دور تركي مشبوه في تسريب شباب سورية والعراق الى اوربا والارهابيين الى المنطقة؟ / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأربعاء 9/9/2015 م …

لاشك ان  تدفق الالاف من اللاجئين السوريين والعراقيين الى اوربا كان بعلم ودراية من قبل حكومة الرئيس  التركي اردوغان وانها خططت لذلك مثلما خططت لنشر الارهاب تحت شعارات الاسلام في سورية والعراق وحتى ليبيا  لانه من غير المنطقي ان تمر هذه الالاف عبر الحدود التركية   وتنقل بالبواخر والزوارق الى اليونان عبر البحر الابيض المتوسط   ثم يتوجهون الى  المجر ومنها الى  دول اللجوء في اوربا  دون معرفة السلطات التركية .

تركية نفسها لعبت ذات اللعبة  الوسخة عندما سمحت للالاف من الارهابيين بالمرور عبر حدودها  قادمين  من دول الاتحاد الاوربي وغيرها الى العراق وسورية وكانت الحصيلة دمار وموت وتشريد الملايين من  الابرياء السوريين والعراقيين من  الذين فتحت لهم  انقرة حدودها  ليمروا الى اوربا  فضلا عن موت  المئات  منهم غرقا  وقتل  الالاف في حروب  تتصدر  الواجهة  فيها   جماعات ارهابية عديدة في مقدمتها ” داعش ” والنصرة  ومسميات اخرى  دخيلة على الاسلام مدعومة من السعودية وقطر وغيرها من الانظمة تحت ” شعار نشر  الاسلام” .

انه  ذات الشعار الذي ورد على لسان داود اوغلو رئيس حكومة  اردوغان عندما  انتقد  ما اسماها ” الحصة الصغيرة” من اللاجئين التي يقبل بها الاتحاد الاوربي” وزعم ان اوربا  تشعر بالارتياح وهي تضع  عبئ اللاجئين على اكتاف تركية من اجل ان تبقى ” اوربا قلعة مسيحية حصينة” مشيرا  الى استقبال ” بلاده” ملايين اللاجئين من سورية والعراق .

بهذه الكلمات بدا اوغلو مقاله في صحيفة ” فرانكفورتر الجيماني” الالمانية وزعم ان تركية اوجدت منطقة عازلة بين الفوضى وبين اوربا    ويعني بالفوضى هو ما يحصل في العراق وسورسة من حروب افرزت هذه الاعداد الهائلة من اللاجئين  وهي حروب  كان وراء اندلاعها ” انقرة” وبقية عواصم الخسة   والنذالة  في مجلس التامر الخليجي  .

 انقرة بالتاكيد لعبت دورا  مفضوحا  وان  هذا الدور بات مكشوفا في وصول الاف الارهابيين الى المنطقة سواء  من اوربا او من دول المغرب العربي وهناك ادلة على  دعم تركية للارهاب  والارهابيين في سورية  وغيرها  منها  هذا الدليل  الاخير  هو” ان السلطات اليونانية ضبطت مؤخرا سفينة محملة بالاسلحة  قادمة من تركية متوجهة الى ليبيا لدعم   مجموعة  ارهابية معروفة هي واجهة ” للاخوان المسلمين “  في المنطقة وذلك بالتنسيق مع قطر مثلما كان ولايزال دورها التخريبي معروفا   في سورية والعراق عبر دعم جماعات مسلحة ” ترفع شعارات اسلامية زورا”.

اوغلو بدا من لهجته التي تضمنها مقاله للصحيفة الالمانية منفعلا يحمل اوربا جزءا من ماساة  اللاجئين في وقت تقع تلك الماساة على الدول التي تسببت في  هذا النزوح والحروب التي تواجهها سورية والعراق و تاتي في مقدمة تلك الدول تركية التي تتدخل في الشانين العراقي والسوري  تدعمها انظمة السعودية وقطر وبعلم ودراية من الولايات المتحدة الامريكية .

اراد  اوغلوا رئيس حكومة   تركية  ان يظهر بمظهر ” الانساني” متهما اوربا بالتقصير ازاء اللاجئيين في حين تتحمل بلاده المسؤولية الانسانيىة والاخلاقية وكل تبعات   الحروب التي تواجه دول  المنطقة وشعويها وهاهي طائرات الجيش التركي والقوات الاخرى تشن اعنف حرب مدمرة ضد الكرد في شرق البلاد وعند الحدود مع العراق  بحجة “  محاربة  الارهاب” .

الان اراد ان يظهر اوغلو واردوغان وبقية  قادة حزب العدالة بمظهر الانسانيين وهم ينتقدون اوربا التي  رفضت ولسنوات ” توسلات” انقرة بولوج بوابة الاتحاد الاوربي  ووضعت كل   طلبات انقرة لنبل عضوية  الاتحاد على الرف لان الاتحاد  الاوربي  يعرف جيدا سياسة ونهج تركية منذ غزوها  جزيرة قبرص عسكريا والاستحواذ على نصف الجزيرة بحجة حماية القبارصة الاتراك وهاهو نصف قبرص  يخضع لسياسة تركية بينما القسم الثاني يتبع لليونان فضلا عن تاريخ الدولة العثمانية الاسود  في اوربا وغيرها من مناطق العالم .

 ان عملية تسريب الالا ف من  العراقيين  والسوريين عبر  الاراضي التركية  والسماح بفتح حدودها لهم  لم  تات اعتباطا  خاصة وان انقرة  توصد حدودها  ولسنين بوجه القادمين من  العراق او سورية ولن تسمح لهم بالتوجه الى اوربا ولن تتيح لهم مثل هذه الفرصة  دون الحصول على تاشيرة دخول .

ما الذي حصل الان   لتتحول الاراضي  التركية الى قاعدة لالاف اللاجئين الذين قدموا من سورية والعراق بسبب الاوضاع  الكارثية  في  بلدانهم   وتتحول مياهها الى ممر نحو اوربا عبر البحر المتوسط في حين كانت السلطات التركية  لاتسمح للطير بان يحلق فوق تلك المياه ؟؟

هل طفحت انسانية ” الاسلمة” لدى  “سلطان العصر اردوغان”  وبقية  حاشية حزب العدالة لينظروا بعين  العطف  الى  الملايين الذين غصت بهم الحدود المشتركة بين سورية وتركية وكذلك   العراق  جراء ” الارهاب”  ؟؟

ام ان هناك مخططا مرسوما  لاخلاء   البلدين من الشباب والكفاءات  وعلى ذات النهج الذي اتخذ في فلسطين عام 1948  لاسيما وان منطقة كردستان  العراق  تساهم في المخطط  الخطير هذا  بحكم العلاقة الوطيدة مع ” تل ابيب ” وهي ذات العلاقة  التي   تربط  ” تل ابيب “ب انقرة والتخلص من المتبقين  من الشباب  في بلدانهم  في حروب عبثية اشعلوا فتيلها بتسريبهم لهؤلاء  الارهابيين  وصولا الى مبتغاهم وما يرغبون في تحقيقه بتحويل  سورية والعراق الى بلدين يفتقران الى الكفاءات الشبابية  مستقبلا  بعد ان  فتحت  تركيا  و اوربا الابواب   لنحو مليون شاب  لاتزال بلدانهم بامس   الحاجة اليهم   ؟؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.