استهداف الوطن العربي لماذا؟

 

 

فــؤاد دبــور* ( الأردن ) الأحد 28/5/2017 م …

استهداف الوطن العربي لماذا؟

*أمين عام حزب البعث العربي العربي

لان الوطن العربي يمتاز بموقع جغرافي استراتيجي حيث شبكة مواصلات تربط العديد من القارات ودول العالم، مثلما يمتاز أيضا بمساحة واسعة تمتد من أقصى الشمال الإفريقي إلى الخليج العربي والدول المتاخمة، إيران، تركيا، كما يختزن في باطن أرضه ثروات استراتيجية أهمها ثروة النفط والغاز الضرورية لحياة شعوب العالم وصناعاتها مما جعله محط أطماع القوى الاستعمارية والشركات الرأسمالية حيث دفعت هذه الأطماع الدول الاستعمارية إلى الإقدام على تجزئة الوطن العربي الكبير إلى دويلات من اجل إضعافه وتسهيل السيطرة عليه واحتلال أقطاره وقد ساعدت بعض الأنظمة العربية الدول الاستعمارية في إنجاح مشروعها وتحقيق مصالحها على حساب مصالح الأمة العربية.

لقد أدت التجزئة إلى خلق الدولة القطرية التي شكلت تحديا رئيسيا ومشكلة أساسية وضعت امة العرب امام حالة غير مسبوقة من الضعف أدت إلى ارتهان العديد من الأنظمة العربية للقوى الاستعمارية الطامعة بثرواتها وأدت في بعض الحالات إلى نزاعات وصراعات وحتى الاقتتال أحيانا مما جعل الأمة العربية تعيش مرحلة شديدة الصعوبة وان تواجه العديد من الأزمات والتحديات والأخطار وتعجز عن تحقيق نتائج ملموسة في مواجهتها بل تصل إلى حالة مأساوية.

هذا إضافة إلى أن الأوضاع الداخلية في العديد من الأقطار العربية تتسم بالتباين واختلاف في مستوى المعيشة والنفوذ السياسي والاجتماعي. ومن أهم المعوقات التي تحول دون تقدم الوطن وتطوره تدني مستوى المعيشة في الأقطار العربية الكبيرة مساحة وسكانا والأقل ثروة مثلما انها أيضا تعاني من مشكلة البطالة والفقر المرتفع بين الفئات الشعبية مما يتسبب بعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي في الوقت الذي تذهب فيه ثروات الاغنياء الى الدول الاستعمارية والامبريالية الامريكية.

هذا وان من ابرز التحديات التي تواجه الأمة:

1-     تحدي التجزئة التي هي السبب الرئيسي في حالة الضعف العام الذي تعاني منه الأمة مما جعل العديد من أقطارها تخضع للسياسات الاستعمارية والامبريالية وتعجز عن مواجهة المشاكل والأزمات والتحديات التي تواجهها، وهذا يجعل النضال من اجل التوحد أو الوحدة ضرورة ملحة للخروج من حال التجزئة الذي تعيشه الامة.

2-     تحدي الوجود الصهيوني في فلسطين العربية واحتلال العدو الصهيوني لأراض عربية أخرى في سورية ولبنان.

3-     تحدي الهيمنة الأمريكية على المنطقة العربية والتدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية للعديد من أقطار الوطن العربي وقد وصل هذا التدخل إلى حد قيامها بالعدوان والاحتلال مثلما حصل للعراق. وشنها حربا إرهابية عبر تركيا وقطر والسعودية وما يسمى بجامعة الدول العربية على سورية العربية لأسباب نتوقف عند أبرزها:

–       لأنها أفشلت المخططات والمشاريع الأمريكية – الصهيونية وبخاصة مشروع الشرق الأوسط الجديد مثلما أفشلت المخططات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني الغاصب.

–       لأنها رفضت الخضوع للسياسات الأمريكية في المنطقة ورفضت فك تحالفها مع جمهورية إيران الإسلامية الداعمة لقضايا العرب وبخاصة قضية الشعب العربي الفلسطيني. ودعمها للمقاومة التي تتصدى للعدو الصهيوني.

–       ولأنها تجسد السياسة العربية الداعية للتضامن العربي والإسهام بفعالية في تعزيزه وتعمل على حشد الطاقات العربية بما يخدم مصالح الأمة والدفاع عن قضاياها وأمنها الوطني والقومي.

–       مطلوب إزالة سورية التي انتهجت خيار المقاومة، ضد العدوان الصهيوني الأمريكي وأصبحت مصدر دعم للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ممثلة أساسا بحزب الله وليتمكن قادة الكيان الصهيوني من معاودة احتلال الجنوب اللبناني والاستيلاء على مصادر المياه التي تشكل شريان حياة لهذا الكيان وكذلك السيطرة على اوسع مساحة من الشواطئ اللبنانية والسورية حيث النفط والغاز ويجب أن نتوقف امام مشاريع نقل الغاز القطري إلى أوروبا.

–       التخلص من القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس مما يخرج روسيا من البحر الأبيض المتوسط ويجعلها غير قادة على مواجهة الأطماع الأمريكية وأكثر من ذلك تعريض أمنها الوطني للخطر.

–       الانتقام من سورية التي أسهمت بشكل عملي فاعل في طرد الاحتلال الأمريكي من ارض العراق عبر دعمها للمقاومة العراقية مثلما أسهمت وبشكل فعال أيضا في تحقيق انتصار المقاومة في لبنان في الحرب العدوانية عام 2006م والعدوان الصهيوني على قطاع غزة.

–       وجاءت قمة الرياض الامريكية- العربية – الاسلامية الاخيرة لترفع وتيرة استهداف الامة العربية لصالح الكيان الصهيوني ونهب ثرواتها لصالح شركات السلاح الامريكية وكذلك للحد من البطالة ودعم الاقتصاد الامريكي الذي يعاني من حالات ضعف شديدة.

–       اما المطلوب من اجل مواجهة هذا الاستهداف فهو يتمثل في توعية جماهير امتنا للأخطار التي تواجه الامة، وبناء حركة جماهيرية شعبية على امتداد الوطن العربي قادرة على المواجهة واخراج الامة من الازمات التي تعيشها واحباط وافشال المخططات والمشاريع التي تستهدفها، ويكون ذلك ايضا عبر دعم الاقطار العربية الوطنية والقومية التي تواجه بكل قدرة واقتدار، وفي المقدمة منها سورية العروبة وكذلك دعم واسناد المقاومة التي تدافع عن الامة وتعمل على تحرير الارض والانسان العربي.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.