غزة … الثمانيني “حمدان” يُفضّل العمل على “بسطة” ليحصل على قوت يومه دون مد يده للناس

 

 الأردن العربي ( الأحد ) 15/11/2015 م …

اعتاد المواطن الثمانيني حمدان المملوكي من مدينة غزة الاستيقاظ قبل اشراقة شمس الصباح ليتوضأ ويصلي الفجر, وبعد ان يتناول فطوره يبدأ بتجهيز بضاعته وجمعها من مخزن صغير أنشأه بمنزله على عربته المتنقلة قاصدا عمله ليتمكن من توفير لقمة العيش له ولعائلته المكونة من ستة افراد.

وبالقرب من مدخل مشفى الخدمة العامة وسط مدينة غزة من الجهة الشمالية يجلس المسن ذو ال80 عاما امام بسطته التي عرض عليها بضائع اطفال مكونة من حلوى وقرطاسية وعلكة والتي لا يتجاوز مجمل سعر بضاعته مائتي شيكل ينتظر المارة من طلاب المدارس ليقوموا بالشراء منه ويجني من بيعه لهم ربحا زهيدا ليسد يكفيه لسد قوت يومه.

يقوم المواطن حمدان ببيع حاجيات لا يتعدى سعرها النصف شيكل لطلبة المدارس الابتدائية نظرا الاوضاع الصعبة التي يعاني منها اهالي الشعب الفلسطيني منذ سنين عدة.

ويمتهن العشرات من ابناء الشعب الفلسطيني البيع على بسطات نتيجة البطالة الدائمة التي يعاني منها الناس بقطاع غزة نتيجة الحصار الاسرائيلي واغلاق المعابر المحاذية للقطاع.

 ولد وترعرع المواطن حمدان بمدينة غزة ودرس بمدارسها ثم انقطع عن الدراسة وبعد سنوات عمل داخل الخط الاخضر كبقية عمال قطاع غزة بمجال كي الملابس وكان يجني يوميا مائتي شيكل, ولكن تعطل عن العمل مع بداية الانتفاضة الاولى عام 1987, ليتجه بعدها للعمل بالمجال نفسه داخل القطاع ولكن من تقدمه بالسن لم يستطع الاستمرار بتلك المهنة كونها تعتمد على الوقوف طيلة الوقت.

يقول حمدان لدنيا الوطن” منذ اكثر من ثلاثة سنوات وانا ابسط بعربتي المتنقلة بالمكان نفسه, اقوم ببيع حلوى الاطفال لطلبة المدارس وخاصة الفئة الابتدائية منهم كونها تقتصر على الجلي والعلكة وبسكويت الاطفال, ومن الربح البسيط استرزق واعيل اسرتي”.

ويضيف” اذهب الى عملي يوميا من الساعة السادسة صباحة وحتى الخامسة مساءا, وبعد الانتهاء من البيع اذهب الى سوق فراس لاشترى مستلزمات البيت بما جنيته من ربح واحيانا كثيرة لا يكفي اموال مجمل البيع على شراء احتياجات افراد اسرتي نتيجة الغلاء الاسعار في الاسواق”.

ويتابع” قبل 14 عاما كنت ابسط بجانب مدرسة الشافعي الصناعية والمهنية وسط مدينة غزة, ولكن قاموا بطردي بسبب انشائهم سوبرماركت خاص بالمدرسة, ولكنهم لا يدركون ان الرزق على الله”.

ووفقا لآخر تقرير صادر عن البنك الدولي، فإن الحصار المستمر والحروب المتكررة في قطاع غزة قد أديا إلى خنق اقتصاد القطاع وأصبح معدل البطالة هناك الأعلى بنسبة وصلت إلى 60%, ويعاني نحو 200 الف عامل من البطالة جراء الحصار الاسرائيلي، وباتت اسرهم التي يعيلونها والتي يقدر عددها بنحو مليون نسمة تحت خط الفقر.

ويعيش المواطن حمدان المملوكي بمنزل مكون من طابق واحد يعلو سقفه الزينكو  والاسبست ومكون من ثلاثة غرف وحمام ومطبخ وصالة ويحتاج الى ترميم كون مياه الشتاء تدلف عليه بسبب الثقوب الموجودة بالزينكو.

ويؤكد انه في الشتاء لا يعمل ويجلس بالبيت كون بضاعته تتلف من مياه الامطار نتيجة عدم وجود حماية لها على عربته المتنقلة والتي لا يتجاوز عرضها المترين بطول متر واحد, فيما يتقاضى من وزارة الشؤون الاجتماعية 750 شيكل كل ثلاثة شهور لا تكفيه لإعالة اسرته وخاصة ان ابنه من ذوي الاحتياجات يقطن معه بالمنزل نفسه.

ويفضل ان يعمل ويجني قوت يومه من تعبه على ان يمد يده للناس, ويؤكد ان مهما تقدم الشخص بالعمر فعليه ان يعمل ان كان ما زال يملك صحة ويستطيع العمل.

 

 

قد يعجبك ايضا