الفك الهولاكي ابتلع سليمان شاه … لكن أين؟ / مها الباشا

 

 

مها الباشا ( الإثنين ) 23/2/2015 م …

 

خرج علينا رئيس وزراء تركيا أحمد أوغلو ليعلن بان مئة عربة عسكرية من بينها 39 دبابة وسبعون جندياً تركياً قاموا بنقل رفات سليمان شاه من شمال سورية (ريف حلب) إلى تركيا بعملية عسكرية ناجحة على حد قوله وأن الجيش التركي نجح في إجلاء الجنود الذين كانوا يحرسون ضريح الشاه والعملية العسكرية أودت بحياة جندي واحد لا غير.

الأسئلة التي تُسأل:

نقل الرفات تمت بعملية عسكرية إذاً مع من اشتبك الجيش التركي في ريف حلب حتى قرر نقل الرفات ؟

إذا كانت على حد قوله بأن العملية العسكرية ناجحة إذاً لماذا قرر الأتراك نقل الرفات تحت تغطية نار الجيش التركي ؟

هل كان الاشتباك ضخم لدرجة استحضار مئة عربة عسكرية من بينها 39 دبابة و70 جندياً تركياً؟

إذا كان مكان الضريح على الأرض السورية خطراً لهذه الدرجة إذاً لماذا سيعاودن نقله إلى مكان آخر في الأرض السورية ؟؟؟

السؤال الأهم هو إذا لم تطلب تركيا أذناً من أحد فلماذا احتاج إلى عملية عسكرية ؟؟؟

الكل يعلم بان مكان وجود الضريح تحت سيطرة ابنها الروحي داعش منذ عام على الأقل والذي وضع في مرمى الجيش العربي السوري منذ أن بدأت العملية العسكرية في ريف حلب والتي احرزت تقدماً كبيراً في تحرير عدد من القرى ذات الطابع الاستراتيجي لريف حلب.

هذا يعني بأن تركيا شعرت بخطر تقدم الجيش السوري في تلك المنطقة بعد الانجازات التي حققها ضد داعش في عدد من قرى ريف حلب لذلك استحضرت الجنود والعتاد العسكري لمساعدة داعش في المواجهة المحتملة.

مصادر أكدت بان الرفات تمّ نقلها إلى قرية من قرى عين العرب هذا يعني بأن الحرب التركية على سورية قامت بسواعد البيشمركة، خطرها لا يقل خطراً عن داعش الصهيونية حسب التحليلات العسكرية الاستراتيجية وهي التي تتهيأ للنيل من سورية.

لا غريب في كذب أحمد أوغلو عن كذب اجداده حينما ادعوا بأن سليمان شاه قُتل على أيدي امبراطور المغول هولاكو في قلعة جعبر القريبة من سد الفرات بهدف إثراء هوية تركية ثم هوية وطنية في تلك المنطقة والتي شكك بعض المؤرخين في رواياتهم الرسمية حينذاك. كما انها ليست الكذبة الأولى بعد أن ادعوا بان مياه سد الفرات سيغمر ضريح سليمان شاه بغية نقله إلى مكان آخر حيث الأرض الخصبة بعد أن كان على أرض قاحلة.

على ما يبدو اليد التركية دائماً تمتد للسطو على أملاك سورية كيف لا وهي فعلتها اثناء الانتداب الفرنسي على سورية سنة 1921 حين وقعت اتفاقيتها المعروفة مع فرنسا ليبقى ضريح سليمان شاه تحت السيادة التركية. وهي نفس الاتفاقية التي منحت بموجبها فرنسا حق اغتصاب لواء اسكندرون لتركيا.

رسالة إعلان احمد أوغلو نقل الرفات هي بمثابة بدء المواجهة المباشرة إلى جانب داعش وأخواته مع الجيش العربي السوري في شمال حلب لتكون هي الفيصل لدحر أطماع السلطنة العثمانية الجديدة عن الأرض السورية.

 

قد يعجبك ايضا