نحو وعي قومي عربي صحيح (2) / النائب الأردني حسن عجاج عبيدات

 

 

النائب الأردني حسن عجاج عبيدات ( الأحد ) 10/5/2015 م …

يهدف فهمنا للتطورات التاريخية المختلفة إلى وعي حركة المجتمع الذي كان له الدور الأهم في تحديد الذات العربية بواقعها الراهن، وإلى الدفع باتجاه المزيد من الدراسات حول الاتجاهات التغييرية.إننا مطالبون بالكشف وبمزيد من مراجعة تاريخنا، لبلورة تاريخ العلاقات الاجتماعية والقيم الانسانية التي مورست خلال الحقبات التاريخية السابقة، وصولاً إلى تحديد سمات المرحلة التي نمر بها، فهل العرب قومية واحدة أم مجموعة قوميات؟ وهل نعمل من أجل الوصول لإرادة سياسية قومية موحدة مستندين على التاريخ الموحد للأمة العربية عبر التاريخ أم لا؟.

إن نظرتنا إلى التاريخ تشكل مظهراً من مظاهر موقفنا العقلي العام حيال مشاكلنا القومية كعرب، وحيال علاقاتنا الخارجية مع القوميات الأخرى ، فمن خلال التاريخ يمكننا فهم مسألة التواصل التاريخي ،عبر قوى التغيير فيه، إن هناك من يرى قوى التغيير خلال التجزئة ، وعلى أنقاض الوحدة القومية في المنطقة العربية ،وهناك من يراها من خلال الشخصية القومية الموحدة للأمة العربية. ولا شك أن هناك فرقاً كبيراً واسعاً بين النظرتين، النظرة الاقليمية ، والنظرة القومية . النظرة التي تنكر وجود أمة عربية واحدة ،والنظرة التي ترى وجود أمة عربية واحدة، ووجود شخصية قومية عربية تبلورت خلال الحقبات التاريخية السابقة . وفي أن وحدة التاريخ العربي بلورت السمات الأساسية في المسألة القومية عند العرب،إلا أن هناك عقبات داخلية وخارجية أعاقت النمو الطبيعي في اكتمال الصفات القومية للعرب.

ولكن هذه العوامل يجب أن لا تدفعنا لنكران الشخصية القومية العربية، بل يجب أن تدفعنا للنضال من أجل بلورة الإرادة السياسية للشخصية القومية العربية. فحقّ الأمم حق سياسي، والعقبات التي تعترض حقنا في الوصول لوحدتنا السياسية والاقتصادية والثقافية، هي عقبات تعمل من أجل عدم مساهمتنا في النضال القومي وبالتالي في النضال الأممي . ومن الواضح أن الطرح الأقليمي يقود إلى الابتعاد عن كل أنواع الاتصال مع القوى الهادفة للتغيير، فلن يكون إلا طرحاً تبعياً بعيداً عن المساهمة في التغيير والبناء.

لقد تجلّت وحدة التاريخ العربي من خلال أسس ثابتة كاللغة ووحدة الأرض ومن حيث ارتباط المنطقة العربية جغرافياً ببعضها البعض، ومن خلال العادات والتقاليد والثقافة المشتركة. إن هذه العوامل الموجودة المعبرة عن وحدة الأمة، بحاجة لإرادة سياسية موحدة للوصول لتنمية السمات الأخرى الضعيفة كالوحدة الاقتصادية. وإن مسألة الانصهار الاقتصادي كعامل لازلنا نصارع من أجل تحقيقه عبر الوحدة القومية العربية، كما إن هذا العامل الهام ليس كافياً ،بل هناك العامل السياسي الذي له دور مهم في تحقيق الوحدة السياسية الاقتصادية.

أما المسألة القومية في المنطقة العربية ،فهي تنتمي إلى الحاضر الحي اليومي، وتكتسب حتى الآن وجهها الإيجابي التقدمي. وإن أيّ استخفاف بالوطنية والوطن يعتبر استسلاماً لمخططات العدو والتبعية الاستعمارية وإن التخلي عن الدفاع عن وحدة الوطن ، خيانة صريحة ،وانهزامية أمام مخططات التجزئة.

تتجلى المسألة الوطنية القومية في وطننا العربي في النضال الديمقراطي وفي التوجه المجتمعي العادل حيث يتساوى المواطنون في الحقوق والواجبات، وفي تكريس المواطنة الحقة ، وتأكيد الوحدة القومية ، وبناء الشخصية العربية المستقلة.

 

 

 

.

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.