ديمستورا ممثلا للبنتاغون وليس للامم المتحده / حسين عليان

 

حسين عليان ( الأردن ) الإثنين 17/10/2016 م …

  من يقرأ ويدقق فى بنود مبادره ديمستورا يدرك بلا عناء انها مطالب امريكيه بحته بلسان اﻻمم المتحده .

فالوﻻيات المتحده عندما تعجز عن تمرير القرارات التى تريد عبر مجلس اﻻمن ، تحاول تمريرها عبر الموظفين اﻻمميين اللذين غالبا ما يخضعون ﻻبتزاز واغراءت ورشي السي اي اه حتى يفبركوا التقارير ويسوقوها لخدمه الاهداف اﻻمريكيه.

حصل ذلك بشكل جلي مع لجان التفتيش فى العراق التى طوال سنوات لم تعط تقارير واضحه وجازمه ، وكثيرا ما زوّرت التقارير والفضائح بهذا الشأن …  من سكوت ريتر الى البراعي الى هانس بلكس .

اليوم ديمستورا يحاول تمرير نفس السياسه تحت مبررات انسانيه والحرص على المدنيين وتقديم المساعدات اﻻنسانيه ، لكن اخطر ما ورد فى بنود مبادره ديمستورا ، اﻻقرار واﻻعتراف بتقسيم حلب الى شرقيه وغربيه واﻻحتفاظ بسلطه المسلحين وسيطرتهم على مناطق شرق حلب  .

 وزاد على ذلك انشاء سلطه اداريه ومدنيه تحت أشراف المسلحين والتعامل مع الدوله كطرف ند يحظي بحمايه وضمانات دوليه بعد اﻻقرار السوري المكتوب ، وان تكون روسيا طرفا ضامنا ﻻلتزام سوريه.

 لماذا كل ذلك ؟!

 مقابل اخراج 900 مسلح من النصره من شرق المدينه لمناطق امنه تحت رعايه امميه .

هل هذا مقترح يقبله عاقل ؟

ان الهدف تعميق المشكله فى مناطق اخري او اعاده تصدير مقاتلي القاعده وداعش لدول اخري .

هذه المبادره اﻻمريكيه بأسم اﻻمم المتحده تنم عن تسويق النصره وحلفاءها كأطراف سياسيه سوريه تحت مسميات مختلفه ولتحجز لها مقعد على طاوله المفاوضات.

 وهذا ما يجبب اﻻ يمرر مهما كانت العواقب .

ان فرصه المحاصرين شرق حلب فى الإفلات من الهزيمه معدومه ، لذا يجب عدم اﻻلتفات لدعوات الحرص الكاذبه على المدنيين وضجيج الإعلام المأجور.

بان كيمون راحل قريبا ويجب ان يرحل معه ديمستورا واﻻمين العام الجديد جاء بتوافق واجماع فى مجلس اﻻمن ولديه خبره .

يمكن ونتمني ان يتفهم التوازنات الجديده ويعبر عنها بطريقه تخدم اﻻستقرار والسلم الدوليين ويحرر اﻻمم المتحده من سياسات اﻻبتزاز اﻻمريكيه .

ان الوﻻيات المتحده لم تطرح يوما فى حربها على اﻻرهاب تصفيته بقدر ما تطرح تحجيمه .

هى لم تفعل ذلك فى افغانستان وﻻ فى الصومال او العراق وﻻ فى ليبيا بل تحاول معاود تأهيله . .

ﻻ اعتقد ان موازين القوي فى ميدان حلب او عموم الميدان السوري تسمح بتمرير مبادره السيد ديمستورا ، وﻻ اظن ان ذلك يمكن ان يمر على الدبلوماسيه السوريه ومفاوضيها وقيادتها الواعيه والصلبه.

 وﻻ اعتقد ان حلفاء سوريه سيمنحون تنازﻻت للعدوّ المهزوم من خلال الضغط على القياده السوريه التى تمسك بثوابتها فى سياده الدوله على كامل اراضيها وسياده وتصفيه كل تنظيمات اﻻرهاب وحصر السلاح فقط بيد الدوله .

فنصف النصر يعد هزيمه ، وﻻ مجال امام سوريه اﻻ النصر الناجز .

والحديث عن الحل السياسي يجب ان يقرره الشعب السوري بلا إملاءات من احد وتحت سياده الوطن والدوله ووحده الوطن والمجتمع فى ظل دوله وطنيه علمانيه .

ما ابداه الرئيس السوري من اصرار على تحرير حلب وتأيد الحلفاء بهذا الشأن هو الذى دفع اﻻداره اﻻمريكيه للبحث عن مخرج لوزان بعدما انسحبت من اﻻتفاق الذى وقعته مع روسيا واوقفت التواصل و التعاون والتنسيق فى سوريه وصعدت لغه التهديدات والعدوان فى محاوله للضغط.

 لكن الرد الروسي الصارم وصلابة الموقف السوري كلها عوامل رجحت موقف اﻻداره ﻻيجاد مخرج لوزان لحفظ ماء الوجه.

 السؤال المهم ان التصعيد الاوروبى فى مجلس اﻻمن عبر القرار الفرنسي كان محاوله امريكيه اخرى لحشد الضغوط على روسيا ، لكن دون جدوي ، وبذلك كشف اﻻطلسي عن محدودية خياراته العسكريه امام روسيا وحلفاءها .

ان المشاركه اﻻقليميه من القوى الفاعله والمنخرطه فى الصراع دليل اخر على رغبه امريكيه للتهدئه ولو مؤقتا.

 وجاءت اﻻستداره و المشاركه المصريه فى لوزان والمنحازه لصالح سوريه لتضعف الموقف اﻻمريكى و اﻻقليمي والسعوديه الغارقه فى حرب اليمن ، علاوة على ان اﻻتراك باتوا تحت التأثير الروسي الواسع .

 اﻻزمه السوريه اوشكت على اﻻنتهاء واﻻرهاب وحلفاؤه فى حاله هزيمه وعلى سوريه وجيشها وقيادتها استثمار الفوز لتحقيق النصر الحاسم .

 

 

 

قد يعجبك ايضا