الشهداء لا يموتون ابدا / العين علي السنيد

العين علي السنيد ( الأردن ) – الأربعاء 13/12/2023 م …




الشهداء لا يموتون ابداً، ولا يدخلون حقبة الماضي ما مضى الدهر، وانما يحضرون دوماً في مستقبل شعوبهم، ويبعثون الحياة في الأجيال القادمة، ويرسمون الوطن الاجمل بمداد قلوبهم.

وصورهم تضيء ليل الاحتلال الطويل، وطيف منهم يتردد في كل الارواح ، ويتراءون في كل الامكنة التي شهدت على بطولتهم ، وهم يبقون احياءً لا تطويهم بطون الايام، وأسماؤهم تزين السجل الوطني، وتظل اراوحهم تحلق في أحلام شعوبهم، وتطلعاتها الوطنية.

والشهداء الذين باعوا انفسهم لله يبعثون على العزة والكرامة، والتراب الوطني يستمد قداسته من عبق بطولتهم، وهم يكتبون بدمائهم ملحمة شعبهم، ويعانقون الحرية، والاستقلال، ويلهمون الثائرين في سيرهم الى الطريق السامي نحو المجد والخلود.

وهم رصيد وطني كبير لا يتلاشى، ويتحدى الفناء بوعد الله لهم.

ويؤسسون للقيم الوطنية في حركة الاجيال، ويشيدون صروح الكرامة، والكبرياء في اوطانهم التي يسيجونها بدمائهم الطاهرة.

والشهداء يسري ماء الحياة في شرايينهم ابد الدهر، ويسقون بدمائهم الزكية شجرة الحياة التي تزهر بالخير والبركة.

فهم الباقون ما بقي الليل والنهار، ويحيون في وجدان شعوبهم ، وسيخرجون يوم التحرير من كل حدب، وصوب يباركون التراب الوطني وليعلو شأن الوطن، ويسمو بالحرية والاستقلال.

فالشهداء لا يفارقون الأوطان ابدا، وانما يحرسونها من كل سوء، ، ويطهرون الثرى بدمائهم الزكية التي تضيء دروب المستقبل.

ويظل الشهيد المسجى كهرم ماثل في الكبرياء معلماً باقياً في الزمان، ودمه الطاهر يردد ملحمة التضحية، والفداء، ولا يغادر ساعة شهادته.

وهم الامانة الباقية في اعناق الشعوب، وسيرهم توثق مراحل التحرير، وستتربى أجيال على وحي من بطولتهم .

وصدق الله العظيم القائل “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون”.

 

 

قد يعجبك ايضا