قمة كامب ديفيد : لا سلام مع الايرانيين / ريم خليفة

 

ريم خليفة  ( البحرين ) الخميس 21/5/2015 م …

كامب ديفيد” دائما كانت تردد على مسامعنا ونحن صغار بانها ذكرى اتفاقية السلام المشؤؤمة مع ” اسرئيل ” التي تم التوقيع عليها في 17 سبتمبر/ ايلول 1978 بين الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن وذلك بعد 12 يوما من المفاوضات في المنتجع الرئاسي كامب ديفيد في ولاية ميريلاند القريبة من واشنطن. اذ نجم عنها مفاوضات ادت الى التوقيع على الاتفاقية تحت إشراف الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر وهذه الاتفاقية كما هو اسمها لم تكن عادية بل نتج عنها حدوث تغييرات سياسة كبيرة على العديد من الدول العربية تجاه مصر، وتم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من العام 1979 إلى العام 1989 نتيجة التوقيع بينما حصل الزعيمان مناصفة على جائزة نوبل للسلام في العام 1978.

ودون شك انها كانت البداية لكثير من المتغييرات التي طرقت باب المنطقة العربية حتى وصلت الى مرحلة لا تصنف ولا تسمى ” اسرئيل” في ادبياتها وتصريحاتها ب ” العدو” كما اعتادت في مراحل وحقب زمنية سابقة وكما كان يدرس في مناهجنا الدراسية ونحن صغار على مقاعد الدارسة. كل شيء تغير حتى لو دولا اعلنت السلام علنيا او اكتفت دولا اخرى بعدم اعلانه فذلك ما عاد مؤثرا .

واليوم نجدنا نسمع عودة اسم ” كامب ديفيد ” يحل على مسامعنا من جديد لكن هذه المرة جاء ليجمع بين واشنطن ودول الخليج العربية لقاءا يمهد لاتفاق اخر مع ” ايران” التي دائما صنفت بالعدو لدول المنطقة التي مازالت لاتثق بهذا الجار . كما ان البيان الختامي لهذه القمة تكلم عن العمل المشترك والتعاون العسكري والتصدي لاي تهديد خارجي وصولا الى ملفات العراق وسوريا واليمن وليبيا ولكنه لم يشر باي شكل من الاشكال عن القضية الفلسطينية

بينما تعهد الطرفان بالعمل معا لإيجاد حلول سياسية للأزمات في المنطقة، أكدت الولايات المتحدة استعدادها لحماية منطقة الخليج من أية هجمات خارجية. وتعهدت خلال القمة بتعزيز قدرات دول الخليج لمواجهة أي عدوان خارجي. وفي ختام ثلاث جلسات من المشاورات، أعلن الرئيس أوباما أنه طمأن قادة دول الخليج بالتزام الولايات المتحدة بمواجهة أي عدوان خارجي على دول مجلس التعاون. وقال إنه أجرى محادثات “صريحة” بشأن إيران وتنظيم “داعش” وقضايا أخرى. وأضاف الرئيس الأميركي وهو يتحدث متوسطا القادة الخليجيين أمام الصحافيين: “كنت واضحا للغاية بأن الولايات المتحدة ستقف الى جوار شركائنا في مجلس التعاون الخليجي ضد الهجمات الخارجية”.

ورغم ان الجانبان اتفقا على ضرورة منع إيران من الحصول على سلاح نووي، بعد أن قدم وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الطاقة الأميركي ارنست مونيز شرحا للمفاوضات النووية التي يشرفان عليها مع إيران ضمن إطار الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الا ان الدول الخليج مازالت مخاوفها باقية من جارها الايراني. اذ يبدو ان ما جاء في كامب ديفيد ( 13 و14 مايو / ايار 2015) لم يكن مرضيا لدول الخليج بدليل ما تناقلته الصحافة الاميركية والبريطانية امس( الاحد) من تسريبات صحافية تتكلم نقلا عن مسؤوليين امريكيين بان قرارا استراتيجيا قد اتخذ بشان بعض دول الخليج التي تنوي الحصول على اسلحة نووية من باكستان- بحسب صحيفة الصاندي تايمز – وهو الامر الذي قد يشعل سباق التسلح في المنطقة.

يبدو ان هذه الخطوة جاءت وسط حالة من الغضب المتزايد بين دول الخليج حول الاتفاق الذي يدعمه الرئيس الأمريكي اذ تخشى من أن يتيح لعدوها اللدود إيران تطوير قنبلة نووية وهو ما يبرهن ان الطموحات من هذه القمة لم تتحقق حتى الان في اعلان سلام مع الايرانيين اوكما تحقق في القمة السابقة اي منذ اكثر منا عشرين عاما مع ” اسرائيل” ولكن مع تحالف عربي اخر. وهو ما يدعو الى القول ان سياسيات المنطقة قابلة للاخذ باتجاه.

كاتبة واعلامية بحرينية

[email protected]

قد يعجبك ايضا