مؤشرات لحراك تفاوضي يمهد لصفقة تبادل بين حماس وإسرائيل

 

 

الأحد 11/6/2017 م …

مؤشرات لحراك تفاوضي يمهد لصفقة تبادل بين حماس وإسرائيل

الأردن العربي – كمال عليان لم تكن دعوة وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الصليب الأحمر للضغط على حركة حماس لزيارة أربعة إسرائيليين تأسرهم الحركة في قطاع غزة، دعوة عابرة، بعد ثلاث سنوات من إنكار حكومة الاحتلال بوجود أسرى لدى حماس، إنما كانت تصفهم بـ”الجثث”.

وعلى الرغم من أن حماس ترفض الحديث عن أي صفقة تبادل في الوقت الراهن، قبل أن يستجيب الاحتلال لمطالب المقاومة بإطلاق سراح جميع الأسرى المفرج عنهم في صفقة وفاء الأحرار الأولى، إلا أنه –وفقا لمحللين- فإن مؤشرات كبيرة تدل على انطلاق فعلي لصفقة تبادل الأسرى على غرار ما حدث في صفقة شاليط عام 2011.

وفي أبريل/ نيسان العام الماضي، أعلنت كتائب القسام للمرة الأولى أنها تحتفظ بأربعة جنود إسرائيليين من دون أن تحدد مصيرهم، وأكدت أن إسرائيل لن تحصل على معلومات عن مصيرهم إلا بدفع الثمن.

وأعلنت حماس مراراً أن الإفراج عن أسرى فلسطينيين من سجون إسرائيل عبر صفقة تبادل مقابل ما لديها من جنود إسرائيليين أسرى “مسألة وقت”.

وتعتقل إسرائيل ما يزيد عن 6500 أسير فلسطيني، بينهم العشرات أمضوا أكثر من عشرين عاماً قيد الاعتقال.

وأجرت حماس وإسرائيل عام 2011 عملية تبادل أفرج خلالها عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أسرته المقاومة الفلسطينية صيف العام 2006.

حراك تفاوضي

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة ناجي شراب، أكد أن تصريحات ليبرمان دليل قوي على بداية الحراك التفاوضي بشأن قضية الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل.

وقال شراب لـ”دنيا الوطن”: “اعتراف ليبرمان الأخير هو تصديق فعلي لرواية حركة حماس، وهذا يعطي مصداقية كبيرة للسلوك السياسي للحركة”.

وتوقع أن تحظى جمهورية مصر بمتابعة هذا الملف وإجراء مفاوضاته مثل ما حدث في صفقة شاليط، مرجعاً ذلك إلى التحولات السياسية في حركة حماس، وحالة التقارب مع النظام المصري مؤخراً.

وأشار إلى أن حماس تعلم جيداً بأن قيمة الجنود الذين لديها ليس ببقائهم بشكل دائم في قبضتها، بل في إتمام صفقة تبادل للأسرى تحقق أهداف المقاومة الفلسطينية، مبيناً أن الجنود الإسرائيليين من أهم الأوراق القوية في يد حماس حتى الآن.

وأضاف شراب “كما أنه لا يمكن فصل ورقة الأسرى عن المعطيات التي تحكم قطاع غزة مثل الحصار والموقف السياسي لحركة حماس، الذي يحاول قدر المستطاع إنجاز صفقة تبادل كبرى”.

صفقة تبادل

بدوره، لم يستبعد المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة انطلاق عملية تبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل، متوقعاً أن تسير هذه المفاوضات على قدم وساق بدليل أن المقاومة قدمت قوائم للأسرى المنوي الإفراج عنهم.

وقال جعارة لـ”دنيا الوطن”: “الاحتلال يعلم جيداً عدد من أسروا خلال الحرب الأخيرة على غزة في 2014، وهو على يقين تام بأن الإفراج عنهم لا يتم إلا عبر صفقة تبادل مثل صفقة وفاء الأحرار”.

وتوقع بدء المفاوضات بين حماس وإسرائيل منذ إصدار أول فيديو أصدره القسام، والذي كان أول إشارة تفاوضية بينهما، مبيناً أن نتنياهو سيجري هذه الصفقة مثلما فعل مع الجندي جلعاد شاليط عام 2011.

وأشار جعارة إلى أن المجتمع الإسرائيلي بات يتقبل إجراء حكومته عمليات التبادل مع حماس بعد صفقة وفاء الأحرار السابقة، لأنه يعلم جيداً أنه بدون ذلك لن يعود جنودهم لذويهم.

وغادر الأسبوع الماضي وفد من حركة حماس بقيادة رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار إلى القاهرة، في زيارة مفاجئة، فيما تعد أول جولة خارجية للسنوار بعد انتخابه بداية العام الجاري.

صفقة ومتغيرات

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن زيارة وفد حماس بقيادة السنوار إلى مصر يجعل المراقبين يسلطون الضوء على ملف الأسرى وإمكانية تحقيق صفقة جديدة في ظل المتغيرات الحادثة إقليمياً بعد قمة الرياض.

وقال الصواف لـ”دنيا الوطن”: “هذه الزيارة التي دعت فيها مصر وفد حماس للقدوم إلى القاهرة والتباحث في قضايا مختلفة، فرصة لمصر كونها تعتقد أن حماس باتت في ورطة كبيرة بعد قمة الرياض والخلافات الخليجية مع قطر، وهنا يرى صناع القرار في مصر أن الوقت مناسب من أجل الضغط على حماس قبل أن تصحو من الصدمة”.

وتوقع أن حماس سترفض أي مقترح لصفقة تبادل لا تحقق شروط المقاومة، لأنه “لم يعد لديها ما تخسره لو رفضت الضغوط”، مرجحاً ألا تخذل حماس الأسرى في سجون الاحتلال.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.