بعد 7 سنوات من الصمود … سورية الاسد .. الى اين ؟!!! ( 1 من 2 ) / عبدالحفيظ ابو قاعود

نتيجة بحث الصور عن عبد الحفيظ ابو قاعود




عبد الحفيظ ابو قاعود ( الأردن ) الإثنين 12/3/2018 م …
الحرب على سورية  ومن سورية باتت تقترب من نهايتها بعد إن طوت سبعة اعوام  من الصمود والتصدي لكل ما اقترفت أيدي المجموعات ألمسلحة الارهابية التكفيرية، ومن المعتديين، والإرهابيين المرتزقة من فظائع وحشية تجل عن الوصف بدعم سافر من منظومة التحالف الأمني الإقليمي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية عبر الجوار السوري.
لقد كشفت النتائج النهائية للحرب عن دور عسكري إسرائيلي ميداني مباشر مركب بالتنسيق مع الاجهزة الاستخبارية الاقليمية في توجيه العصابات الارهابية التكفيرية المرتزقة في مسرح العمليات العسكرية داخل الجغرافيا السورية لاستهداف المواقع والمنشئات العسكرية والمدنية الحيوية وتهجير المواطنين من اماكن سكناهم ،التي يشملها بنك الاهداف الاسرائيلي الامريكي، لأسقاط النسق السوري المقاوم ، بهدف تقسيم الدولة الوطنية السورية الى كنتونات طائفية وعرقية واثنية في اطار مشروع الشرق الاوسط الجديد النسخة المستحدثة عن “سايكس بيكو”، والانضمام الى منظومة التحالف الامني الاقليمي ، والخروج من محور المقاومة العربي الاسلامي واجراء مصالحة مكشوفة مع إسرائيل بالشروط الاسرائيلية والاملاءات الامريكية.
لقد أحسن “ سيد المقاومة ” الشيخ حسن نصر الله الامين العام لحزب الله صنعا بالإعلان الصريح عبر إطلالاته المتوالية عن تغيير قواعد الاشتباك بين طرفي معادلة الصراع العربي الصهيوني بتوازنات ومعادلات عسكريه وسياسية واستراتيجية جديده ،الانخراط المباشر لمجاهدي المقاومة الاسلامية الى جانب الجيش العربي السوري لتطهير الجغرافيا السورية من الارهاب التكفيري .
وكانت عملية تنظيف جغرافيا بلاد الشام من المجموعات الارهابية التكفيرية ؛ والقضاء على” جيوش لحد النسخة السورية” المستحدثة في الجنوب السوري في خطوة محسوبة ضمن الاستراتيجية الدفاعية القتالية لمحور المقاومة العربي الاسلامي كمقدمة لأحياء الجبهة الشرقية .
فالخطوة الاهم ل”قيادة محور المقاومة” تمثلت بالتحام مجاهدي المقاومة الاسلامية الميداني والعملياتي مع الجيش العربي السوري ،  وبالتحالف مع “روسيا الاتحادية” لإيجاد التوازن الاستراتيجي  الكاسر مع مشغلي العصابات الارهابية في الجغرافيا السورية، لتصبح سورية تحت المظلة النووية الروسية مقابل كون إسرائيل تحت المظلة النووية الامريكية .
المواجهة الكبرى لتحرير الارض والانسان العربي في فلسطين المحتلة تبدأ بإحياء الجبهة الشرقية لأسقاط الخطة الجيو- سياسية الاسرائيلية ،التي استولدت مسار السادات الاستسلامي للصراع العربي-الصهيوني، ومنظومة التحالف الامني الاقليمي لتصفية قضية فلسطين ، والشريط الاستيطاني العسكري من بيسان الى عين جدي  مرورا ”  بما سمي ب “القدس الكبرى.
فالخطوة التالية للمحور تكمن بالإعمار وعودة المهجرين لديارهم ، وفي التمهيد لإحياء “الجبهة الشرقية ” لمواجهة الشق الثاني من الخطة الاسرائيلية “القطاع الاستيطاني المزدوج” المستعمرات العسكرية” الممتدة من بيسان شمالا مرورا بشريط المستعمرات حول “القدس الكبرى” الى عين جدي جنوبا ،الذي استهدف استيعاب مليون مستوطن عبر جيل من الزمان بحيث تصبح الضفة الغربية المحتلة بين قطاعي الكثافة الاستيطانية الاسرائيلية ، و”القدس الكبرى “وسط الكيان وليس على اطرافه كما كانت في وضع حدود  1948.
وكانت بداية عمليات  تنفيذ سيناريوهات مؤامرة الحرب الكونية على سورية ؛من” درعا البلد” بتخطيط إسرائيلي وبعلم من الادارة الامريكية وأدواتها من العبيد من العربان من يمتلكون خزان الكاز ” البترو دولار” والبشر من المرتزقة ، وتنهي بدرعا البلد .
ويرجع تنفيذ فصول مؤامرة الحرب الكونية على سورية ومن سورية إلى  رفض الدولة الوطنية السورية اجراء مصالحة مكشوفة مع إسرائيل ،وذلك بالانضواء في منظومة التحالف الامني الاقليمي والانفكاك من التحالف مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ومحورها المقاوم، ووقف الدعم اللوجستي لحزب الله، وتأهيل الاقتصاد السوري للاندماج في الاقتصاد العالمي  وتحت سيط رة ثالوث النظام الاقتصادي الدولي .. منظمة التجارة الدولية .. البنك الدولي و صندوق النقد الدولي .
عمليات تزويد الارهابيين بصور الأقمار الاصطناعية للمواقع العسكرية ،وتعطيل الاتصالات العسكرية في الميدان، والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على مواقع عسكرية سورية مختارة ؛ شكلت صيغ التعاون العسكري والاستخباري الإسرائيلي مع أجهزة استخبارية إقليمية لدعم المجموعات الارهابية التكفيرية في هذه الحرب ؛ تطورات دراماتيكية خطيرة يمكن فهمها ومعرفة أبعادها في إطار مواقف “دول معنية” بالحدث السوري والمنطقة كلها، وهذه مواقف اتضحت أبعادها  ويمكن البناء عليها في فهم ابعاد التدخل الاسرائيلي في مؤامرة الحرب الكونية على  سورية  ومن سورية .
لكن حين أيقن مدبرو الحرب القذرة على سورية أن كل الوقائع و خاصة الميدانية ليست في صالحهم أبدا، وان عصاباتهم الإرهابية لن تنال سوى الهزيمة النكراء والخيبة الشديدة ؛ لجأ الرئيس الامريكي رونالد ترامب وادارته الى خلط الاور اق في الاقليم بعد الفشل في النيل من سورية المتجددة بعد هزيمة “المجموعات الارهابية المسلحة” في سورية والعراق الى الاعتراف بان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل مقر السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس المحتلة لخلط الاوراق لإدامة مسارتصفية قضية فلسطين  .
واتفق الكيان الصهيوني عبر التنسيق الامني والاستخباري الاقليمي مع المجموعات الارهابية التكفيرية بان تتسلل و تؤدي أدوارا فاضحة على مسرح الإحداث في الجغرافيا السورية بأساليب شتى ، فمن أول يوم كان على المتآمرين والشركاء في سفك الدم السوري أن يدركوا أن سورية لا تهزم . فهذه الحرب صورة جديدة من بطولات الجيش العربي السوري ومجاهدي المقاومة الاسلامية ” المحور المقاوم ” .
تغيير قواعد الاشتباك في الحرب الكونية على سورية ومن سورية من العداء الدولي السافر الى “تحالفات  دولية جديدة “تضم ” سورية الاسد “لمواجهة “المجموعات الارهابية المسلحة ” وفق مبدأ في العلاقات الدولية  المعاصرة ..” لا أعداء أبديون ،ولا اصدقاء ابديون بل مصالح دائمة” ،هي؛ منارة العلاقات بين الدول؛ “تركيا نموذجا “.
وجاء الموقف  التركي الجديد تجاه سورية بعد دمار حضارة في البني التحتية والفوقية ، ومئات الاف الارواح البريئة والجرحى واللاجئين من العرب السوريين ؛ ضمن تحالف الضرورة مع  الجمهورية الاسلامية الايرانية واتفاق مع الاتحاد الروسي؛ مقابل تعطيل الخطوة الاولى في مشروع اقامة وطن قومي للأكراد في الاقليم” استقلال كردستان “!!!  .
هل تشهد الايام المقبلة مصالحة سورية – تركية  استجابة لمبادرة للرئيس الروسي لإقامة تحالف دولي جديدة لمواجهة “الارهاب التكفيري الدولي” ؟!!!.
فالموقف التركي الجديد تجاه سورية الاسد ؛ قد  يكون مقدمة لمصالحة تركية مع سورية لمقتضيات حلف الضرورة للقضاء على” الارهاب التكفيري “المجموعات التكفيرية المسلحة ” في بلاد الشام وارض الرافدين وتعطيل مشروع الوطن القومي الكردي!!!.
نتائج انخراط تركيا في المؤامرة الكونية على سورية ادخلها في مأزق داخلي واخر خارجي ؛ احتاج الى الخروج منهما  الى التوجه الى موسكو وطهران لأبرام حلف الضرورة واعادة التموضع  في المسار الطبيعي كدولة مشرقية لأجراء  مصالحة ام اعتذار تركي  صريح الى الدولة الوطنية السورية وقائدها الرئيس المجاهد بشار الاشد عن جرائمها  في دعم المجموعات الارهابية المسلحة ،والخراب والدمار في الحجر والبشر والممتلكات العامة والخاصة ، وما يترتب على ذلك من اثار سلبية على مستقبل اوردوغان السياسي . / يتبع 2/2
·                صحافي ومحلل سياسي

قد يعجبك ايضا