رسالة تجمع الهيئات المقدسية الى سفيرة الإمبريالية الأمريكية في الأردن

 

الأحد 8/1/2017 م …

الأردن العربي …

** مع تحفظنا الشديد في ” الأردن العربي ” على هذه الرسالة ( الخانعة ) ، إلاّ أننا آثرنا نشرها كي يطّلع قرّاء ومتصفّحو ” الأردن العربي ” على طريقة تفكير بعض هيئات المجتمع المدني الفلسطيني ، الممثلة للطبقات والشرائح البرجوازية الفلسطينية والتي تجد الرعاية الكاملة من سلطة محمود عباس والأنظمة العربية المرتبطة أصلا بالأجندة الأميركية ومخططاتها في المنطقة ضد شعوبنا وأوطاننا ، ونجد أن من حقنا ومن حق المواطن الفلسطيني والعربي أن يتساءل : وهل الولايات المتحدة الأميركية محايدة الى الحد الذي يمكننا فيه أن نستجديها الوقوف الى جانب حق الشعب الفلسطيني ؟!

نصّ رسالة العار …

سعادة سفيرة دولة الولايات المتحدة الأمريكية في المملكة الأردنية الهاشمية المحترمة

تحياتنا وأطيب تمنياتنا,

نتقدم لسعادتك بالنيابة عن ما يقارب ربع مليون مقدسي, مواطنين أردنيين الذين طُرِدنا بالقوة من القدس مدينة آبائنا وأجدادنا منذ فجر التاريخ في عام 1948 عندما احتلت القوات الاسرائيلية غربي القدس عندما كان أغلبية سكانها عرب فلسطينيين, وكذلك في عام 1967 عندما قامت اسرائيل بالعدوان على القدس الأردنية الفلسطينية في عمل حربي مما أخضع القدس لوضع أراض محتلة.

إن هذا الاحتلال الذي مضى عليه الآن ما يقارب نصف قرن والذي لم يتأثر بالعديد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة التي طالبت اسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة بما فيها القدس قد سبب أوضاعاً جديدة تحكمها قوانين وأوامر وسياسات جديدة.

إن هذه المناطق المحتلة كانت جزءاً لا يتجزأ من دولة ذات سيادة وهي المملكة الأردنية الهاشمية, وميثاق هيئة الأمم المتحدة يرفض بشدة الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة وهذا المبدأ الاساسي تضمنه قرار مجلس الأمن 242 والذي تبنته القوى الأربعة الكبرى, الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا وهيئة الأمم المتحدة التي تمثل المجتمع الدولي والانساني.

قد أشار هذا القرار إلى المبادئ الأساسية نحو حل القضية المعقدة المركزية للشرق الأوسط ألا وهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي, إضافة إلى مبدأ عدم جواز الاستيلاء على اراضي بالقوة, فإن ميثاق جنيف الذي صدر بتاريخ 12آب1949 والذي ينص على حماية المدنيين تحت الاحتلال, والذي بموجبه تقوم الأطراف المتعاقدة باحترام مواد الميثاق في كل الأحوال وتمنع الاخلال باحترام وحصانة المناطق المحتلة وسكانها الأصليين.

لقد وجدنا أنفسنا مجبرين على ذكر هذه الوقائع والقرارات التي تعرفينها جيداً ونحن واثقون بأن الولايات المتحدة كانت القوة الرئيسية الدافعة لصياغتها خلال السبع عقود التي مرت عقب نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948

إن هذا الوضع ينطبق بشكل خاص ومميز على وضع القدس, وبخاصة على أهميتها الفريدة الروحية والدينية والسياسية والتاريخية للعالم كله, وبشكل خاص للمسلمين والمسيحيين واليهود.

لقد عبّر المجتمع الدولي عن احترامه وحساسيته لوضع القدس العالمي وذلك بوضع فصل خاص حول القدس في قرار 181 الذي وافق على قرار تقسيم فلسطين, وذلك باعتبار القدس وضواحيها منطقة مستقلةCorpus Seperatum هذا القرار هو الوحيد حتى الآن الذي يؤكد وضع القدس, وحافظ رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية ترومان وايزنهاور وكنيدي ونيكسون وكارتر وريجان وبوش وكلينتون واوباما على التمسك بقوة بهذا الوضع الفريد للقدس, بانتظار الحل النهائي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي ومشاكله.

إن ما يثير الانزعاج هو أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب ينوي منح القدس ــ شرقها وغربها ــ إلى أحد المكونات المقدسية وإلى حرمان الباقين, وبذلك لا يخالف القوانين الدولية ومبادئ العدالة فحسب ولكن بالاعتداء على الحقوق السياسية والروحية وحقوق الانسان المدنية لأكثر من 300000 مقدسي يقطنون في شرقي القدس وحرمانهممن حقوقهم المدنية وكذلك 12 مليون فلسطيني الذين يعتبرون القدس عاصمتهم الأبدية و400مليون عربي في الوطن العربي ومليار ونصف يدينون بالاسلام وكذلك ما يقارب من مليوني انسان يدينون بالمسيحية وقسم كبير يدينون باليهودية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.

اننا الآن في خضم صراع ومحاربة قوى الارهاب والتعصب وعدم التسامح ولا يوجد أي شيء يحبط قرارنا في هذه المخاطرة المصيرية سوى نتائج خسارة القدس وبذلك نقدم دعماً وراحةً لهؤلاء الذين نشارك الولايات المتحدة في نضالنا من أجل هزيمتهم.

نحن لا نرغب أبداً في خوض حرب دينية محتمة والتي أدت إلى دمار وفوضى بين قارات وحضارات في العصور الماضية انه ثمن باهظ ندفعه من أجل رفع راية أمريكا في الموقع الخاطئ وفي أسوا الأوقات والخضوع للتطرف الاسرائيلي بشكل استثنائي, مما يؤدي إلى احباط كل الجهود الهادفة إلى حل عادل ودائم للصراع العربي الاسرائيلي واعادة الحقوق غير قابلة للتصرف للشعب الفلسطيني, هذهالحقوق التي طال تغيبها والدوس عليها.

سعادة السفيرة,

نحن نقدر جداً تكرمك برفع هذه الرسالة إلى حكومتك المبجلة, الحكومة الحالية والادارة القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب.

نقدم لك اطيب التمنيات بحلول العام الجديد.

عمان 3/1/2017

تجمع الهيئات المقدسية:

–       جمعية يوم القدس

–       منتدى بيت المقدس

–       جمعية حماية القدس الشريف

–       جمعية نساء من أجل القدس

–       الجمعية الأرثوذكسية

قد يعجبك ايضا