سلامة كيلة و “مناضلو الامبريالية الأشداء” / ناجح شاهين

سلامة كيلة و "مناضلو الامبريالية الأشداء"بقلم: ناجح شاهين



ناجح شاهين ( السبت ) 30/12/2017 م …
“غريب حقاً أن يستمر كيلة في غيه بعد أن يعلن ولي نعمته ونعمة “العربي الجديد” زعيم السياسة الخارجية القطرية أنهم قد أنفقوا مئات، نعم مئات المليارات، من أجل تدمير سوريا.”
ناجح شاهين
يصب كيلة جام غضبه في المقال المنشور في “العربي الجديد” على المؤتمر المنعقد في سوريا في تشرين المنصرم من اجل “دعم النظام الدموي فاقد السيادة” في مواجهة “الحلف الأمريكي الصهيوني الرجعي.”
نتيجة بحث الصور عن سلامة كيلة** سلامة كيلة …
بالطبع يسخر كيلة مثلما هو واضح من وجود هذا الحلف ضد سوريا، مبيناً أن هناك في الواقع قوى استعمارية على الجانبين. هناك مثلما يوضح الرجل القوى الاستعمارية القادمة من روسيا ولبنان وإيران.
هل من المؤسف بأي معنى أن نضع حزب الله في عداد المحتلين؟ يعني ليس من باب أن حزب الله هو درة المقاومة كونياً، لا عربياً فحسب، ولكن من باب أنه ليس دولة لكي يجد الرفاه الكافي ليتمتع بصفة المحتل.
يقول كيلة إن من حق هؤلاء المقاومين للاستعمار الأمريكي الصهيوني أن يفعلوا ما يحلو لهم، بما في ذلك قتل الشعب السوري وتهجيره حتى لو انتهت سوريا.
نستنتج أن هناك خطراً “وجودياً” على سوريا من حزب الله، ومن الواضح أن الخطر الذي يمثله الحلف “الأمريكي/الصهيوني” تافه ولا يذكر بالقياس إلى خطر حزب الله وايران وروسيا.
ترى هل يشكل حزب الله وإيران خطراً على فلسطين أيضاً؟ وهل هو أشد من الخطر الأمريكي الصهيوني؟ يعني هل علينا أن نبدأ في إعداد الألوية والكتائب لمواجهة “زحوف” حزب الله المعادية؟
هناك خطابة rhetoric تدعو إلى الغثيان يستخدمها كيلة عن طريق السخرية الفجة من الفكرة التي تقترح أن هناك مواجهة حقيقية على أرض سوريا بين معسكرين، وأن الجيش السوري يبلي بلاء حسناً. بالطبع كيلة ينفي وجود هذا الجيش معتبراً أن سوريا خاضعة تماماً للاحتلال الروسي/الإيراني/اللبناني.
يردد الرجل على نحو مدهش مقولات وشعارات تصلح نموذجاً للخطاب الأهوج الذي يذكر بخطاب ألمانيا النازية أو تهييج أحمد سعيد غير العقلاني في “صوت العرب”.
هذا نموذج من كلام “المفكر” كيلة: “كل الشعب السوري “فدوة” لعيون هؤلاء الحلفاء، وكذلك كل المدن والقرى المدمرة، وتهجير أكثر من نصف الشعب السوري. المهم أن نكون ضد “الحلف الأميركي الصهيوني الرجعي”. أن نجتمع في “دمشق العروبة” ضد هذا الحلف، ومن أجل تعزيز “صمود سورية” و”انتصارها”، وفيض من الكلمات الرنانة الجياشة و”المؤثرة” التي يمكنها أن تسقط المخطط الذي يحيكه ذلك الحلف. وفي الواقع الذي “أسقطه” صمود “الجيش العربي السوري” وبسالته، وهو الذي بات قوامه يتشكل من لبنانيين وعراقيين وإيرانيين وأفغان وباكستانيين وروس وفلسطينيين، بعد أن “خان” معظم السوريين “وطنهم”، وتركوا الجيش لمن بات يحق له امتلاك سورية، لأنه “دافع عنها”. الأمر الذي سيفرض تغيير اسمها، لتصبح روسيا، أو أراضي الإمبراطورية الإيرانية. ”
كيف يصمت النص الرنان عن الجهاد الذي اعترف به سادته، بعد أن تفرقوا، على رؤوس الأشهاد؟ غريب حقاً أن يستمر كيلة في غيه بعد أن يعلن ولي نعمته ونعمة “العربي الجديد” زعيم السياسة الخارجية القطرية أنهم قد أنفقوا مئات، نعم مئات المليارات، من أجل تدمير سوريا.
بالطبع يمضي المقال في تصيد المعسكر الذي “يحتل” سوريا مستفيداً من قدرة سلامة كيلة التحليلية الفائقة القادرة على اكتشاف أن روسيا ليست عدواً لإسرائيل.
شكراً أستاذ كيلة، لولا نباهتك لوقعنا في وهم أن فلادمير بوتين واحد من رفاق تشي جيفارا أو وديع حداد، لكن مهاراتك الخطابية/التحليلية نورت طريقنا لنعرف أن روسيا تحارب في سوريا من أجل الدفاع عن مصالح الدولة الروسية ضد الهيمنة الأمريكية.
على فكرة ليس عندنا شيء ضد ذلك: بالعكس نحن نتعلق بأية قشة إذا اتصل الأمر بمواجهة الوحش الصهيو/أمريكي، وبالمناسبة نتوهم أن حزب الله وسوريا وإيران أيضاً لديهم الحد الأدنى من النباهة الذي يسمح لهم بإدارك أن روسيا لا تحارب من أجل غايات رومانسية أو أخلاقية.
الحرب من أجل الغايات الأخلاقية الفارهة من قبيل الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة تقتصر على مناضلي “العربي الجديد” الذين ارتقى وعيهم فوق مستوى الخبز والأرض والتراب فأصبح همهم الوحيد هو الانتخابات حتى لو كانت تحت البصطار الأمريكي. شاهدنا نماذج منهم من “الماركسيين” الذين اصطفوا مع الاحتلال الأمريكي للعراق من أجل جلب الديمقراطية وإسقاط الطاغية صدام حسين.
نتوهم أن سلامة كيلة واحد من هؤلاء. بالطبع هناك طابور كثير منهم: المال القطري والإماراتي والسعودي ناهيك عن الأمريكي والأوروبي قدم الكثير من أجل بناء معسكر المفكرين الديمقراطيين ضد الديكتاتورية السورية الخاضعة للاحتلال الروسي/اللبناني.

قد يعجبك ايضا