انها ليست زلة لسان الرئيس اوباما بل هي الحقيقة / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 11/7/2015 م …

الحديث عن  زلات اللسان له مدلولاته خاصة وان بعض هذه الزلات كما يقولون تعكس مايدور في العقل الباطني وعندما  توثق زلة اللسان  هذه في بيان مكتوب بموقع اعلامي تابع   لرئيس دولة مثل الولاات المتحدة الامريكية فتصبح هذه الزلة امرا واقعا  بل حقيقة تعكس مايدور في ذهن من اطلقها ودونها على الورق .

بالامس قال الرئيس الامريكي باراك  في بيان نشر على الانترنيت انهم ” اي الامريكيين” يسرعون بتدريب قوات ” تنظيم داعش في العراق”.

واضاف   والحديث لاوباما ” انه مع  الخطوات الاضافية التي امر بها الشهر الماضي للاسراع بتدريب “قوات داعش” بما في ذلك المتطوعين من العشائر السنية في محافظة الانبار”.

 البيت الابيض صحح مانشر على الموقع الرسمي ” للبيت الابيض” المنشور على الانترنيت” بالقول ان اوباما كان يقصد تدريب القوات العراقية وليس ” داعش”.

غريب هل اصيب الرئيس اوباما بنوبة في الدماغ افقدته الذاكرة وجعلته لايفرق بين ” داعش” والقوات العراقية ليوزع البيان على موقع” البيت الابيض” وهل ان مستشاريه جميعهم تاثروا بتلك النوبه وانسحبت على ادمغتهم جميعا ؟؟

صحيح ان ” طيران  ماما امريكا  الحربي” في اطار ما اطلقوا عليه ” التحالف الدولي ضد داعش ” لايميز احيانا ويوجه صواريخه الى القوات  العراقية وقد تكرر ذلك مرارا تحت مسمى” الاسلحة الصديقة”

 لكن الامر بات مختلفا عن ذلك انه بيان مكتوب على موقع اعلامي تابع للبيت الابيض وفق ماذكرت وسائل الاعلام .

في كل الاحوال انها المرة الاولى التي يقول فيها رئيس امريكي الحقيقة “  وكان صادقا” اما  التبريرات الاعلامية اللاحقة  لهذا” الخطا غير المقصود كما زعموا” فلم  تعد  تجدي نفعا ولن  تغطي تلك العورة الامريكية  التي بانت مكشوفة  للعيان منذ اليوم الاول الذي دخلت فيه قوى الشر والدمار ” نينوى” وتسللت الى مناطق عراقية اخرى .

بداية ان ماحصل ليس زلة  لسان لان زلة اللسان  تاتي عندما يكون المتحدث يلقى كلمة ارتجالية امام  حشد من الناس فان ماورد كان معدا ومكتوبا وتم نشره على ” موقع مهم جدا”  فمن غير  المنطقي ان يتم نشر بيان لرئيس دولة كبرى على الموقع الرسمي للبيت الابيض دون تمحيص او تدقيق مسبق.

ثم ان  اوباما اورد معلومة ” المتطوعين من العشائر السنية” وهناك معلومات عن متطوعين من بعض هذه العشائر مع داعش وهذه حقيقة  ” منذ الاعتصامات”  وحتى غزو الانبار واحتلالها من قبل  هذا التجمع  الارهابي لان ماحصل من احتلال ناتج عن تعاون وتنسيق بين المتعاونين مع داعش في  الانبار فضلا عن تحمل القوات الامنية والجيش المسؤولية  وكافة القطعات التي انسحبت دون ان تتصدى لداعش عندما  كانت  موجودة في الانبار ولم تقاتل هي الاخرى.

كما ان القيادة العسكرية  في بغداد وعلى راسها رئيس الحكومة   تتحمل كافة تبعات ماحصل سواء في الانبار او الموصل او اي مدينة اخرى  دنس ارضها المجرمون من القتلة والسفاحين الذين ينتمون الى الجماعات الارهابية .

 انها لم تكن زلة لسان من السيد اوباما  فمنذ احتلال  الموصل في حزيران من العام الماضي وحتى الان تتسم سياسة واشنطن بالمماطلة والتسويف  وتؤكدها المعطيات على الارض وتصرفات الادارة  الامريكية ازاء تسليح  الجيش العراقي وتباطؤها في تقديم الدعم العسكري للعراق وحتى ” الطيرا ن ومسرحية التحالف الدولي “  كل  تلك ادلة قاطعة على  عدم جدية واشنطن في التخلص من” داعش”مثلما تؤكد مجريات التخريب والتدمير طيلة السنوات الاربع التي مضت ان ” داعش” صنيعة” انظمة الفساد في المنطقة  والمنبطحة للعم سام واسرائيل وقد  بقيت حدودها امنه دون ان تمسها ايدي الارهابيين سواء داعش او غيرها من جماعات الاجرام.

لقد صدقت ايها السيد الرئيس اوباما وانها قطعا ليست زلة لسان انها الحقيقة بعينها  ؟؟

قد يعجبك ايضا