ماذا بعد أستفتاء تركيا

 

فادي عيد ( مصر ) الثلاثاء 18/4/2017 م …

ماذا بعد أستفتاء تركيا …

بعد التصويت بـ “نعم” باستفتاء التعديلات الدستورية بتركيا، لم يبقى أمام الدولة الاتاتوركية أي فرص فى البقاء سوى بالانقلاب العسكري، ووضع الشارع أفضل نسبياً من محاولة منتصف تموز الماضي، بعد أن جاء التصويت بـ “نعم” بعد التزوير الفج والمثبت بفيديوهات، متفوقا بنسبة 1.4% على التصويت بـ “لا”، وهي نتيجة تؤكد أن جمهور حزب الحركة القومية برئاسة دولت بهتشلي (حليف اردوغان) منقسم على ذاته وغالبيته ترفض مواد كثيرة دس بها أردوغان السم، ونتيجة التصويت باسطنبول وحدها تقول الكثير.

أول خطوة سيقدم عليها الخليفة الجديد الذى يحاول أحياء امبراطورية الدم والتسلط على العرب، هى سرعة اعادة تشكيل القضاء، للتخلص من كل أتباع فتح الله غولن بمؤسسة القضاء فهى المؤسسة الوحيدة البعيدة عن يد اردوغان.

أردوغان أستغل الاحتدام مع أوروبا أفضل استغلال بعد أن روج لاتباعه بأنه فى حرب مع أوروبا الصليبية، وتناسي الاحمق العثماني أن أكثر طرف أوروبي يدعمه هى ايطاليا (بلد الفاتيكان) بحكم الاطماع التى توحدهم تجاه ليبيا، وكانت أخر تجليات الخليفة الجديد، عندما شبه أردوغان خلال مؤتمره الجماهيري الختامي للحملات الدعائية للتصويت على الاستفتاء بنعم، ما حدث له في قصر طرابيا بإسطنبول يوم الانقلاب، بما حدث للرسول عليه الصلاة والسلام وأبي بكر رضي الله عنه في غار ثور، قائلا: إن هؤلاء الانقلابيين الخونة حلقوا في الأجواء بطائرات F-16، معتقدين أن رئيس الجمهورية في قصره بمنطقة طرابيا في إسطنبول، حيث ما كانوا يعلمون أن العناكب تنسج خيوطًا أمام باب هذا الغار فلا تسمح لهم برؤيتي، ولم يتمكنوا من رؤيتي فعلاً.

نحن الان امام الدولة الاردوغانية الاخوانية، دولة حزب والعدالة والتنمية، دولة الاسلام السياسي، الذى سيظل يدعمها بوتين نكاية فى أوروبا، والتى تيقظ أوروبا كل يوم على كابوس أسمه الاصولية السنية، ولكن من المؤكد أن عمر تلك الدولة لن يتخطى نظيرتها بدول شمال افريقيا، فلو بقى اردوغان بكرسيه حتى 2029م كما خطط، أو لمنتصف تلك المدة حتى، فلن نتواجد نحن العرب، وكما قلت سابقا لا يوجد مثلث اضلاعه اكثر من ثلاثة، والمنطقة لم تعد تتحمل كل هولاء الاعبون.

وأختتم كلامي بمقدمة أحد الكتاب الاتراك المقريبن من حزب العدالة والتنمية فى أخر مقالة له قبل الاستفتاء، والتى أكد فيها على ضرورة أن يصبح اردوغان الرجل الاوحد وليس الاول فقط فى تركيا، قبل أن تدخل منطقة الشرق الاوسط فى عواصف جديدة، تحمل عنوان الانتقام الكبير، وانا أوكد لكم أن القادم حقا أنتقام كبير.

*فادى عيد

الباحث والمحلل السياسي بشؤون الشرق الاوسط

[email protected]

قد يعجبك ايضا