الادارات الامريكية ومشاريعها المعادية للامة العربية

 

فؤاد دبور* ( الأردن ) الخميس 27/4/2017 م …  

الادارات الامريكية ومشاريعها المعادية للامة العربية

*الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي ” في الأردن “

تجد إدارة الرئيس ترامب، مثلما وجدت الادارات الامريكية السابقة المبررات لتسويق نهجها وسياساتها القائمة على ضرورة تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الاخرى الى حد العدوان بإدعاء اخراج المنطقة من مخاطر الإرهاب الذي تمثله “داعش” دون غيرها مع ان العصابات الإرهابية موجودة بمسميات مختلفة معتمدة على دعم عدد من الأنظمة العربية ماليا إضافة إلى تدريب وتسليح ما تطلق عليه بالمعارضة المعتدلة في سورية بالتحديد وكأن هناك إرهابي معتدل وإرهابي متطرف، اوليس هذا بالمنطق العجيب الغريب؟؟ لكنه منطق الإدارات الامريكية والدائرين في فلكها من الانظمة.

هذا وقد تزايدت في الاونة الأخيرة موجة العداء للولايات المتحدة الأمريكية بسبب سياساتها الخارجية المعادية للشعوب والداعمة للعصابات الإرهابية التي هي أدواتها في تحقيق أهدافها في العالم بعامة والمنطقة المسماة بالشرق الأوسط بخاصة حيث أقدمت على شن حروب عدوانية على العراق ولبنان وسورية بشكل مباشر وكان اخرها العدوان الصاروخي على قاعدة الشعيرات العسكرية السورية الذي ارتكبته ادارة الرئيس “ترامب” أو غير مباشر كما دعمت الكيان الصهيوني في حروبه العدوانية ضد الشعب العربي في فلسطين ولبنان وسورية بادعاء انها تحارب الإرهاب متجاهلة انها كانت السبب في خلق هذا الإرهاب اثر احتلالها العراق عام 2003م وكذلك الحرب على سورية عبر أدواتها في المنطقة من أنظمة وعصابات إرهابية، كما أقحمت الإدارات الأمريكية بعامة وإدارة الرئيس ترامب بخاصة حاضرا نفسها في العديد من المشاكل والأزمات في العالم بعامة وفي منطقتنا بشكل خاص يهدف الهيمنة والسيطرة وجعل العالم كله تحت تصرفها متجاهلة بروز الدور الروسي والصيني ومجموعة دول “شنغهاي” ودول البريكيس، مثلما تجاوزت الأصوات الكثيرة المعارضة في الداخل التي تحذر من مخاطر التورط الأمريكي في العديد من الدول حيث تورطت ادارات سابقة في أفغانستان وما زالت تعاني هناك وكذلك تورطت في العراق وخرجت مهزومة مثلما تورطت أيضا عبر تدخلها في سورية ولبنان ومصر وفلسطين ولم تحقق هذه الادارات سوى الفشل وها هي تحاول هذه الأيام التورط مرة أخرى في العراق وسورية مستندة إلى نفوذها على أنظمة عربية وعصابات إرهابية ولا نبالغ عندما نقول بأن مصير تدخلها وحلفها الجديد سيكون الفشل أيضا وذلك بسبب السياسات الرعناء التي تنتهجها فهي لا تريد الإجهاز على الإرهاب إنما تختار عصابة بعينها لتحجمها وليس القضاء عليها لأنها تجاوزت الحدود المرسومة لها وبخاصة عندما بدأت بتهديد مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني في كردستان العراق حيث وجود قاعدة استخبارية صهيونية- أمريكية تقوم بدور التجسس على البلدان المجاورة.

وعندما نقول بالفشل لأننا نعرف جيدا ومن تاريخ الولايات المتحدة نفسها ان غطرسة القوة الغاشمة لا تنجح في كسر إرادة الشعوب وان نجحت في الخراب والقتل والتدمير لكننا نحتاج حتى نواجه المشروع الأمريكي إلى وحدة وطنية جامعة في كل قطر عربي وذلك لمقاومة سياسة الإدارات الأمريكية الهادفة إلى تقسيم الشعب في العديد من أقطار الوطن طائفيا وعرقيا ومذهبيا ودينيا وتتم مقاومة هذه السياسات بكل الوسائل وفي المقدمة منها نشر الوعي وإتباع الديمقراطية وإطلاق الحريات المسؤولة للمواطنين وتحقيق العدالة والمساواة بين أبناء الشعب الواحد.

وكذلك نشر فكر وثقافة المقاومة كوسيلة رادعة ومقاومة لهذه المشاريع، مثلما نحتاج إلى التنسيق والتضامن والعمل العربي المشترك على قاعدة المصالح القومية العليا للامة العربية ونشر الفكر القومي والتمسك بالهوية القومية للأمة وتغليب المصالح القومية على المصالح القطرية الضيقة.

نعود للتأكيد على ان الإدارة الأمريكية الحالية ترتكب نفس الخطيئة التي ارتكبتها الادارات السابقة، حيث أوجدت العصابات الإرهابية لمواجهة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان واستعانت أيضا بأموال عربية ومقاتلين من أقطار عربية وإسلامية فارتدت عليها وأقدمت على اكبر عملية إرهابية في الحادي عشر من أيلول في قلب مدينة نيويورك.

وها هي العصابات الإرهابية التي استهدفت الدولة السورية يخرج بعضها على الطاعة الأمريكية والأنظمة الداعمة مرة أخرى طمعا في المال النجس الذي تدفعه لها هذه الانظمة.

واستنادا إلى ذلك فإن امتنا العربية تعيش مرحلة دقيقة بالغة الخطورة والتعقيد من خلال التحديات التي تواجهها ولعل من اخطر هذه المشاريع والتحديات ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط، والذي هو مصطلح استعماري قديم ظهر مع وقوع المنطقة تحت الاستعمار البريطاني ولكن ما يعنينا هو الشرق أوسطية المتمثلة بالمشروع الأمريكي بأبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية والذي يهدف إلى التسلط والهيمنة على امتنا وسلبها استقلالها وثرواتها وقراراها السيادي المستقل.

مثلما يعنينا أيضا التأكيد على أهم المحطات الضرورية لمواجهة هذا المشروع الامريكي الصهيوني المعادي للامة العربية:

1-   وعي وفهم واستيعاب طبيعة هذا المشروع وابعاده ومخاطره.

2-   الحرص الشديد على بناء الوحدة الوطنية في كل قطر عربي ومقاومة كل طرح فئوي أو عرقي أو طائفي أو مذهبي بشتى الوسائل ويأتي في المقدمة منها الفكر القومي الوحدوي.

3-   نشر فكر المقاومة وثقافتها وقيمها كطريق لمواجهة المشروع واسترداد الحقوق العربية المسلوبة.

4-   الاعداد والاستعداد للمواجهة على مختلف الأصعدة الاقتصادية والعسكرية والفكرية والثقافية والإعلامية (ونشدد على الإعلامية) مما للإعلام من مخاطر.

5-   مواجهة حالة الأمركة التي طالت العديد من الأنظمة العربية ومنظمات حزبية تدعي الإسلام وفي المقدمة منها المنظمات التكفيرية المتطرفة.

مثلما نؤكد على ان الولايات المتحدة الامريكية لن تتخلى عن نهجها السياسي ومشاريعها المعادية للشعوب مهما تنوعت الادارات ، لكن مصير مشاريعها واعوانها الضالعين في تنفيذ هذه المشاريع الفشل، مما يجعلنا نحذر الجميع من الانخراط في هذه المشاريع المعادية لامتنا العربية بعامة ولسورية العروبة بخاصة. والنصر للشعوب المناضلة التي تدافع عن ارضها وسيادتها وكرامتها دون حساب للتضحيات.

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فـــــؤاد دبـــــور

قد يعجبك ايضا