لا خير بمسؤول عراقي يعول على الاجنبي في تحرير ارضه من الارهاب / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأربعاء 4/3/2015 م …

عندما تراود الشكوك البعض  بموقف النجيفيين اثيل واسامة من احداث الموصل فان هذه  الشكوك في محلها لان النجيفى الاول كان محافظا  للموصل وغادرها بعد سيطرة ” الارهابيين ” عليها بينما بقي كما تقول بعض  المصادر منتظرا ظنا منه ان من رافق ” داعش” في عملية الاجتياح في شهر  حزيران من  العام الماضي  ربما يحالفه الحظ ليتصدر  المشهد السياسي ” جوقة عزت الدوري” ومن لف لفهم لكن الامر تطور باتجاه اخر لتستحوذ ” داعش الاجرام” على   المدينة وتزحف الى مدن عراقية اخرى في غياب كان مرتبا كما يبدوا للقوات  الحكومية جيشا وشرطة وقوات اخرى .

الشيئ المثير للتساؤل والشكوك ايضا ان اثيل النجيفي تحول الى  متحدث رسمي  باسم ” حكومة اردوغان” عندما اعلن ان انقرة انضمت الى من وصفها” بالعملية العسكرية” باستعادة  مدينة ” الموصل”  من ايدي ” داعش” في  حين لم تعلن ذلك تركية نفسها التي تشير كل الدلائل في العراق وسورية ان سبب كل المصائب التي جلبتها ” داعش” واخواتها يكمن في دعم حكومة اردوغان وحكومات اخرى  لها في المنطقة  وان يد انقرة   ملطخة بالدماء البريئة  التي سالت وتسيل في العراق وسورية وتتحمل مسؤولية الدمار الذي حل بالبلدين  .

ولاندري كيف  تنضم تركية الى حرب  لطرد داعش من ” الموصل”    اللهم الا اذا كانت تلك الحرب مسرحية هي الاخرى شبيهة بمسرحية ” ائتلاف ماما امريكا ” الدولي لمحاربة ” داعش”  ليتم الاعلان بعد” التحرير” عن انتهاء داعش ولكن بشروط هذه المرة ستنال فيها تركية حصتها”  نفطا   او مشاريع اخرى” مثلما ستنال واشنطن هي الاخرى ” حصة الاسد” لتبق قواتها  في ” قاعدة عين الاسد ” وغيرها  والى الابد.؟؟

 

النجيفي المتحدث باسم انقرة قال ” تركية سوف ترسل الاسلحة والمعدات” لنا”  ولم يقل للحكومة مثلا ” لنا” هل يقصد  للذين يحلمون بتمهيد الطريق لانقرة بهدف تحقيق احلامها في العراق خاصة وان في العراق لايوجد” ضريح لسليمان شاه ” او لاي ” والي تركي” حتى تستغله للدخول الى العراق مطالبة باراض تركية كما حصل في سورية   لكن حلمها في الموصل بات قوسين او ادنى بفضل ” داعش” وخدام ” الوالي العثماني اردوغان امثال  الشقيقين ” النجيفي”.

نشعر بالالم ونحن نسمع ان ” النجيفي ” يصبح متحدثا باسم تركية   الاردوغانية ويبشر العراقيين خيرا بمشاركتها في عملية عسكرية منتظرة لتحرير ” الموصل” مثلما يفرح اخرون بوجود ” سليماني ” بين القوات  العراقية كما يفرح اخرون بوجود ” قوات ماما امريكا” بل ان البعض دعا الولايات المتحدة علنا  الى ارسال قوات برية  للعراق ودون وجل مما يوحي ان ” العديد من  الموجودين في السلطة سلموا امر البلاد للاجنبي  او في احسن الاحوال يدعون رجالا من الخارج لتحرير العراق من ” داعش” بعد ان شحت الرجال في السلطة الحاكمة منذ الغزو والاحتلال وحتى الان.

والا  بماذا نفسر دعوة الاجانب للقتال بالنيابة عن العراقيين في وقت يسطر فيه مواطنون  عراقيون ملاحم  بطولية منذ ستة شهور لطرد الارهابيين من المدن العراقية وتنظيفها من ” داعش” والداعمين لها  حصل ذلك في جرف الصخر وديالى وغيرها  ؟؟

 انظروا سورية التي تتعرض هي الاخرى لهجمة قل نظيرها تواصلت عدة سنوات  تكالب خلالها كل” ارذال” العالم من اجل تدمير الدولة وتقسيم البلاد وتحت ذرائع شتى لكنها ضربت مثلا في الصمود ” جيشا وشعبا وحكومة تدعمها قوى الخير في العالم.

 لاضير ان تستعين باصدقاء للعراق حقا  ليساعدوا في المحنة كما فعلت سورية  لكن لا ان نتحدث عن ” خصم وعدو الامس” والذي تسبب بهذه الكوارث والدماء التي تسيل نتحدث باسمه على انه “  سياتي هذه المرة ” محررا” لا “   ” فاتحا ” بعد ان  ارسل بالنيابة عنه ” قتلة ” ومجرمين ” امثال ” داعش” ومن لف لفها ” ليخربوا ويدمروا بعد ان اتاح لهم سبل الوصول الى ماهم عليه الان .

تبقى تركية مدانة بتدخلها السافر في كل من  العراق وسورية وسوف لن تتعامل مع اولئك الذين يصرحون باسمها امثال النجيفي اثيل وغيره  سوى  انهم مجرد خدم ينفذون اجنداتها في المنطقة وينسحب ذلك على كل  مسؤول  في السلطة لازال يعول على الاجنبي للقتال بالنيابة  عنه.

قد يعجبك ايضا