رجب اردوغان هو رجب اردوغان

 

فؤاد دبور* ( الاردن ) السبت 25/2/2017 م …

*أمين عام حزب البعث التقدمي الأردني …

رجب اردوغان هو رجب اردوغان …

ظهرت أطماع اردوغان في الوصول إلى الموقع الأول في السلطة وحكم تركيا على طريق تحقيق أحلامه في أن يصبح خليفة للمسلمين أو سلطانا حاكما بأمره عبر تعديل الدستور التركي الذي وافقت عليه اغلبية في البرلمان تمثل حزبه وكذلك بوسيلة اخرى تتمثل بالقتل والإرهاب وإلحاق الدمار والخراب بالدول الإسلامية وبخاصة المجاورة منها. فهو كما يصفة رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو وليس نحن “ديكتاتور عديم الأخلاق والشرف، وصولي، يدعي الدين وهو بعيد عنه كل البعد، من نمط جديد لا يحترم الدستور الذي اقسم على احترامه، بل يسعى لأحكام سيطرته الشخصية على جميع مؤسسات ومرافق الدولة التركية، ويضيف أن اردوغان قد خرب علاقات تركيا بدول عربية ، ليبيا، مصر، العراق، سورية، وأخرى في المنطقة، طعن من كانوا أصدقاء وأرسل العصابات الإرهابية إلى سورية، وحصل بذلك على وسام الشجاعة من منظمات اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية” ونضيف تصريحات وزير خارجيته في مؤتمر ميونخ.

انه يستحق هذا الوسام بجدارة اوليس هو القائل وبالأمس القريب “نحن بحاجة إلى إسرائيل، وهي بحاجة إلينا”. وارسل بالأمس القريب احد الوزراء الى الكيان الصهيوني واتبع اردوغان سياسة حمقاء شريرة تعود بالضرر ليس على الدول التي استهدفها بل وعلى تركيا نفسها حيث الانقسامات والتحركات والصراعات الداخلية، والحرب الدموية على الأكراد في تركيا والعراق وسورية.

ونؤكد ومن خلال المعطيات والمتابعات أن شريحة واسعة وكبيرة من الشعب التركي ترفض وتعارض هذا النهج السياسي لاردوغان، وبشكل خاص المعادية لسورية الجارة العربية المسلمة التي طالما فتحت أراضيها للشعب التركي ومنتوجاته الصناعية والزراعية وهي المعبر البري إلى العديد من دول المنطقة وبخاصة إلى أقطار الخليج العربي الذي يمثل سوقا استهلاكيا كبيرا للمنتوجات التركية.

لقد أشعل اردوغان نيران الحقد والكراهية ضد سورية والعراق وإيران ومصر وهو الآن بعدوانه المتكرر على الأرض العراقية والسورية، حيث دخل بجيشه واعوانه من العصابات الارهابية الى الشمال السوري مدينة جرابلس ويحاصر جهات من مدينة الباب في طريقه في الى “منبج” والرقة كما يطمع. إنما يخدم الكيان الصهيوني العدو الرئيس للأمة العربية والإسلامية لقد اوقع اردوغان تركيا وشعبها في شباك النزعة العدوانية الصهيونية الامبريالية الاستعمارية المعادية للأمة العربية والإسلامية حيث أنه عندما يعتدي على سورية وينتهك حرمة أراضيها والقانون الدولي عبر تسهيل عبور العصابات الإرهابية وتزويدهم بأحدث الأسلحة والمعلومات الاستخبارية أو عبر القصف بالمدافع لقرى سورية يسكنها مواطنون والتدخل المباشر في العدوان على سورية بعد أن كان بالدعم والإسناد والعبور، وقد بدأ هذا التورط الاردوغاني في العدوان الكوني ضد سورية منذ بداياته، وكان من أهدافه إقامة عدالة وتنمية جديد في سورية بقيادة الإخوان المسلمين يستطيع اردوغان من خلاله تحقيق أحلامه في الخلافة والسلطنة وهذا ما دلت عليه أيضا اللقاءات التي تمت في دمشق بين المسؤولين في تركيا وسورية منذ بداية الازمة شهر اذار 2011م.

وجاءت أخيرا انجازات الجيش العربي السوري ومعه القوى الشعبية المقاتلة والحلفاء والأصدقاء والمقاومة وبخاصة في مدينة حلب حيث تم تتويج هذه الانجازات بانتصارات على العصابات الإرهابية المدعومة من اردوغان وأسياده وحلفائه مما افقده أعصابه واتجه نحو محاولة يائسة في وقف هذه الانجازات التي سوف تستمر حتى استعادة كل الأراضي السورية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وتعود سورية المنتصرة دولة وطنية قومية موحدة وقوية لان سورية بشعبها وجيشها وقيادتها تمتلك الشجاعة والقدرة والاقتدار على مواجهة العدوان إرهابيا كان أم تركيا أم من أية جهة كانت.

ومثلت تصريحات اردوغان الاخيرة وقبل ايام بالسعي لمنطقة امنة على حد تعبيرة في الشمال السوري مساحتها خمسة الاف كلم مربع، واعتبار ما يسميه بـ “الجيش الحر” الجيش الوطني لسورية ومتجاهلا الجيش العربي السوري الذي يواجه ويدافع من اجل القضاء على العصابات الارهابية المدعومة من اردوغان وغيره لتؤكد على ان اردوغان هو اردوغان.

سورية الدولة صخرة صلدة تتحطم عليها أحلام الأعداء الرئيس اردوغان، لن تنال من سورية، لن تسقط سورية ولن تكون طريق العبور إلى تحقيق أحلامك في السلطنة بل سوف تفشل حيث تنتصر سورية فلا خيار أمام سورية إلا الانتصار وهي بالفعل وبعد صمود دام ست سنوات وتضحيات جسيمة ما زالت صامدة تحقق الانتصار تلو الأخر بجيشها وشعبها وقيادتها وأصدقائها والحلفاء روسيا الاتحادية، إيران والمقاومين العرب اللبنانيين وغيرهم.

أما أنت ومن معك من شركاء وحلفاء سوف تهزمون ولن تحقق ما تطمع فيه من رسم جغرافية المنطقة وسياساتها فهذا حلم لن يتحقق أمام عزم حلف المقاومة المتمسك بالحق، والحق ينتصر والباطل إلى زوال. وأمام دخولك المباشر في الحرب العدوانية نسألك أيها الرئيس ماذا تريد من سورية؟

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فـــؤاد دبـــور

قد يعجبك ايضا