تفسير القرآن !! .. مع أن الرسول الأعظم نفسه لم يمنح نفسه ذلك الحق ولم يصادر عقول الآخرين ولم يفرض عليهم تفسيرا واحدا لا غيره .

8▪ ولو كان الأمر كذلك ل قام سيدنا ” محمد ” نفسه بهذه المهمة وحسم الأمر .

9▪ علما أن المفسرين القدامى ورجال الدين ، فسروا القرآن وفقا لأدوات التفسير البسيطة التي كانت متوافرة لديهم في زمانهم .

10▪ وأما في زماننا هذا ، فلدينا من وسائل العلم والمعرفة التي تعيننا على تفسير الكون و فهم معجزات خالق الكون ، وفهم القرآن نفسه ، بما يفوق آلاف المرات ، ما كان متوافرا في زمانهم .

– 4 –

[ مشكلة البعض هي خلطهم بين الدين .. والسياسة ]

1▪ عندما تتغلب العاطفة على العقل ، يشعر المرء بالانزعاج مما لا يتوافق مع هواه .

2▪ الرسول الأعظم ذاته ، لم يكتف بالقول ( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ) ولكن احتسبه من ” المؤلفة قلوبهم ” ( الذين يأخذون حصة من بيت مال المسلمين ، رغم غنى أبي سفيان ) وذلك على الرغم من عداء أبي سفيان التاريخي المستفحل للرسول ودعوته .

3▪ مشكلة البعض هي خلطهم بين الدين .. والسياسة .

4▪ و سواء رضينا أم لم نرض ، وسواء أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا.. ف معاوية بن أبي سفيان هو من أدهى السياسيين في تاريخ العرب و الإسلام .

5▪ و أيضا ، سواء رضينا أم لم نرض ، وسواء أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا.. ف معاوية بن أبي سفيان ، أنشأ أول وأكبر دولة عربية في التاريخ ، كانت إيديولوجيتها الإسلام .

6 ▪ مع علمنا الاكيد ، بأن ما نقوله منذ سنوات ، مما يصطدم مع القناعات الغائرة بعيدا في الأعماق ، للكثيرين من هنا أو هناك ..سوف يلقى رفضا لدى الكثيرين ، لصعوبة اقترابهم أو مساسهم بالمسلمات التي فطروا وشبوا عليها ..

     بل مع قناعتنا بأننا سسنكسب الكثير من الخصوم الجدد ، بسبب ذلك .

– 5 –

[  الغول الطائفي  ]

▪ عندما يُستنفَر ( الغول الطائفي ) تستنكف الآذان والأبصار والعقول ، عن مقاربة أيّ كلام عاقل ..

     وتبقى الألسنة الملتهبة ، والغرائز المحتقنة ، هي المحرّك الأهم للناس ، والسير بهم إلى حتفهم ، تحت عنوان حماية الدين ( ياغيرة الدين ) !!.

▪ وكلما دَقّ النفير الطائفي وتعالى ضجيجه وقرقعته .. تكون الغاية ، صرف النظر عن الأخطار الحقيقية ، باختلاق ونبش أخطار وهميّة ، تستهلك الطاقات وتبدّد القدرات الفردية والجماعية.

▪ كم هو مغفّل مَن يعتقد أنّ انتماءه الديني أو المذهبي ، يمنحه ميزات تفاضلية ، على من يختلف عنه في ذلك الانتماء ..

     وحتى لو كان المذكور ممن ومما يظن أنه ( الفرقة الناجية ) ، فإنه سيلقى ثوابه عند الله تعالى.

▪ ومن كان يظن نفسه كذلك ، ليس لائقاً به ، أن يتعالى أو يتشاوف أو يتغطرس على باقي مخلوقات الله ..

     واللائق به أن يتواضع وأن يكون رؤوماً بهم ، وأن يأخذ بوصيّة الخليفة الراشدي الرابع ” الإمام علي ” ، لأحد وُلَاتِه على مصر :

      (  الناس صنفان : إما أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق . )

 

– 6 –

[  بين النّواة الصّلبة … والنّواة الرّخوة  ]

 ●   إنّ لِلّهِ رِجالاً ، إذا أرادوا ، أراد .

●  في كُلِّ مَيْدانٍ وَ ساحٍ ، سواءٌ كان ميدانَ الوغى أو ميدانَ الحياةِ العامَّة أو ساحات السياسة والاقتصاد والاجتماع والمعرفة والثقافة والإعلام ..

     فِإنّ وجودَ الرّأس السليم الحصيف ، لا يكتمل إلاّ بوجود النّواة الصُّلبة الفاعلة القادرة المستعدّة للتضحية بِأغلى ما لديها ، في سبيلِ تحقيقِ الرسالة التي تؤمن بها .

●  وأمّا إذا كانت النواةُ ، نٓوَاةً رَخْوَةَ البنية و هشّة الموقف وضامرةَ الضمير ومحدودةَ المعرفة وضَيِّقَةَ الرؤية ، تعمل بعقلية المُيَاوَمة ، وتستعيضُ عن العمل الجادّ المخلص ، بالثرثرة الفارغة ، وبِ المزايدة المنافِقَة ..

     فِإنّ ذلك كفيلُ بِإجهاضِ أنْبَلِ القضايا .

                                      – 7 –

● إذا كان البعضُ مِنّا يعتقد بأنّ الحلول الجذرية مُتاحَة ، ولكن لا يجري القيام بها ؟!

● فبالتأكيد يحتاجون لإعادة النظر في هذه القناعة ..

● و مَن يرون أن الحرب باتت شَمّاعَة..

● فهؤلاء يشيحون بنظرهم عن حقيقة أنّ حالة الحرب والعدوان والاحتلال ، لا زالت قائمة وبقوّة ، على حوالي ثلث مساحة سورية ..

● ولا يكفي أن يكونوا هم مقيمين في مناطق باتت بعيدةً عن المناطق الساخنة ، لكي يتوهموا أن الحرب انتهت وباتت شَمّاعَة !!.

                                      – 8 –

● عندما يكونُ الوضعُ النفسي للمواطنين مُؤْلِماً لهم ، نتيجة الضغوطات النفسية والمادية والمعيشيى الهائلة عليهم ..

● يقتضي ذلك من أصحاب الكلمة التخفيفَ عنهم وهَدْهَدَتَهُم ، وليس صَبّ الزيت على النار ( خاصّةً ، والهشيم موجود ، وأعواد الكبريت كثيرة ) .

                                     – 9 –

● أن تكون مجبولاً بالأرض ومعجوناً بالواقع..

● وتعمل لتغييره إلى واقع أفضل ، بمواقف ميدانية ، لا بتهويمات عاجية من على بُعْد..

● لا بُدّ لك أن تستعدّ لدفع الضريبة وأن تتلقّى السهام المتلاحقة.

                                     – 10 –

● شباب وصبايا ( الأنجزة ) هم الجيش الشعبي الذي يراهن عليه الأمريكان ، لتطويع شعوب العالم.

● الأنجزة ( N G O , s ): منظمات “غير حكومية” ممولة خارجياً.

قد يعجبك ايضا