ندوة حوارية … حركة القوميين العرب / هيئة العمل الوطني السوري

 

الأربعاء 18/1/2017 م …

الأردن العرب ( خاص ) …

*أقامت هيئة العمل الوطني السوري، يوم الجمعة تاريخ/13/ 1/ 2017 / الساعة الرابعة مساء في قاعة مركز التطوير(الرضا) ، دمشق البرامكة،، ندوة حوارية ثرية وناجحة بعنوان( الواقع السياسي الراهن وضرورة الحوار الوطني) قدم فيها الأخ سليم محسن مداخلة مخالفة، وهذا نص لما جاء فيها….

*قد بكون من المفيد ، حينما يطرح موضوعا ملحا، حول ضرورة الحوار:

أن يسأل المواطن ؛ الحوار مع مَن..؟

فالحوار بين أثنين شخصين عاديين، يكون للحوار أصول وقواعد وأدبيات لاجتراء الحلول، أما في ما يتعلق بالشأن العام، فيُفترض أن ينطلق، من أن لا وجود مقدس على أرض الوطن، سوى الإنسان فيها وحقه في الحياة، ومنه تتقدس الأشياء والموجودات، كما يُفترض أن يكون بين طرفين عاقلين متساويين متعادلين، وفي حالة المنتظم السياسي بين شخصيتين اعتباريتين مسئولتين، يكون خلافهما حول موضوع ذي أهمية، أو قضية مصيرية مشتركة، وفي موضوع سوريا الوطن، حيث أن الأزمة فيها متداخلة عاصفة، وفيها من الإدعاءات أكثر من الحقائق، فلا وجود لمعنى الحوار مع من رَفعوا السلاح في مواجهة الشعب ودولته، أيا كان السبب، وأيا كانت السلطة القائمة عليها، وقرروا الخراب، وان الشعار الذي رفعه المسلحون عن الحرية وتحرير الشعب يصبح على هذا الأساس باطلا وبلا معنى، مهما أضفوا عليه من التجميل..؟ حيث تم الاحتكام مسبقا على قدرة السلاح في التغيير واجتراء الحلول، مما استدعى هذا على أن ينحصر الحوار بالضرورة بين طرفين: 1 – الشعب الذي تمثله قوى المعارضة الداخلية على تنوعاتها وتوجهاتها، 2 – السلطة القابضة على الدولة بكافة مؤسساتها..؟

وهذا قد يقود إلى عدة ملاحظات:

1 – هل هناك بين الشعب السوري اختلافات جوهرية أم تناقضات..؟ فإذا لم بكن هناك من حالة تصادمية كما جرى ويجري بين الطبقات الاجتماعية في الدول الأخرى، إذ لا وجود لهذه شكلها الحاد، ولا حالة إلغاء وجود بقصد احتلال مناطق الغير المختلف وممتلكاته، إلا ما كان بفعل تحريضي، فليس من تناقضات بين مكونات الشعب، وبالتالي لا مبرر لوجود تصادمات.

2 – يجب أن نقر أن طبيعة البيئة الإنتاجية لسوريا الجغرافية، وتداخل تنوعها، كان مساهما في تنوعها السكاني، ولربما كانت تعمل على الحفاظ على بقاء هذا التنوع، فإن وجود هذه الحالة قد يحتم الإحتياج إلى التعاون التبادلي والتكامل بين مكوناتها لا التناقض، كما أن هذا الوضع بدوره قد أنتج إغناء للمكون السوري الواحد، ومن واقع هذا المنطلق التعددي، تشكل وتكون على المسار التاريخي لشعبها الوحدة السورية المتماسكة..؟

3 – مما يؤكد هذا، أن حدوث مصادرة ما من مكون ما، لهذا التعدد تحت أي مسمى، نهج غير واقعي يحمل ظاهرة قهرية شاذة لا بد أن تزول، تستدعي إقامة ضوابط كي لا تحدث أو تتكرر، وحلول لإيجاد صيغ التشارك العادل على الأرض، إذ لا تستطيع جماعة إيديولوجية، أو إثنية أو مذهبية مهما بلغت من الوعي، أن تخالف المعطى الطبيعي للتشكيل الإنساني المتعدد الواحد، وأن تستوعب بالتالي الحيثيات المطلبية المتجددة للمكونات الأخرى، دون أن يسوق مسارها هذا المأزوم إلى الطغيان.؟

4 – لذا فمن الأفضل لأي مسعى في الحوار أو المصالحة، أن ينطلق من هذا المفهوم، على أن يجري تساؤل البعض للبعض في الحوار عن ماهية مطالب الآخرين، التي تنتجها مشكلاتهم الحياتية، وصعوبات العيش، وعن الرغبات وكيفية تصور التحرر لتحقيقها، وأن تتم دراستها عقلانيا، وأن تحل الخلافات الحادة المستعصية إن وجدت من قبل الأطراف في مصالحات مثمرة، بعد إزالة العوائق دونها والأسباب، فالحوار يجري بين أطراف متساوية متعادلة، ولا من آخر قيم أو سيد على الآخر، ومثل هذه الإجراءات، كانت تتم طبيعيا داخل كل مكون، وأيضا بين طرف وبقية المكونات الأخرى في المناطق..؟

5 – أما أسباب الأزمة السورية التي استفحلت على مدار السنوات الماضية، وعانى من وحشيتها كل شعب سوريا، فموضوعها يختلف، فلقد حاولت قوى محلية بتحريض تآمري من قوى خارجية ذات مصالح، استغلال الثغرات والعثرات في جسم الدولة السورية لتبرير ممارساتها الخيانية وأفعالها، فمنذ استقلال سوريا وجلاء الفرنسيين المستعمرين عن أرضها عقب انتهاء الحرب الثانية، نشأ توازن دولي جديد استدعى صراعا دوليا حولها لما تتميز به من موقع جيوسياسي استراتيجي هام، ذلك ابتغاء إيجاد مناطق نفوذ لهذه الدول على حساب استقلال شعبها وحريته ومصالحه..؟

قد يعجبك ايضا