اسهال العقوبات الامريكية الاحادية ” والاهداف المرجوة ” / كاظم نوري الربيعي

Image result for ‫البلطجة الامريكية‬‎
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأحد 19/8/2018 م …
لم يعد خافيا من ان اكثر ما يغيض الولايات المتحدة ويجعلها تفقد توازنها وتتمادى في ” هلوسة العقوبات ” هو بروز روسيا كقوة عسكرية وتصدرها المشهد في سورية في تصديها للارهاب المدعوم ” امريكيا ” الى جانب حكومات اقليمية فاسدة اغدقت مليارات الدولارات وسهلت قدوم الالاف من القتلة والمجرمين من مختلف بقاع العالم الى المنطقة العربية كانت تراهن على الحاق سورية بالعراق وليبيا لكن صمود سورية حكومة وشعبا وجيشا ودعم الاصدقاء والحلفاء لها وفي المقدمة روسيا احبط المخطط المرسوم للمنطقة بهدف تقسيمها مما جعل واشنطن تصاب بهستريا ” فرض المزيد من العقوبات على روسيا والتلميح بعقوبات اشد لاحقا.




ما جدوى او عدم جدوى العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على دول لاتروق سياستها للنهج الامريكي المجافي حتى لقرارات الامم المتحدة وتطلب واشنطن من دول العالم الاخرى ان تحذوا حذوها او الالتزام بما يتخذ من قرارات غير شرعية بهذا الشان هي من صنع اروقة الكونغرس الامريكي ولن تاتي في اطار مجلس الامن الدولي او المنظمات التابعة للامم المتحدة.
وللولايات المتحدة الامريكية تاريخ ” اسود” بفرض العقوبات على الدول التي ترفض الوصاية الامريكية وحين نعود الى الوراء نجد ان هذه العقوبات ” الامريكية” الاحادية الجانب لم تؤثر بالصورة التي كانت تتخيلها الولايات المتحدة او تحلم بها .
انظروا ” كوبا ” مثلا او اية دولة قريبة من الحدود الامريكية استطاعت هذه الدول ان تتعايش مع شيئ اسمه ” عقوبات امريكية” ان لم يرافقها تامر مفضوح او تدخل عسكري او غزو عسكري مباشر كما وقع في ” غرينادا وغيرها من الدول مثل العراق .
ما بالكم اذا تحولت بيانات و قرارات واشنطن المكتوبة على الورق والمصدق عليها من قبل ” الكونغرس الامريكي” الى اشبه بورق ” التواليت” عندما نتحدث عن حمى وهستيريا العقوبات الامريكية الاحادية ضد دولة عظمى مثل روسيا دون ان يرافق تلك العقوبات تاييد اجماع من دول اوربية حليفة للولايات المتحدة اذا استثنينا بعض المواقف الاوربية الداعمة لنهج العقوبات الامريكية ضد روسيا .
. اما ما نلمسه في التصريحات الاوربية على الاقل الان فيما يتعلق “ببلطجة العقوبات الامريكية ”
ضد ايران والتي تؤكد على ارفع المستويات في اوربا على استمرار التعاون مع طهران وتوفير الحماية للشركات الاوربية التي تتعامل مع ايران من الاجراءات الامريكية الاحادية .
العقوبات الامريكية الاحادية التبي تفرضها واشنطن دون الرجوع الى مجلس الامن او الامم المتحدة لم يعد لها قيمة بصرف النظر من ان هذه العقوبات ربما تؤثر في جانب من الجوانب الاقتصادية والحياتية للمواطن في البلد المستهدف امريكيا بسبب اعتماد هذا البلد او ذاك على ” الدولار الامريكي” في التعامل الخارجي.
وبمرور الزمن اضحت ” العقوبات الامريكية ” على الدول الاخرى اشبه ب” الموضه” لان المصالح هي التي تتحكم بذلك وهاهي دول الاتحاد الاوربي الكبرى الحليفة لواشنطن تعلن عن عدم التزامها بالعقوبات الاحادية الامريكية على ايران في اول تمرد على واشنطن بصرف النظر عن انسحاب بعض الشركات الغربية العاملة في ايران والتابعة لدول اوربية صغيرة تخشى السطوة الامريكية مثل السويد وغيرها.
ووسط هذه الهستيريا الامريكية والاستهتار وادراك واشنطن عدم جدوى ” عقوباتها ” الاحادية على دولة مثل روسيا مشرعون امريكيون يعدون عقوبات جديدة ضد روسيا يصفونها بانها الاعنف والاقوى.
ويبرر أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي فرض عقوبات جديدة ضد روسيا بما وصفوه بأنه “المحاولات المستمرة للتدخل في الانتخابات الأمريكية” و”أعمال” موسكو في سوريا وأوكرانيا.
واعتبر السناتور ليندسي غراهام أن العقوبات الجديدة ستكون “الأكثر قسوة”، مشيرا إلى “العقوبات القائمة فشلت في وقف روسيا عن التدخل في انتخابات الكونغرس المقبلة في العام الحالي ،
وادعى ليندسي بان الهدف تغيير الوضع القائم وفرض عقوبات مدمرة” ضد روسيا، حسبما جاء في بيان له رغم تصريحات الرئيس ترامب المتناقضة فتارة يلمح الى تدخل روسي في الانتخابات وهو ما كذبته ونفته موسكو مرارا وتارة يوعز الى وقف التحقيقات بشان مثل هذا التدخل الذي تحول الى مجرد” لعبة” اشبه بتلك اللعب التي يلهوا بها الاطفال وهدفها سياسي بحت كتلك التهمة الموجهه من لندن ضد موسكو بشات تسميم عميل روسي سابق دون ان تقدم ادلة توثق ذلك.
وفي كل مرة تحاول واشنطن ان تقنع نفسها من ان العقوبات هي الوسيلة الانجح للضغط على الدول دون ان تلفت الى الوراء وتقلب صفحات التاريخ ” كوبا” مثالا لازالت تقف بكل قوة وتتصدى لاعتى الاساليب الامريكية وكذا الحال بالنسبة لدول اخرى في امريكا اللاتينية ما بالكم اذا كان الامر ” يتعلق بدول مثل روسيا او ايران التي اجتازت سنوات من العقوبات قبل التوصل الى الاتفاق النووي الذي تنصلت منه واشنطن وتمسكت به الدول الاخرى الموقعة على الاتفاق.
ان سياسة الولايات المتحدة هي اشبه بسياسة شريعة الغاب البعيدة كل البعد عن القوانين والشرائع الدولية التي تدعي انها تلتزم بها وتتهم الاخرين من انهم يمارسون سياسة تتنافى وميثاق الامم المتحدة وهي نفسها لم تلتزم بذلك.
وما التنصل من اتفاق دولي موثق من قبل مجلس الامن” الاتفاق النووي مع ايران” الا واحدة من الاعيب واشنطن وعدم التزامها باي قرار دولي يصدر عن الامم المتحدة ويؤكد عدم مصداقيتها او الوثوق بها دوليا .

قد يعجبك ايضا