حدود العلاقة بين مصر وحماس
الخميس 1/11/2016 م …
الأردن العربي – كتب صلاح سكيك …
تشهد العلاقة المصرية مع قطاع غزة، نوعًا من التحسن التدريجي، بعد أعوام من انقطاع العلاقة، خصوصًا في ملف معبر رفح الذي كان يُغلّق لعدة أشهر، وأيضًا علاقة مصر بحركة حماس التي كانت متوترة ولا تشهد أي نوع من التقارب على الصعيد السياسي أو الاقتصادي.
أما الآن فالعلاقة تبدو متوازنة فلا نستطيع أن نقول إنها علاقة كاملة، لأن شروط اكتمالها غير متوفرة، لكن القيادي البارز في حركة حماس الدكتور محمود الزهار، أكد في لقاء سياسي أمس الثلاثاء، وجود رغبة لدى السلطات المصرية بعقد لقاء قريب مع حركته ويجري الترتيب لذلك وأن التواصل بين الجانبين “مستمر ولم ينقطع، على حد تعبيره، لكن ماهي حدود علاقة مصر بحماس في الوقت الراهن؟
الكاتب والمحلل السياسي، أكرم عطا الله، قال إن العلاقة بين مصر وحماس ستكون متوازية، ولن تتحسن كثيرًا، حتى وإن وجدت بعض المبادرات الداعية لتقريب وجهات النظر، وتحديدًا جهود حركة الجهاد الإسلامي.
علاقة مع غزة وليس مع حماس
وأضاف عطا الله في حديث لـ “دنيا الوطن” أن زيارة حركة حماس لمصر في مارس الماضي، بينت أن الشروخ بين الطرفين كبيرة، وجلسة واحدة غير كافية لإنهاء الملفات العالقة، ولم تنتج الشيء الكبير.
وتابع: “نعم يوجد تسهيلات على صعيد معبر رفح، وانتباه مصري أكبر للقضايا الإنسانية بغزة، لكن هذه التسهيلات المصرية ستكون مع سكان قطاع غزة، وليس مع حركة حماس”.
وأشار عطا الله، إلى أن مصر أدركت أن غيابها عن قطاع غزة ساهم في خسارة دورها المؤثر في القطاع، مُبينًا أنه بعد عشر سنوات من الحصار مصر ترى أنه آن الأوان لاستعادة دورها الكامل في غزة.
وشدد على أن الفترة الحالية بخصوص معبر رفح هي قريبة من الفترة التي كانت سائدة في عهد الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، لكن فيما يتعلق بموضوع الأنفاق التجارية فإن الوضع مختلف عما كان في عهد مبارك، [الذي كان يغض الطرف عن عمل الأنفاق].
أما الكاتب والمحلل السياسي، وسام عفيفة، يرى أن العلاقة الحمساوية المصرية، تشهد نوعًا من الجمود في الوقت الحالي، فهي ليست دافئة وأيضًا ليست عدائية.
علاقة باردة
وبيّن عفيفة أن العلاقة كانت بالبداية تصل لمرحلة التصادم، مع وجود تصعيد إعلامي حاد من قبَل بعض الإعلاميين المصريين، حتى وصلت للقضاء، وتصنيف حماس كحركة معادية لمصر.
وذكر عفيفة، أن العلاقة التصادمية بدأت تتفكك وتخرج من دائرة السخونة إلى علاقة باردة، وقائمة على قاعدة احتواء الموقف المتدهور، للحفاظ على الأهداف المشتركة بين الطرفين.
وأوضح، أن المحطة الأخيرة وصلت إلى اللقاء والحوار المباشر، وتحديد مصر لطلباتها، بمقابل بعض من التسهيلات، معتبرًا أنها مرحلة متطورة ولكنها ليست كافية للحكم عليها بأنها علاقة كاملة.
وتوقع، أن العلاقة القادمة ستتطور للأفضل، بحيث يتم تقييم التجربة وتقديم ما يلزم كي يبقى الطرفان على مسار واحد، وبالتالي تقدم مصر المزيد من التسهيلات للقطاع، وتوفير درجة عالية من التعاون المشترك بينهما.
وفيما يتعلق بتراجع حدة الخطاب الإعلامي المصري تجاه غزة، فأشار عفيفة إلى أن الإعلام المصري يتحرك وفق تعليمات عليا، فإن شهدت علاقة مصر بحماس نوعًا من التحسن فمن الطبيعي أن يتراجع الهجوم الإعلامي المصري ضد حماس تحديدًا، بما أننا في مرحلة الاحتواء وليس التصادم وفق الكاتب.
التعليقات مغلقة.