كيف يتدبر أهالي غزة شئونهم الحياتية في هذا الجحيم؟.. عائد “أردني” من جحيم القطاع يجيب: لا لصوص ولا سرقات.. تضامن “إستثنائي” بين العائلات وتقاسم “اللقمة والغرفة”.. “التمر وكعك العيد” غذاء الطوارئ … و“زيت القلي” لتشغيل سيارات الديزل…

الأردن العربي –  الأربعاء 22/11/2023 م …




بات واضحا ان ظروف القصف والحرب والتدمير والعمل الاسرائيلي الوحشي في قطاع غزة دفعت الأهالي لسلسلة لا نهائية من مقاربات التعايش مع الأمر الواقع.

وبالرغم من غلاظة وخشونة وقساوة مشهد الدماء والتشريد والضحايا والشهداء في قطاع غزة وتحديدا في شماله الا ان المجتمع الغزي وبرأي خبير عاد للتو من قطاع غزة الى عمان هو الدكتور والطبيب

ضياء الفرا وجد سلسلة من المقاربات للتعامل مع الظروف الصعبة والمعقدة  والتي توسعت فيها بصورة غير مسبوقة الة التدمير والقتل والفتك الاسرائيلية.

الدكتور الفرا جلس وعلق كضيف زائر في قطاع غزة لأربعين يوما بعد  السابع من اكتوبر.

وغادر القطاع بترتيب مع السفارة الاردنية في القاهرة ووصل الى عمان وسجل في جلسة خاصة بصالون وزير التعليم العالي الأسبق الدكتور أمين محمود بعض انطباعاته بحضوره.

وتركزت تلك الانطباعات بعيدا عن الاعتبارات السياسية والعسكرية على التحدث عن رصد حالات متابعة لكيفية تعامل المواطن الغزي مع مسار الاحداث التي التهبت بالرغم من الوجع والالم والترحيل.

ولاحظ الدكتور الفرا كما لاحظ غيره عدم وجود سرقات  او مخالفات للأخلاق والقوانين خلال فترة الحرب.

وحالة طمأنينة أمنية واسعة النطاق بين الاهالي والمواطنين واعتبر الفرا ان ما لفت نظره  قبل اي شيء اخر هو حجم ومستوى وطبيعة وتركيبة التضامن الاجتماعي بين المشردين من بيوتهم جراء القصف.

وهؤلاء الذين بقيت بيوتهم قائمة وهي بكل حال برسم التهديم لاحقا خصوصا اذا ما توسع العدو في عملياته بالمنطقة الوسطى وفي الجنوب للقطاع.

تحدث الدكتور الفرا عن الاعتماد في الغذاء على حبات من التمر الذي نضج بموسمه الزراعي ضمن واحدة من الصدف التي يتعامل معها الأهالى.

وأشار الى ان العديد من النساء وربات البيوت وفي الدقيق المتاح يخبزن الكعك المخصص اصلا للأعياد ويتم  التعامل معه اليوم باعتباره طبقا رئيسيا في بعض الاحيان يفيد رغم قلة الغذاء.

وتشارك أهل غزة الغذاء بشكل غير مسبوق فكل رغيف خبز يملكه احد المواطنين في اي مكان يتقاسمه مع جرعة ماء بحوزته مع مواطن اخر لا يملك لقمة الخبز.

والبيوت مفتوحة لجميع الغزيين ومن المشاهد الطبيعية وسط المجتمع الغزي الان حيث يحضر عشرات النازحين لبيت قائم  فيسكنه الجميع ويقرر الرجال والذكور النوم على الارصفة  او في الحيشان او على الجوانب فيما تخصص الشقق والغرف للنساء والاطفال فورا.

ويتم تدبير بعض المياه وبعض الطحين وبعض المعلبات في بعض الاحيان لتناول وجبة بمعدل وجبة واحدة يوميا على الارجح.

إخترع مواطنون  غزيون آلية  لتشغيل السيارات التي تستخدم مادة الديزل بسبب ازمة الوقود النادرة جدا حيث لا يوجد محروقات اطلاقا الآن.

وتلك الوصفة تتعلق بإستخدام كميات من زيت القلي تحديدا عندما تتاح مع مادة مشتعلة هي التنر وغيرها على الأرجح في تشغيل محركات السيارات الخاصة بالديزل.

وهي وصفة تضر بالبيئة وبالصحة  العامة لكنها تخدم في حالات الطوارئ.

والغزيون لديهم آبار يستخدموها عندما تتيسر للمياه لكن مشكلة الآبار في المزارع والبيوت الخاصة وعند العمارات والاحياء ان المياه موجودة فيها احيانا لكن بسبب عدم وجود الوقود من الصعب اخراجها بمعنى مصاعد تشغيل الماكينة التي تسحب المياه من الابار.

قد يعجبك ايضا