تحولات ما بعد زيارة موسكو / جمال العلوي

 

جمال العلوي ( الأردن ) الثلاثاء 23/6/2015 م …

 تعد الزيارة المهمة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان وليُّ وليِّ العهد السعودي محطة مهمة في مسار الأحداث في المنطقة ويمكن قراءة أهمية هذه الزيارة في سياق تطور الأحداث على الصعيد الاقليمي لأنها تأتي بعد زيارة فاشلة قام بها الأمير بندر ودار حولها كلام كبير في وسائل الإعلام في مراحل سابقة .

استفاد الأمير السعودي صاحب الدور الكبير في الملف السياسي داخل مطبخ القرار السعودي من التقارير التي أعدت حول تلك الزيارة التي أفرزت تعقيدات ملتبسة في ملف العلاقات الروسية السعودية ،جراء فهم مغلوط لمنهجية التعامل مع (الكرملين)على قاعدة المكاسب والمنافع والبترودولار.

ويبدو أن الأمير الشاب نجل ملك السعودية الذي سيكون له دور قادم في صناعة القرار السعودي ،أدرك -بشكل جدي- أهمية الدور الروسي في تداعيات الإقليم والمنطقة ابتداء من الملف اليمني ووصولا الى الملف السوري وانتهاء بالملف النووي الايراني .

لذا لم يتردد في تقديم اجتهادات لافتة في فهم أبعاد الدور الروسي وقدرته على التعامل مع ملفات المنطقة ، وإمكانية التفاهم مع القيادة الروسية في مفاصل مهمة من هذه الملفات .

ترى هل تشهد الملفات الساخنة على امتداد المشهد الاقليمي بدء حركة الاستدارة في ظل الانباء التي ترددت عن مضمون الرسائل التي حملها الأمير خاصة ما يدور حول غياب أي تحفظات سعودية حول بقاء الرئيس السوري .

لم تعد قضايا المنطقة منفصلة ، بل أصبحت جميعها تدور في فلك واحد ومتشابكة وتتجه بوصلتها نحو ترقب مقاربات الملف النووي الايراني ومألاته التي ستتضح خريطته مع نهاية الشهر الحالي .

وأمام ترابط كل هذه التطورات وتأسيساً على الزيارة السعودية الى موسكو يبدو أننا قد نشهد حالة من الهدوء والبحث عن مقاربات جديدة أو قد تعود مسارات الأمور تتجه نحو مزيد من التصعيد في حال لم تتضح خطوط الالتقاء مع نهايات حزيران الحالي .

بين موسكو والرياض وطهران و واشنطن تمتد خطوط الطول والعرض وتتقاطع الملفات وتبدأ حالة من الاقتراب الى تسويات سياسية قد تكون المنطقة بأمس الحاجة الى وضعها على سكة الحل.

الآمال تزداد والحسابات تتقاطع، ولكن تبقى المألات مرهونة بالاستحقاق النووي الكبير وتداعياتة التي اقتربت .

 

 

قد يعجبك ايضا